الحزن يخيم على قرية مغربية فاجأتها فيضانات جارفة

القرى المغربية تعاني منذ سنوات بسبب الفياضانات في مناطق مختلفة، ما يستدعي إعادة النظر في المعايير المعتمدة بشأن البنى التحتية القائمة.
مصرع 7 أشخاص على الأقل في فيضانات جنوب المغرب

الرباط - خيم الخزن اليوم الخميس على قرية تيزرت جنوب المغرب، بعد أن أودت فيضانات مفاجئة بحياة 7 أشخاص كحصيلة أولية كانوا يتابعون مباراة محلية لكرة القدم.

واستفاق سكان القرية على هول الصدمة والحزن بعد الفيضانات التي حولت مباراة لكرة القدم إلى مأتم.

ولا يزال البحث جاريا اليوم الخميس عن ضحايا محتملين آخرين بينهم رجل ستيني في عداد المفقودين.

وحاول الضحايا الاحتماء من السيول بالصعود فوق سطح البناية التي تتخذ مستودعا للملابس، لكن السيول جرفت سبعا منهم، هم شاب في السابعة عشرة وستة مسنين.

وأظهرت مقاطع فيديو مشاهد للسيول تتقدم بسرعة لتغمر الملعب في شكل كامل وتجرف كل شيء في طريقها.

وكانت طائرة مروحية تحلق صباحا فوق المنطقة التي جرفتها السيول بينما تجمع سكان القرية الواقعة بضواحي مدينة تارودانت قبالة المسجد الذي تقام فيه صلاة الجنازة ظهر الخميس.

وتخيم على القرية أجواء الحزن والصدمة "جراء الكارثة المفاجئة التي لم يتوقعها أحد".

وقال شاهد عيان "عمري 64 سنة، ولم أر في حياتي كارثة مثل هذه".

وأعرب عن شعور بالحسرة لكون التحذيرات التي وصلت من سكان قرى مجاورة، عبر اتصالات هاتفية لم تؤخذ على محمل الجد، حتى فوجئوا بالسيول تودي بالضحايا في لحظات.

وقال اسماعيل زيزي قريب أحد الضحايا "كان الشباب يتابعون المباراة بشكل عادي رغم أن أنباء وصلت عن احتمال حدوث فيضان إثر تساقط امطار غزيرة، ثم غمرت السيول فجأة أرض الملعب فبدأ كل يحاول النجاة بنفسه".

وأعلنت السلطات المحلية فتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة حول ظروف وملابسات هذا الحادث وتحديد المسؤوليات.

وتساءلت عدة تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي غداة الكارثة عن مسؤولية الترخيص ببناء تلك المنشآت في منطقة خطرة.

وكان الملعب يستضيف المباراة النهائية لدوري هواة في كرة القدم اعتاد سكان القرية إقامته كل صيف.

ويقع الملعب المفتوح في ممر واد، لكن جمعية محلية بادرت إلى تهيئته ببناء مدرجات وغرفة للملابس بجهود ذاتية.

وانتهت الأشغال منتصف أغسطس/آب بحسب الناشط في جمعية 'أصولي' الإنمائية لطفي خالد.

ويضطر هواة كرة القدم في المناطق الجبلية مثل قرية تيزرت أحيانا، إلى اختيار منبسطات تقع في ممرات وديان خطرة لممارسة هوياتهم المفضلة.

وأوضح المسؤول في هذه الجمعية الواقعة في قرية قريبة من تيزرت، أن تساؤلات طرحت حول مخاطر بناء منشآت فوق أرض تقع على ممر الوادي، لكن أصحاب المشروع كانوا مطمئنين لكون السيول لم تغمره منذ سنوات طويلة.

ونشرت صفحة تتابع أخبار التراس نوادي الكرة المغربية على فيسبوك صورة للاعبي الفريقين وهم يدخلون الملعب قبيل بدء المباراة وعليها عبارة "إنا لله وإنا إليه راجعون"، داعية إلى "محاسبة المسؤولين".

وحذّرت مديرية الأرصاد الجوية في نشرة من زخات رعدية قوية بعد ظهر الأربعاء والخميس، في عدد من المناطق جنوب المملكة بينها مدينة تارودانت ونواحيها.

وأشارت إلى أن هذه الأمطار يحتمل أن تكون مصحوبة بالبرد ورياح عاصفة.

وذكرت وسائل إعلام محلية أنّ الأمطار المنهمرة بغزارة أعقبت موجة جفاف كبيرة ما جعل الفيضانات اكثر عنفا.

والفيضانات شائعة في المغرب ففي نهاية يوليو/تموز الماضي، قتل 15 شخصا اثر انهيار في التربة تسببت به فيضانات على طريق جنوب مراكش. وفي 2014 أودت فيضانات بنحو 50 شخصا مخلفة خسائر مادية هائلة جنوب المملكة.

وحذر تقرير للمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية (رسمي) في 2016 حول التحولات المناخية، من أن "الفيضانات هي الخطر الرئيسي في المغرب من حيث عدد الضحايا".

واعتبر أنها أضحت معطى بنيويا في المغرب، بينما تتزايد الظواهر الطبيعية القاسية في العالم جراء التغيرات المناخية.

ودعا التقرير إلى ضرورة "إعادة النظر في المعايير المعتمدة سواء في ما يتعلق بتصاميم مشاريع البناء أو البنى التحتية القائمة".