الحريري: إذا تعذر تشكيل الحكومة فلن أقبل بالتكليف مجددا

رئيس الوزراء اللبناني يعرب عن أمله في تشكيل الحكومة الجديدة بمجرد عودة الرئيس ميشال عون من رحلة خارجية، مشيرا إلى أن الجميع قدم تنازلات بمن فيهم التيار الوطني الحر، فيما تشكل الخلافات بين الحزبين المسيحيين عقبة أمام ولادة حكومة وحدة وطنية.

الحريري يحذر من خسارة قرض وافق عليه البنك الدولي
الحريري ينفي وجود مبادرة فرنسية لمساعدته في تشكيل الحكومة
الحريري يحذّر من تفاقم الوضع الاقتصادي كلما تأخر تشكيل الحكومة

بيروت - قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري اليوم الثلاثاء إنه يأمل في تشكيل حكومة جديدة بعد عودة الرئيس ميشال عون من رحلة خارجية وذلك بعد التنازلات التي قدمتها جميع الأطراف، معلنا في الوقت ذاته أنه إذا تعذر عليه تشكيل الحكومة فإنه لن يقبل مجددا بأي تكليف.

وجاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي للحريري أنه في حال قدم اعتذاره عن التأليف، فإنه لن يقبل تكليفه مرة ثانية.

وقال "في حال اعتذرت عن التشكيل، فإنني لن أطلب من أحد أن يكلفني والظروف التي سادت في حكومتي الأولى مختلفة عن الظرف القائم اليوم".

ومنذ الانتخابات البرلمانية التي أجريت في مايو/أيار، لم يتمكن الساسة من الاتفاق على حكومة وحدة وطنية يمكنها العمل على إصلاحات اقتصادية ضرورية.

وقال الحريري للصحفيين "هناك تنازلات من جميع الأطراف بمن فيهم التيار الوطني الحر. نتمنى تشكيل الحكومة بعد عودة الرئيس من يريفان لأن الوضع الاقتصادي والاجتماعي يستدعي الإسراع في تشكيل الحكومة"، فيما يتوقع أن يعود عون من أرمينيا يوم الجمعة.

ويواصل الحريري مشاوراته مع فرقاء الساحة اللبنانية ضمن جهود تذليل عقبات تشكيل الحكومة التي طال انتظارها.

وقال المكتب الإعلامي للحريري إنه سيلتقي بالوزير ملحم رياشي موفدا من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

وأكد أيضا أنه لا موعد محددا بعد بينه وبين وزير الخارجية جبران باسيل، مضيفا أن كلام باسيل في مؤتمره الصحفي الأخير غير إيجابي.

وتحدث الحريري في دردشة خاطفة مع الصحفيين عن بعض التغييرات في توزيع الحصص من دون أن يقدم اي تفاصيل إضافية.

وقال "المعيار الوحيد الذي أعتمده في التشكيل هو أنها حكومة وفاق وطني وفي اللحظة التي نضع فيها معايير، نكون نكبل أنفسنا بتشكيل أي حكومة في المستقبل وهذا الأمر ليس له أصل لا دستوري ولا عرفي ولا له تاريخ ولا جغرافيا".

ونفى علمه بوجود أي مبادرة فرنسية لمساعدته على تشكيل الحكومة، مؤكدا أن مفاعيل مؤتمر "سيدر" في خطر.

وتابع "إذا كنا نعتقد أن العالم سينتظرنا فنحن مخطئون. العالم يدور والأيام تمر وهذه الأموال وضعت لمساعدة الاقتصاد اللبناني، لكن إذا كان اللبنانيون لا يريدون أن يساعدوا أنفسهم، فهل سينتظرهم العالم؟".

وأضاف "هناك اليوم قرض وافق عليه البنك الدولي لصالح لبنان وإن لم نتمكن في الحكومة ومجلس النواب من أن نوافق عليه فإننا سنخسره".

وردا على سؤال تعلق بربط تشكيل الحكومة بدخول العقوبات على إيران حيز التنفيذ في 3 نوفمبر/تشرين الثاني، قال الحريري "أتمنى ألا يفكر أحد على هذا النحو لأن لبنان ليس إيران وإيران ليست لبنان".

ويُنظر على نطاق واسع إلى الخصومة بين الحزبين المسيحيين الرئيسيين: التيار الوطني الحر المتحالف مع جماعة حزب الله الشيعية وحزب القوات اللبنانية المناهض لحزب الله، على أنها العقبة الرئيسية في طريق التوصل إلى اتفاق.

وكان الحريري قد قال يوم الخميس إن الحكومة سوف تتشكل خلال أسبوع إلى عشرة أيام لأن الوضع الاقتصادي لم يعد يحتمل المزيد من التأخير ودعا جميع الأطراف إلى تقديم تنازلات.

ولم يأت الحريري بجديد حول تشكيل الحكومة باستثناء حديثه عن تقديم جميع الأطراف لتنازلات من دون أن يقدم المزيد من التفاصيل أو النقاط الخلافية التي عطّلت منذ الانتخابات الأخيرة تشكيل الحكومة.

وكان رئيس الوزراء المكلف قد أعلن قبل فترة أنه متفائل بتشكيل الحكومة قريبا في تصريح جاء على اثر إعلانه تقديم صيغة بفريقه الحكومي للرئيس اللبناني.

لكن لم تتضح منذ ذلك الوقت أي تفاصيل حول الصيغة التي قدمتها لميشال عون، ما يضفي المزيد من الغموض السياسي على المشهد العام في لبنان.