الحشد الشعبي يبحث عن نفوذ أكبر على الحدود السورية

الوجود المتنامي للفصائل العراقية الشيعية المدعومة من إيران على الحدود مع سوريا يزيد التوترات مع واشنطن التي تنشر قوات خاصة على الجانب السوري لدعم مقاتلين يقودهم الأكراد في حربهم مع تنظيم الدولة الإسلامية.

الخزعلي يتوقع استمرار تهديد داعش ما دامت سوريا غير مستقرة
فصائل شيعية عراقية كثيرة أرسلت مقاتلين للحدود مع سوريا
ميليشيا عصائب أهل الحق تطالب بدور أكبر ورسمي للحشد الشعبي
إيران تحرك أذرعها العراقية للتمدد إلى البحر المتوسط عبر العراق وسوريا

النجف (العراق) - يريد زعيم فصيل عراقي قوي أن تضطلع قوات الحشد الشعبي الشيعية بدور رسمي في تأمين الحدود مع سوريا في خطوة قد تؤدي إلى تفاقم المخاوف الأميركية من نفوذ إيران المتنامي على ممر استراتيجي من أراض تمتد من طهران إلى بيروت .

وأرسلت فصائل شيعية عراقية يتلقى كثير منها دعما من إيران ويعارض وجود القوات الأميركية في المنطقة، تعزيزات للمنطقة الحدودية بعد أن اندلع القتال بين القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية على الجانب السوري من الحدود.

وحث قيس الخزعلي قائد فصيل عصائب أهل الحق المدعوم من إيران الحكومة على منح الفصائل الشيعية دورا رسميا أطول أمدا في حماية الحدود.

وقال في مكتبه في مدينة النجف العراقية المقدسة لدى الشيعية يوم السبت "ممكن أن نعتبر أن تأمين الحدود العراقية مع سوريا هي من أهم واجبات الحشد الشعبي أن يقوم بها في الفترة الحالية".

عصائب أهل الحق تطالب بانسحاب القوات الأميركية من سوريا والعراق
عصائب أهل الحق تطالب بانسحاب القوات الأميركية من سوريا والعراق

وأضاف "تهديد داعش على العراق لم ينته ما دامت سوريا غير مستقرة والحشد الشعبي أثبت أنه الجهة العسكرية الأكثر التي تجيد التعامل مع داعش خلال تجربتها وبالتالي تواجدها على الحدود العراقية مع سوريا يشعر العراقيين بالاطمئنان أكثر وهذه تعتبر أولوية الآن قياسا إلى المسائل الأخرى".

وقال "يمكن للقائد العام للقوات المسلحة أن يستثمر الحشد الشعبي في أكثر من مهمة حسب الحاجة، كما ذكرنا مسألة تأمين الحدود".

وعصائب أهل الحق أحد فصائل الحشد الشعبي وهو المظلة التي تضم أغلب الفصائل التي تتلقى الدعم والتدريب من إيران.

وأصبح الحشد الشعبي رسميا جزء من قوات الأمن هذا العام بعد أن ساعد الجيش في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق عام 2017.

ولكن الحشد الشعبي مازال منفصلا عن الجيش والشرطة مما يثير الشكوك بشأن إلى من سيرفع الفصيل تقاريره وماذا سيكون دوره إذا جرى دمجه بالكامل داخل هيكل قوات الأمن.

وقال الخزعلي إنه يجب إسناد مناصب قيادية لقادة الحشد وأن "تقوم الحكومة بتوفير المعسكرات والمخازن لكي يتم خروج كل قوات الحشد الشعبي من داخل المدن السكنية ولا يكون احتكاك في ما بينها وبين السكان وتتوجه لأداء مهامها العسكرية والأمنية المطلوبة".

وتسبب الوجود المتنامي للفصائل المدعومة من إيران على الحدود في توترات مع واشنطن التي تنشر قوات خاصة على الجانب السوري لدعم مقاتلين يقودهم الأكراد في حربهم مع تنظيم الدولة الإسلامية.

