الحكومة الائتلافية في إسرائيل على شفا الانهيار

تصويت النواب الإسرائيليون على حل البرلمان يمهد الطريق نحو تفكك الحكومة الائتلافية بقيادة نتانياهو وغانتس.
أزمة سياسية جديدة تطرق أبواب إسرائيل
إسرائيل تتجه لانتخابات جديدة في ظل أزمة بالائتلاف الحاكم
سيناريو انتخابات رابعة مكلفة ينذر إسرائيل بتداعيات اقتصادية وخيمة

القدس - أعلن متحدث باسم البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) الأربعاء أن النواب وافقوا على حل البرلمان في قراءة أولى في خطوة على طريق انهيار الحكومة الائتلافية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع بيني غانتس.

وحصل مشروع القانون الذي اقترحته المعارضة لحل البرلمان على 61 صوتا مؤيدا مقابل 54 صوتا ضده من أصل 120 مجموع أعضاء البرلمان، وذلك بعد أن أعلن غانتس وهو رئيس الوزراء بالإنابة والمنافس السياسي لنتانياهو أن حزبه "أزرق أبيض" (كحول لفان) سيغادر التحالف.

وأعلن غانتس في خطاب متلفز مساء الثلاثاء نية الائتلاف الوسطي الذي يترأسه (أزرق أبيض)، دعم مشروع قانون لحل الكنيست.

ويسلط قرار غانتس الضوء على الانقسامات الآخذة في الاتساع داخل تحالف يمين الوسط الذي واجه خطر الانهيار منذ تشكيل الائتلاف بين الليكود برئاسة نتانياهو وغانتس على خلفية انعدام الثقة والاقتتال الكلامي الداخلي والاتهامات العلنية بين الطرفين.

وقال غانتس في خطابه الثلاثاء "لم تكن لدي أوهام بشأن نتانياهو".

وحرص وزير الدفاع على تذكير الإسرائيليين بالانتخابات الثلاث التي مروا بها خلال أقل من عام والتي لم تكن حاسمة، إذ لم تسمح نتائج أي من الحزبين بتشكيل حكومة أغلبية، ما دفعهما الى الائتلاف.

وأكد غانتس أن قراره تشكيل حكومة وحدة مع نتانياهو الذي يعي أنه "يخلف بوعوده دائما"، ما كان إلا بهدف تجنيب الإسرائيليين التوجه إلى انتخابات رابعة "بشعة ومكلفة"، في وقت يكافح الجميع من أجل احتواء جائحة انتشار فيروس كورونا.

وقال "نتانياهو لم يكذب علي.. لقد كذب عليكم جميعا".

مأزق الميزانية

اتفق كل من نتانياهو وغانتس على تشكيل تحالف ائتلافي في أبريل/نيسان الماضي ينص على ترتيبات لتقاسم السلطة.

وبناء عليه يتولى نتانياهو رئاسة الوزراء لعام ونصف، على أن يترك المنصب بعد ذلك لغانتس في نوفمبر/تشرين الثاني 2021.

لكن يبدو أن معارضي نتانياهو على يقين من أنه سيجد وسيلة لضرب التحالف قبل التخلي عن المنصب لغانتس.

وشهدت صفقة التحالف بين الرجلين الكثير من العقبات على رأسها الفشل في تمرير الميزانية.

ولطالما اتهم غانتس خصمه نتانياهو بتضليل الجمهور في ما يتعلق بملف الميزانية، وذلك خدمة لأهداف رئيس الوزراء السياسية الخاصة، على ما يقول.

وقال غانتس "التزم نتانياهو في أغسطس/آب بتمرير الميزانية، وبالطبع لم ينفذ ما قال، ووعد أن يقوم بذلك في ديسمبر/كانون الأول/ ولم ينفذ. هل يصدقه أحد بعد الآن؟".

ودعا وزير الدفاع رئيس الوزراء إلى "إقرار ميزانية الدولة"، مشيرا إلى أن ذلك سيجنب الجميع انتخابات جديدة.

في المقابل حث نتانياهو في مقطع فيديو مصور قبل وقت قصير من تصريحات غانتس الثلاثاء، شريكه الخصم، على الحفاظ على تحالفهما.

وقال "ليس الوقت للانتخابات، إنه وقت الوحدة"، مشيرا إلى المخاطر السياسية الضخمة في حال تم الذهاب إلى انتخابات جديدة.

وتسبب ائتلاف نتانياهو-غانتس الحكومي بانهيار تحالف (أزرق أبيض)، بالإضافة إلى تراجع شعبية وزير الدفاع، على ما أفادت استطلاعات الرأي الأخيرة.

وتوقعت آخر استطلاعات الرأي أن يتصدر حزب الليكود بزعامة نتانياهو نتائج الانتخابات، يليه اليمين المتطرف المعارض بزعامة نفتالي بينيت، ثم حزب "ييش عتيد تيليم" بزعامة الوسطي يائير لابيد وبعده حزب أزرق أبيض بزعامة غانتس.

وبات ينظر إلى لابيد حليف غانتس السابق الذي يتزعم المعارضة حاليا، على أنه خصم قوي في مواجهة نتانياهو أكثر من غانتس.

ورأى كاتب العامود السياسي عاميت سيغال في تعليق على موقع 'إن 12' الإسرائيلي، أن الزخم السياسي لغانتس آخذ في التناقص.

وقال سيغال إن حزب أزرق أبيض "لن يعود إلى المربع الذي كان يعتبر فيه بديلا حكوميا"، مضيفا "لا يمكن للحزب إلا أن يتوقع حملة انتخابية صعبة".