الحكومة اليمنية ترفع الرواتب في بداية الاحتجاجات

حكومة هادي تزيد مرتبات الآلاف من الموظفين والمتقاعدين بنسبة 30 بالمئة بعد نزول المئات من المتظاهرين الى شوارع عدن وإغلاق الطرق الرئيسية احتجاجا على ارتفاع كلف المعيشة اثر انهيار الريال اليمني.
الحكومة تعلق استيراد الكماليات
إغلاق محلات الصرافة غير المرخصة

عدن (اليمن) - أقرت الحكومة اليمنية زيادة مرتبات الآلاف من موظفي القطاع العام بما في ذلك المتقاعدين، وذلك بعد نزول مئات الأشخاص في عدن إلى الشارع للاحتجاج على ارتفاع كلفة المعيشة بسبب انهيار الريال اليمني.

وفقد الريال اليمني أكثر من نصف قيمته مقابل الدولار منذ اندلاع الحرب في 2015 بين الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من السعودية في جنوب البلاد، وجماعة الحوثي التي تدعمها إيران وتسيطر على الشمال بما في ذلك العاصمة صنعاء.
وأقرت الحكومة في اجتماع في ساعة متأخرة الأحد في الرياض ترأسه الرئيس عبدربه منصور هادي "زيادة مرتبات القطاع المدني، بما في ذلك المتقاعدين والمتعاقدين" بنسبة 30 بالمئة وفقا لوكالة سبأ الحكومية للأنباء. ولم يتضح بعد تاريخ العمل بالقرار.
كما أمرت الحكومة بوقف مؤقت لاستيراد السلع الكمالية مثل السيارات.
ويأتي القرار بعد ساعات على نزول مئات الأشخاص إلى شوارع عدن، التي تتخذها الحكومة عاصمة موقتة لها. وأشعل المتظاهرون الإطارات وأغلقوا الطرق الرئيسية داعين إلى العصيان المدني.
وأدى التراجع الاقتصادي وحصار على المطار والمرافئ التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، إلى جعل اليمنيين غير قادرين على شراء المواد الغذائية ومياه الشرب.
وفي كانون الثاني/يناير، أعلنت السعودية التي تقود التحالف العسكري العربي دعما للرئيس هادي، إيداع ملياري دولار في البنك المركزي اليمني.
وفي 2016، خسر أكثر من مليون موظف عملهم عندما نقل الرئيس هادي البنك المركزي من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون إلى عدن.
 

الاحتجاج والعصيان المدني سيستمران يوميا حتى تستقيل الحكومة الحالية ويتم تخفيض أسعار السلع الاستهلاكية

وجعلت قفزة الأسعار بعض السلع الأساسية في غير متناول كثير من اليمنيين، ويكافح البنك المركزي لدفع رواتب العاملين في الحكومة التي يعتمد عليها الكثيرون، في ظل تضاؤل احتياطيات النقد الأجنبي.
واليمن أحد أفقر الدول العربية وقد أدت الحرب إلى انهيار الوضع الإنساني مع انتشار الجوع والمرض. وعقدت الأمم المتحدة محادثات في جنيف الخميس في أول محاولة للتفاوض بشأن الصراع منذ أكثر من عامين.
وقال أحد منظمي المظاهرات في عدن ان الاحتجاج والعصيان المدني سيستمران يوميا من الساعة السادسة صباحا إلى الساعة الثانية بعد الظهر ما عدا أيام الجمعة حتى تستقيل الحكومة الحالية ويتم تخفيض أسعار السلع الاستهلاكية.
وسعت السلطات لتعزيز السيولة من خلال طباعة النقود، لكن الريال تراجع من 250 ريالا للدولار إلى 350 ريالا بعد طرح الدفعة الأولى من أوراق النقد الجديدة العام الماضي. وجرى تداول العملة عند 440 ريالا مقابل الدولار بنهاية العام الماضي، ثم انهارت إلى نحو 500 ريال مقابل العملة الأميركية في يناير/كانون الثاني.
وبحلول مساء الأحد، قال مصرفيون وتجار عملة في عدن إن العملة انخفضت بشدة لتصل إلى 610 ريالات مقابل الدولار.
وقال بيان نشره وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني على تويتر إن الحكومة أمرت أيضا بزيادة الإنتاج النفطي في حقول المسيلة بحضرموت وضمان تصدير نفط محافظة شبوة والبدء في إجراءات عاجلة لتصدير الغاز.
وأضاف أن السلطات ستغلق جميع محلات الصرافة غير المرخصة وستمنع المؤسسات الحكومية من التعامل مع سوق العملات الأجنبية دون ترخيص.
وبعد الاجتماع مع اللجنة الاقتصادية، توجه هادي إلى الولايات المتحدة لتلقي الرعاية الطبية وإجراء فحوصات روتينية. ويتلقى هادي البالغ من العمر 73 عاما علاجا من مشكلة في القلب منذ عام 2011.