الحريري مستعد لتشكيل حكومة جديدة بشروطه

مسؤول لبناني يؤكد أن الحكومة الجديدة يجب أن تكون خالية من مجموعة من الساسة البارزين الذين شملتهم الحكومة المستقيلة دون أن يذكر أسماء، إلا أن أكثر شخصية كانت مثيرة للجدل هي جبران باسيل.
باسيل حليف حزب الله وصهر عون مرشح للاستبعاد من الحكومة الجديدة
الحياة تعود تدريجيا لبيروت بعد فتح الطرق الرئيسية
البنوك ما زالت مغلقة فيما تتعرض الليرة لضغوط شديدة  
الفراغ الدستوري يعمق الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان

بيروت - قال مسؤول بارز مطلع، إن سعد الحريري مستعد لتولي رئاسة الوزراء في حكومة لبنانية جديدة بشرط أن تضم تكنوقراطا قادرين على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة سريعا لتجنب انهيار اقتصادي.

وتركت استقالة الحريري أمس الثلاثاء لبنان في حالة فراغ سياسي في وقت تشتد فيه أزمة لا سابق لها وإصلاحات مطلوب تنفيذها على نحو عاجل لتجنب مشكلات مالية أعمق في دولة مثقلة بديون هي من بين الأعلى على مستوى العالم.

وأثرت الأزمة على أسعار السندات السيادية في لبنان وزادت الضغوط على الليرة اللبنانية المربوطة بالدولار التي انخفض سعرها في سوق موازية عن السعر الرسمي البالغ 1507.5 ليرة للدولار. وتراوح السعر في السوق السوداء بين 1750 و1850 ليرة للدولار.

سعد الحريري
سعد الحريري

واستقال الحريري بعد مظاهرات حاشدة استمرت نحو أسبوعين احتجاجا على النخبة السياسية التي يتهمها المتظاهرون بالفساد. وقال إنه وصل إلى "طريق مسدود" في محاولة حل الأزمة.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الحكومة الجديدة يجب أن تكون خالية من مجموعة من الساسة البارزين الذين شملتهم الحكومة المستقيلة دون أن يذكر أسماء.

وتضم الحكومة المستقيلة ممثلين بارزين عن أغلب الطوائف في لبنان ومنهم وزير الخارجية جبران باسيل عن التيار الوطني الحر المسيحي الذي كان هدفا بارزا للمحتجين.

وباسيل حليف سياسي قوي لجماعة حزب الله التي تتمتع بنفوذ واسع والمدعومة من إيران التي كانت تعارض استقالة الحكومة ولم تعلق بعد على استقالة الحريري خصمها منذ فترة طويلة.

وأعيد فتح الطرق الرئيسية في لبنان اليوم الأربعاء في حين سعت قوات الأمن لعودة الحياة إلى طبيعتها بعض الشيء، لكن ظلت البنوك مغلقة لليوم الحادي عشر في الوقت الذي يعتمد فيه الاقتصاد اللبناني بشكل كبير على ودائع وتحويلات المغتربين، ما يعمق الأزمة المالية حيث يعجز ملايين المغتربين عن تحويل أموال لذويهم في لبنان بسبب حالة الشلل التي أصابت المصارف.

ولم ترد معلومات بعد متى ستفتح البنوك أبوابها حتى بعد أن عادت حركة المرور للمحاور الرئيسية والتي كان المتظاهرون يغلقونها منذ أيام مطالبين باستقالة الحكومة.

الجيش اللبناني يعيد فتح الطرق الرئيسية في بيروت
الجيش اللبناني يعيد فتح الطرق الرئيسية في بيروت

وطلب الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم الأربعاء من الحكومة الاستمرار في تصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة، وفقا لنظام الحكم في لبنان (محاصصة طائفية.

ولا يبدو أن هناك بديلا واضحا للحريري لشغل منصب رئيس الوزراء المخصص للمسلمين السنّة بموجب نظام المحاصصة الطائفية المتبع لاقتسام السلطة في لبنان.

وينظر للحريري باعتباره مركز الدعم الغربي ودعم دول الخليج العربية للبنان الذي يحتاج بشدة للدعم المالي الخارجي لإنعاش اقتصاده وتعزيز احتياطاته من العملة الأجنبية.

وفي وقت سابق فتحت قوات الجيش طريقا رئيسيا في شمال بيروت بعد اشتباكات بالأيدي لفترة وجيزة مع المتظاهرين صباح الأربعاء. وعرض تلفزيون الجديد لقطات لمجموعة من الجنود يحاولون إبعاد سيارة تسد الطريق إلى أن قادها سائقها مبتعدا.

وفُتح جسر الرينغ بوسط العاصمة بعد مفاوضات مع بعض المتظاهرين الذين كانوا يرفضون المغادرة قائلين إنهم يريدون استقالة المزيد من أصحاب السلطة. وبقي العديد من المتظاهرين لكنهم لم يغلقوا الطريق بكامله.

وقالت قيادة الجيش في بيان إن حق التظاهر السلمي مكفول بموجب القانون، لكنها أضافت أنه ينطبق على "الساحات العامة فقط".

وساد الهدوء ساحة الاحتجاج الرئيسية في وسط بيروت، لكن قوات الأمن أغلقتها أمام حركة المرور.

وأعلن الحريري استقالته أمس الثلاثاء بعد أن هاجم حشد من الموالين لجماعة حزب الله وحركة أمل مخيما رئيسيا للمحتجين في بيروت.

وكان هذا أعنف اشتباك في شوارع بيروت منذ 2008 عندما سيطر مقاتلو حزب الله على العاصمة إثر تفجر الوضع لفترة وجيزة مع الموالين للحريري وحلفائه في ذلك الوقت.

وحث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على تشكيل حكومة جديدة يمكنها الاستجابة لاحتياجات الشعب اللبناني. وقال "الشعب اللبناني يريد حكومة تتميز بالكفاءة وإصلاحا اقتصاديا وإنهاء للفساد المستشري".