الحريري يدعو إلى تجنب النزاعات خلال مناقشات الميزانية

الحكومة اللبنانية مطالبة بالموافقة على ميزانية 2019 للمرور سريعا إلى إعداد ميزانية 2020 والموافقة على المرحلة الأولى من برنامج استثمارات تعهد مانحون أجانب بتقديم 11 مليار دولار لتمويل مشروعات في إطاره.

بيروت - دعا رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري البرلمان اليوم الثلاثاء، إلى سرعة الموافقة على ميزانية البلاد لعام 2019، وحث حكومته الائتلافية على تجنب أي نزاعات داخلية.

وأقرت الحكومة الشهر الجاري مسودة الميزانية التي تقلص العجز المتوقع بواقع أربع نقاط مئوية عن العام الماضي إلى 7.6 بالمئة من خلال خفض الإنفاق وزيادة الضرائب ورسوم أخرى.

وقال الحريري في كلمة لأعضاء الحكومة "ما أريده أن نكون خلال النقاش الذي سيحصل مسؤولين ومتضامنين وغير متناقضين مع أنفسنا".

وذكرت صحف محلية أن لجنة المال في البرلمان تناقش مشروع الميزانية وأنها اقترحت تعديلات. وبعد ذلك تطرح الميزانية على البرلمان بكامل أعضائه لإقرارها.

ومنذ الموافقة على الميزانية، دار جدل عنيف بين الأحزاب المشاركة في الائتلاف بشأن عدة موضوعات ولكن ذلك لم يستهدف الميزانية.

ودين لبنان، الذي يعادل حوالي 150 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، من أضخم أعباء الدين العام في العالم، وقد حثه صندوق النقد الدولي على خفض الإنفاق.

وقال الحريري "لقد عقدنا 19 جلسة لمجلس الوزراء لنتفق على مشروع الموازنة وهذه الجلسات لم تكن للتسلية، بل لنقاش عميق ومفصل بكل بند وكل فكرة وكل اقتراح".

وتابع "لهذا السبب، أعتبر أن مسؤولية كل واحد منا في الحكومة، والتضامن الوزاري فيما بيننا يفرض علينا جميعا أن ندافع في مجلس النواب عن قراراتنا التي اتخذناها سويا".

ومنذ الانتخابات اللبنانية التي أجريت في مايو/أيار 2018، اتفقت التيارات السياسية الكبرى في البلاد على أن الأوضاع المالية في البلاد غير مستقرّة لكنها تتعارض في عدد من النقاط.

وبعد الموافقة على ميزانية عام 2019، ينبغي أن تبدأ الحكومة سريعا في إعداد ميزانية 2020 والموافقة على المرحلة الأولى من برنامج استثمارات تعهد مانحون أجانب بتقديم 11 مليار دولار لتمويل مشروعات في إطاره.

وأمام حالة الانقسام والخلافات المستمرة، بات لبنان في حاجة إلى عقد اجتماعي وطني موحد يحد من معاناته الناتجة عن انتزاع غنائمه المركزية الضعيفة لصالح كل طائفة أو حزب سياسي.

ويخشى اللبنانيون عودة تلك الأيام الصعبة التي عايشوها خلال الحرب الأهلية التي امتدت من 1975 إلى 1990. ولا تزال جروح تلك الفترة السوداء من تاريخ لبنان تراود الأطياف السياسية أيضا مع غياب الثقة مع أطراف المجتمع اللبناني.

وتتوجه الأنظار حاليا إلى حزب الله الذي لا يزال مسلحا وتدعمه إيران في ظل تزايد التوترات بين الأخيرة والولايات المتحدة، حيث يتوجس الشارع اللبناني من استخدام أسلحته وتوريط اللبنانيين في صراع لبنان في غنى عنه، مثلما حصل بمشاركته في الحرب في سوريا المجاورة.