وسيؤدي قيام الحشد بدور رسمي في تأمين الحدود إلى تفاقم هذه التوترات في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن للتصدي لنفوذ إيران على مساحة من الأرض تمتد من طهران إلى البحر المتوسط عبر العراق وسوريا.

ويضم حلفاء إيران في هذه الأراضي مقاتلين وساسة عراقيين ولبنانيين والرئيس السوري بشار الأسد.

وتجلى خطر تواجد مقاتلين شيعة وقوات أميركية بالقرب من بعضهم في يوليو/تموز عندما تعهد الحشد الشعبي بعدم السكوت على قتل 22 من أفراده داخل سوريا في غارة جوية قيل إنها أميركية. ونفت الولايات المتحدة شن الضربة الجوية.

قيس الخزعلي يطالب بإسناد مناصب قيادية لقادة الحشد
قيس الخزعلي يطالب بإسناد مناصب قيادية لقادة الحشد

وتنتشر قوات الجيش العراقي الذي تدعمه واشنطن على امتداد الحدود، لكن زعماء الحشد الشعبي قالوا إنهم يقومون بدور بارز في تأمينها بما في ذلك في المناطق المحيطة بالقائم على الحدود مع محافظة دير الزور السورية.

وقال قائد بارز من الحشد الشعبي في أكتوبر/تشرين الأول، إن الحدود لم تكن مؤمنة من قبل وإن عمليات الحشد الشعبي أصلحت هذا الوضع تماما.

واعتمد الجيش العراقي على دعم الحشد الشعبي في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية. وقال إن للفصيل دورا مهما في تأمين الحدود مع سوريا.

وطالب ساسة سنّة وأكراد عراقيون بنزع سلاح الحشد الشعبي، متهمين الفصيل بالمسؤولية عن انتهاكات ارتكبت على نطاق واسع منها القتل خارج إطار القانون وتهجير السكان غير الشيعة وإنه فعليا يتلقى أوامره من إيران وليس من الحكومة في بغداد.

ويقول الحشد الشعبي، إن أي انتهاكات تعد حالات فردية وليست ممنهجة وإن مرتكبيها تلقوا العقاب.

ساسة عراقيون طالبوا بنزع سلاح الحشد لارتكابه انتهاكات منها القتل خارج إطار القانون وتهجير السكان غير الشيعة وتلقي أوامره من إيران

ويضم الحشد الشعبي الذي يقدر عدد أعضائها بنحو 150 ألفا فصائل قاتلت الجيش الأميركي بعد غزو عام 2003 الذي أطاح بحكم صدام حسين وأفرادا فرضت عليهم واشنطن عقوبات لها صلة بإيران.

وسعى أعضاء في الكونغرس لفرض عقوبات على فصيل الخزعلي. وينفي الأخير أن يكون فصيله يتلقى دعما من إيران الآن.

وقال مكررا دعوته لانسحاب القوات الأميركية من العراق "القول لوجود بعنوان قوات عسكرية مقاتلة مثل المارينز، مثل قوات خاصة، هذا غير مقبول وهذا يمس السيادة العراقية، والدستور العراقي يمنع ذلك بشكل واضح وصريح ولا يعطي إجازة للحكومة العراقية على الموافقة بذلك إلا بموافقة البرلمان العراقي. والبرلمان العراقي لم يعط موافقة على تواجد قوات عسكرية مقاتلة أو على وجود قواعد عسكرية".

وتقول وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إن أكثر من خمسة آلاف جندي متواجدون في العراق .

وبدأ فصيل الخزعلي كجماعة منشقة عن جيش المهدي وهي قوة شكلها الزعيم الشيعي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر أثناء الاحتلال الأمريكي. واكتسب الفصيل سمعته المتعلقة بشن هجمات على الأميركيين تحت قيادته.

وكان هو وهادي العامري من منظمة بدر الذي خاض الانتخابات في مايو/أيار الماضي من أوائل القادة الذين أعلنوا العام الماضي وضع قواتهم تحت إمرة رئيس الوزراء. وقدمت إيران التدريب والتسليح للفصيلين.