الحريري يؤجل جلسة حكومية لحين استعادة الأمن في الجبل

رئيس الوزراء اللبناني يرجئ عقد الجلسة يومين ويتعهد بايقاف المتورطين في قتل مرافقي الوزير صالح الغريب.

بيروت - قرر رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الثلاثاء، تأجيل جلسة مجلس الوزراء لـ48 ساعة، لـ"حين هدوء التوتر"، عقب حادثة مقتل مرافقي وزير قبل 3 أيام.
والأحد، قتل اثنان من مرافقي وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، في اشتباك على خلفية احتكاك حزبي في منطقة "عاليه".
و"الغريب" ينتمي لـ"الحزب الديمقراطي"، ووقع الاشتباك مع أنصار "الحزب التقدمي الاشتراكي"، وكلا الحزبان يمثلان الطائفة الدرزية بالبلاد.
وفي كلمة ألقاها من مقر رئاسة مجلس الوزراء، قال الحريري: "اكتمل النصاب بحضور الوزراء، ولكن قررنا أن نأخد نفسا، فهناك مشكلة في البلاد، ونحتاج 48 ساعة لحين هدوء التوتر، ولذلك قررت تأجيل الجلسة".
وأكد الحريري أن "الأجهزة المعنية ستوقف الفاعلين والمتسببين بحادثة قبرشمون (عاليه)، وستحيلهم على القضاء، كما سنتخذ كل الاجراءات لمحاسبة المرتكبين، فالأمن خط أحمر".
وشدد على أن "من ارتكب الجريمة سيحال على القضاء الذي سيأخذ مجراه وسيكون حاسما".
وأضاف: "كلنا منفتحون كي نجد الحلول، ونطلب من الاعلام عدم تضخيم الأمور"، لافتا إلى أن "الحكومة بألف خير، ومساء اليوم أو صباح غد، يحدد موعد الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء".

كلنا منفتحون كي نجد الحلول ونطلب من الاعلام عدم تضخيم الأمور

وكان من المفترض أن تناقش جلسة مجلس الوزراء الأحداث التي حصلت في منطقة عاليه.

وكانت الحكومة اللبنانية تعهدت الثلاثاء تعهدت باستعادة الامن في الجبل.

وقال مجلس الدفاع الأعلى الذي يضم رئيس البلاد وقادة ووزراء وقادة الأمن الاثنين إنه اتخذ "قرارات حاسمة" لاستعادة الأمن في المنطقة وتقديم المتورطين إلى العدالة.

وجاء في بيان لمجلس الدفاع الأعلى أنه تقرر "توقيف جميع المطلوبين وإحالتهم إلى القضاء على أن تتم التحقيقات بسرعة بإشراف القضاء المختص وذلك وأدا للفتنة وحفاظا على هيبة الدولة وحقنا للدماء البريئة... وأبقى المجلس الأعلى للدفاع قراراته سرية وفقا للقانون".

وبدأت الأحداث لدى احتجاج أنصار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على زيارة مزمعة للمنطقة من قبل وزير الخارجية جبران باسيل وهو مسيحي ماروني وخصم لجنبلاط. وألغى باسيل الزيارة في النهاية وقال إنه يريد أن يتجنب وقوع أي مشكلات أمنية.

احداث عنف في الجبل
شبح عودة الحرب الاهلية يثير مخاوف اللبنانيين

والغريب سياسي درزي متحالف مع باسيل ومدعوم من الزعيم الدرزي طلال أرسلان خصم جنبلاط.

ويشير العنف أيضا إلى صراع على السلطة الدرزية بين جنبلاط المناهض لسوريا ومنافسه التاريخي أرسلان المقرب من دمشق ومن جماعة حزب الله الشيعية الموالية لايران.

وقال الغريب الأحد إن ما حدث "كان كمينا مسلحا ومحاولة اغتيال واضحة".

واتهم الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي يتزعمه جنبلاط، حراس الغريب بفتح النار على المتظاهرين الذين تجمعوا احتجاجا على زيارة باسيل للمنطقة مما أدى إلى تبادل لإطلاق النار. كما أصيب اثنان من أنصار الحزب التقدمي الاشتراكي في الحادث.

وقال أرسلان في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون إن الدولة يجب أن تتحرك "وإذا لم تضرب الدولة بيد من حديد ستكون هناك تداعيات سلبية في أكثر من منطقة" وذلك في خطاب اعتبره مراقبون انه سيزيد من تازم الأوضاع في الجبل في وقت يعيش فيه البلد ازمة مالية واقتصادية حادة.

وحمّل الوزير السابق ورئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب على الأحداث في بلدة قبر شمون في قضاء عاليه جنبلاط المسؤولية عما حدث.

وقال في تصريح لقناة الجديد "لماذا تُقطع الطرقات من الأصل؟"، معتبرا أنّه "إذا كنا نريد إقفال مناطق في وجه بعضنا البعض فهذا أمر خطير"، متسائلا "أين الدولة وما موقفها مما حصل؟"..

وعادت الخصومة التاريخية بين أرسلان وجنبلاط للظهور على عدة جبهات مؤخرا بما يشمل خلافات على المناصب التي يشغلها الدروز في حكومة وحدة وطنية بقيادة رئيس الوزراء سعد الحريري.

وقالت أسرتا القتيلين الأحد إنهما لا تعتزمان استكمال مراسم الدفن قبل تسليم الجناة.

وشهدت منطقة الشوف سنوات من القتال بين جماعات مسلحة مسيحية ودرزية خلال الحرب الأهلية مما أدى لنزوح مسيحيين من المنطقة. وعاد بعضهم بعد ذلك بموجب اتفاقات للمصالحة دعمتها الحكومة