الحزب الإسلامي التركستاني.. الإيغور في إدلب

الإعلان عن تشكيل الحزب الإسلامي التركستاني في أواخر 2014 بقيادة عبد الحق التركستاني واشترك في أول معركة باسمه الصريح في نيسان 2015.

بقلم: أحمد الموسوي

الحزب الإسلامي التركستاني أو ما يعرف بـ “التركستان”، هم مقاتلون من المسلمين الإيغور، جهاديون قدموا من موطنهم في الصين، بأعداد قليلة مع عوائلهم إلى سوريا تحت راية “الجهاد”، في أواخر العام 2013، ليستقرُّوا بداية في جبال الساحل والريف الغربي لإدلب، ضمن مناطق حدودية مع تركيا، وبدأ توافدهم إلى الأراضي السورية يزداد مع بداية عام 2014، واستمر تدفقهم برفقة عوائلهم طيلة هذا العام، حيث شاركوا حينها وبنفس العام في معارك ضد قوات الجيش ، إلى جانب مقاتلين جهاديين آخرين: من جنسيات خليجية وشمال أفريقية وآسيوية وغربية، الأمر الذي أكسبهم صيتاً ونفوذاً قوياً لما أظهروه من تمرُّس وخبرة في القتال، وإدارة المعارك.

 بعد أقل من عام على ظهورهم وانتشارهم بكثرة، تم الإعلان عن تشكيل "الحزب الإسلامي التركستاني" في أواخر عام 2014، بقيادة (عبد الحق التركستاني)، بدء التركستان أول معركة رسمية باسمهم الصريح، وهي "معركة مدينة جسر الشغور" في نيسان من عام 2015، والتي اكتسبت خلالها الصيت الأكبر بعد مساهمتها الكبرى بالسيطرة على المدينة وقرى وبلدات بريفها برفقة بقية الفصائل، حيث لعب التركستان خلال المعارك هذه دور رأس الحربة عبر العمليات الانتحارية من تفجير مفخخات وتفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة وقتل منهم الكثير خلال هذه المعارك، لذلك تعتبر مدينة جسر الشغور ذات قيمة رمزية للتركستان الذي نصبوا رايتهم في وسط المدينة منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا.

المقاتلون التركستان استمروا بالدخول إلى الأراضي السورية بكثرة عبر تركيا، حتى مطلع العام الـ 2016،  وصل عدد مقاتلي الحزب الإسلامي التركستاني إلى نحو 7000 مقاتل، كما انضم لهم عدد كبير من السوريين، ممن كانوا مقاتلين سابقين بفصيل "جند الأقصى" ومقاتلين من حلفايا بريف حماة وغيرهم، فضلاً عن كتيبة الغرباء المنضوية تحت راية التركستان، وهم مقاتلون من الجنسية الفلسطينية.

انتشر التركستان في مناطق ممتدة من مدينة جسر الشغور وريفها الغربي حتى جبلي التركمان والأكراد في ريف اللاذقية الشمالي بالإضافة لسهل الغاب، تشمل مناطق حدودية مع لواء اسكندرون، حيث كانت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) أقدمت على إعطاء التركستان عدداً من القرى كانت جبهة النصرة قد سيطرت عليها سابقاً، إما من قوات الحكومية أو الفصائل العاملة في المنطقة، حيث قدمت هذه القرى كـ “عربون صداقة” بين التركستان والهيئة بذلك الوقت، فيما باتت تعتبر كثير من المناطق بمستوطنات للتركستان كالـ الزنبقي وكترين وشندريش وتحتوي على معسكرات تدريب “قتالي وعقائدي للأطفال واليافعين للاستمرار على خطى الآباء والمضي قدماً في الجهاد”، وتعد قريتي الزنبقي وكترين الجبليتين آمنة بالنسبة للتركستان إذ يقيهم قربها ووقوعها ضمن المنطقة الحدودية مع تركيا من الضربات الجوية والاستهدافات، على النقيض من ذلك تقع شندريش قرب معسكرات أخرى للتركستان كسد الشغر الذي تعرض لعشرات الاستهدافات الجوية من قبل طائرات السورية والطائرات الروسية.

فضل التركستان في بدايات دخولهم إلى الأراضي السورية، الانعزال وحدهم ضمن مناطق لا يوجد بها سواهم، لأسباب عدة، منها اختلاف الثقافات والعادات والتقاليد، إلا أن الحال تبدل مع مرور الوقت ومع ازدياد أعدادهم بشكل كبير، حيث بات التركستان يشاركون السوريين ضمن مناطقهم ويختلطون بهم، كقرى كان يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية إبان سيطرة قوات الحكومية عليها، وباتت الآن تحت سيطرة التركستان كاشتبرق وغيرها، بالإضافة لقرى حلوز والعالية والغسانية وكفردين والجميلية وكاورغو، التي تخضع لسيطرتهم مع سيطرة تحرير الشام، كما أقدم مقاتلون من التركستان على مصاهرة عوائل سورية ضمن مناطق سيطرتهم والزواج من مواطنات سوريات، إلا أن الكثير من الزيجات هذه فشلت بسبب اختلاف اللغة والثقافة بشكل كبير.

 كذلك لم يكتفِ التركستان في التوغل أكثر ضمن الأراضي السورية، بل عمدوا إلى مزاحمة السوريين في أرزاقهم وأراضيهم، حيث أكدت المصادر أن التركستان نشطوا في التجارة والزراعة وبيع المحاصيل الزراعية بعد السيطرة عليها، سواء من أهالي اضطروا للنزوح إبان المعارك في ريف جسر الشغور وجبال الساحل وغيرها، أو من الخلال الاستيلاء عليها عليها بفتاوى من الشريك الرئيسي وهو هيئة تحرير الشام، فأصبحت التجارة وبيع المحاصيل أحد مصادر الدخل والدعم المادي للتركستان في المنطقة، فضلاً عن “الغنائم” التي استولوا عليها من معارك سابقة في سهل الغاب وجبال اللاذقية والريف الغربي لإدلب، وكان آخرها “غنائم” كفريا والفوعة اللتين كان يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية وجرى تهجيرهم بموجب اتفاق دولي.