الحكومة اللبنانية تتعهد باستعادة الأمن في الجبل

مجلس الدفاع الأعلى يؤكد توقيف جميع المطلوبين في تبادل لإطلاق النار أسفر عن سقوط قتيلين وإحالتهم إلى القضاء.

بيروت - تعهدت الحكومة اللبنانية الاثنين بالعمل على استعادة الأمن في منطقة شهدت تبادلا لإطلاق النار أسفر عن سقوط قتيلين وأثار المخاوف من تجدد الصراع في واحد من أكثر المسارح دموية في الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.

وقُتل مرافقان لوزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب الأحد في تبادل لإطلاق النار في منطقة عاليه فيما وصف بأنه محاولة اغتيال.

وقال مجلس الدفاع الأعلى الذي يضم رئيس البلاد وقادة ووزراء وقادة الأمن الاثنين إنه اتخذ "قرارات حاسمة" لاستعادة الأمن في المنطقة وتقديم المتورطين إلى العدالة.

وجاء في بيان لمجلس الدفاع الأعلى أنه تقرر "توقيف جميع المطلوبين وإحالتهم إلى القضاء على أن تتم التحقيقات بسرعة بإشراف القضاء المختص وذلك وأدا للفتنة وحفاظا على هيبة الدولة وحقنا للدماء البريئة... وأبقى المجلس الأعلى للدفاع قراراته سرية وفقا للقانون".

ولم يتم الإعلان عن قيام السلطات بأي اعتقالات حتى الآن فيما يتعلق بتلك الأحداث.

وبدأت الأحداث لدى احتجاج أنصار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على زيارة مزمعة للمنطقة من قبل وزير الخارجية جبران باسيل وهو مسيحي ماروني وخصم لجنبلاط. وألغى باسيل الزيارة في النهاية وقال إنه يريد أن يتجنب وقوع أي مشكلات أمنية.

والغريب سياسي درزي متحالف مع باسيل ومدعوم من الزعيم الدرزي طلال أرسلان خصم جنبلاط.

ويشير العنف أيضا إلى صراع على السلطة الدرزية بين جنبلاط المناهض لسوريا ومنافسه التاريخي أرسلان المقرب من دمشق ومن جماعة حزب الله الشيعية الموالية لايران.

وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل
أنصار جنبلاط احتجوا على زيارة للوزير جبران باسيل الى الجبل

وقال الغريب الأحد إن ما حدث "كان كمينا مسلحا ومحاولة اغتيال واضحة".

واتهم الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي يتزعمه جنبلاط، حراس الغريب بفتح النار على المتظاهرين الذين تجمعوا احتجاجا على زيارة باسيل للمنطقة مما أدى إلى تبادل لإطلاق النار. كما أصيب اثنان من أنصار الحزب التقدمي الاشتراكي في الحادث.

وقال أرسلان في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون إن الدولة يجب أن تتحرك "وإذا لم تضرب الدولة بيد من حديد ستكون هناك تداعيات سلبية في أكثر من منطقة" وذلك في خطاب اعتبره مراقبون انه سيزيد من تازم الأوضاع في الجبل في وقت يعيش فيه البلد ازمة مالية واقتصادية حادة.

وحمّل الوزير السابق ورئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب على الأحداث في بلدة قبر شمون في قضاء عاليه جنبلاط المسؤولية عما حدث.

وقال في تصريح لقناة الجديد "لماذا تُقطع الطرقات من الأصل؟"، معتبرا أنّه "إذا كنا نريد إقفال مناطق في وجه بعضنا البعض فهذا أمر خطير"، متسائلا "أين الدولة وما موقفها مما حصل؟".

وعادت الخصومة التاريخية بين أرسلان وجنبلاط للظهور على عدة جبهات مؤخرا بما يشمل خلافات على المناصب التي يشغلها الدروز في حكومة وحدة وطنية بقيادة رئيس الوزراء سعد الحريري.

وقالت أسرتا القتيلين أمس الأحد إنهما لا تعتزمان استكمال مراسم الدفن قبل تسليم الجناة.

وشهدت منطقة الشوف سنوات من القتال بين جماعات مسلحة مسيحية ودرزية خلال الحرب الأهلية مما أدى لنزوح مسيحيين من المنطقة. وعاد بعضهم بعد ذلك بموجب اتفاقات للمصالحة دعمتها الحكومة.