الحرس الثوري يشيد بقتل قواته للمحتجين الإيرانيين

الاتحاد الأوروبي يدعو إيران إلى إنهاء العنف ضد المتظاهرين ومنظمة العفو الدولية تشير إلى مقتل أكثر من 100 إيراني خلال الاحتجاجات على رفع أسعار البنزين.

طهران - أشاد الحرس الثوري الإيراني الخميس بحملة القمع التي نفذتها القوات المسلحة بشكل "سريع" للتصدي لمظاهرات خرج خلالها إيرانيون إلى الشوارع احتجاجا على زيادة مفاجئة في أسعار الوقود، في وقت حث فيه الاتحاد الأوروبي طهران على ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس" في التعامل معها.

وواصل النظام الإيراني حجب شبكة الإنترنت صباح اليوم الخميس بعد قطعها منذ أكثر من أربعة أيام من المظاهرات التي تخللتها أعمال عنف أوقعت قتلى، فيما تنتشر في الخارج وسوم على تويتر تطالب بوضع حد لهذا الحظر الرقمي.

وأفاد الحرس الثوري في بيان "وقعت حوادث، بعضها كبير وبعضها صغير، نتيجة زيادة أسعار البنزين (الجمعة في 15 تشرين الثاني/نوفمبر)، في أقل من مئة مدينة عبر إيران".

وجاء في البيان الذي نشره موقع "سيبا نيوز"، الصفحة الرسمية للحرس الثوري، أن "هذه الأحداث توقفت في أقل من 24 ساعة، وفي بعض المدن في 72 ساعة".

وتابع البيان "هذه نتيجة تيقظ القوات المسلحة وقوات حفظ النظام وتحركهما السريع"، مشيرا إلى أن "توقيف قادة (الاحتجاجات) ساهم إلى حد بعيد في تهدئة الاضطرابات".

وأوضح الحرس الثوري أن "القادة الرئيسيين لمثيري الشغب" أوقفوا في محافظتي طهران والبرز المحاذية وفي مدينة شيراز في وسط جنوب البلاد.

تأتي إشادة الحرس الثوري باستخدامه القوة لقمع وقتل المحتجين في وقت قدمت فيه متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي تعازيها لعائلات الضحايا، داعية النظام الإيراني إلى الحوار لوضع حد للتوترات.

وقالت مايا كوسيانتيتش في بيان الخميس "نتوقع من قوات الأمن الإيرانية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات، كما نتوقع من المحتجين التظاهر بسلمية. أي شكل من أشكال العنف غير مقبول".

وأضافت "يجب ضمان حقوق حرية التعبير والتجمع".

وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يتوقع من السلطات الإيرانية إعادة الاتصالات وإنهاء التعميم شبه الكامل على الانترنت والمفروض منذ نهاية الأسبوع الماضي.

وكان ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي آية الله لطف الله ديجكام، قد هدد الثلاثاء باستخدام قوات التعبئة العامة "الباسيج" التابعة للحرس الثوري لقمع الاحتجاجات في مدينة شيراز إذا لم يتوقف المتظاهرون عن الخروج إلى الشارع.

وقال ديجكام في ولاية فارس التي تقع جنوب غرب إيران، إن أناسا قدموا من الخارج يقفون خلف تلك الاحتجاجات، حسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا).

وأفادت وسائل إعلام إيرانية الثلاثاء بمقتل ثلاثة من عناصر "الباسيج" على أيدي متظاهرين غاضبين قرب طهران.

وقبل تهديد ديجكام تناقل إيرانيون فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر استهداف عناصر الحرس الثوري للمتظاهرين بالرصاص في الشوارع.

وذكرت منظمة العفو الدولية أن تقارير أشارت إلى مقتل أكثر من 100 متظاهر وأن حصيلة القتلى الحقيقية ربما تزيد عن 200 قتيل، فيما أكدت السلطات فقط مقتل خمسة أشخاص، بينهم أربعة من قوات الأمن ومدني.

وكعادة المسؤولين في إيران اتهم الرئيس حسن روحاني أمس الأربعاء "أعداء الخارج" بحياكة المؤامرات ضد بلاده قائلا إنه تم "إفشال مخططات العدو، وإحباط مؤامرات أولئك الذين فرضوا العقوبات القصوى في السنتين الماضيين".

واندلعت التظاهرات في إيران مساء الجمعة بعد ساعات من إعلان رفع أسعار الوقود، وهو تعديل يهدف إلى مساعدة من هم أكثر حاجة، لكن يترافق مع رفع كبير لأسعار البنزين، في ظل أزمة اقتصادية حادة تعانيها البلاد.

وامتدت التظاهرات سريعاً إلى 40 مدينة ومنطقة، بينها طهران، أحرقت خلالها محطات للوقود وهوجمت مراكز للشرطة ومجمعات تجارية ومساجد ومبان عامة.