الحكومة اليمنية تطالب الحوثيين بإنهاء حصار تعز

ادعاءات الحوثيين بإظهار موقفهم الأخلاقي ضد الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة ستكون جوفاء بينما يحاصرون بشكل غير قانوني ثالث أكبر مدن اليمن.

صنعاء - ناشدت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الأربعاء جماعة الحوثي لإنهاء الحصار المفروض على مدينة تعز جنوب غربي البلاد، مفيدة بأن الطريق الرئيسي من جانبها بات جاهزا للعبور.

وتعاني مدينة تعز منذ ما يقرب من 9 سنوات، حصار جماعة الحوثي، ما تسبب بأزمات اقتصادية، ونقص في الخدمات الأساسية.

وقال نبيل شمسان محافظ تعز المعين من جانب الحكومة اليمنية في كلمة للصحفيين، أثناء إزالة الأتربة من الجهة التابعة للحكومة اليمنية في الطريق الشرقي لمدينة تعز ” نطالب بإنهاء الحصار المفروض على مدينة تعز منذ تسع سنوات.. اقتربنا من شهر رمضان المبارك ونحن نتعرض لحصار من قبل الحوثيين كما يعاني أبناء غزة من الحصار الإسرائيلي”.

وتابع ”نريد أن يأتي شهر رمضان وهذا الخط مفتوح، ومن جانبنا لا يوجد أي معوق لفتح جميع الطرقات، فجميع الطرقات من جانبنا سالكة ولسنا من أغلقها”.

ويغلق الحوثيون الخط الرابط بين منطقة الحوبان ومدينة تعز منذ عام 2015، ما تسبب بحصار أدى إلى معاناة كبيرة للسكان الذين يسلكون طرقا وعرة لعدة ساعات، بعد أن كان الوصول يستغرق دقائق فقط.

ويسمى الطريق الحيوي الرئيسي الواقع شرقي مدينة تعز خط “فرزة صنعاء المؤدي لجولة القصر ومن ثم الحوبان”، وهو المنفذ الذي تشدد الحكومة على

ضرورة فتحه، بينما سبق أن أعلن الحوثيون استعدادهم لفتح منافذ أخرى فرعية ترابية غير رئيسية، مرفوضة من قبل الجانب الحكومي.

وقبل أيام، أعلنت الحكومة اليمنية أنها قامت بمبادرة من جانبها بفتح طريق صنعاء – مأرب المغلق منذ نحو تسع سنوات شمال البلاد، داعية الحوثيين إلى إجراء مماثل.

ولم يعلن الحوثيون حتى الآن موافقتهم على مبادرة الحكومة اليمنية، لكن الجماعة وضعت اشتراطات بينها توقيع ميثاق لمنع احتجاز العابرين في الطرقات.

ومنذ أكثر من تسع سنوات، يعاني اليمن من حرب بين قوات الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة أنصار الله الحوثية، خلفت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.

وأكدت منظمة هيومن رايس ووتش في تقرير سابق أنه بدون رفع الحوثيين حصارهم على السكان المدنيين في تعز، فإن ادعاءاتهم بإظهار موقفهم الأخلاقي ضد الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة - الذي يعرّض المدنيين الفلسطينيين لخطر جسيم ويشكل جريمة حرب – ستكون جوفاء بينما يحاصرون بشكل غير قانوني ثالث أكبر مدن اليمن.

وأضافت المنظمة أن القوات العسكرية التابعة للحوثيين والجيش الإسرائيلي على حد سواء ينتهكان قوانين الحرب عندما تمنع المياه وغيرها من الخدمات الأساسية عن جميع السكان المدنيين. وطالبت الطرفين أن ينهيا فورا عرقلتهما غير القانونية لدخول المياه والغذاء والمساعدات الإنسانية إلى تعز وإلى قطاع غزة. وينبغي للحكومات الأخرى أن تنتقد كل عمليات الحصار غير القانونية هذه، أيا كان المسؤول عنها.

واليمن هي إحدى أكثر البلدان التي تعاني من ندرة المياه في العالم. وجدت الأمم المتحدة أن 15.3 مليون يمني أكثر من نصف السكان، لا يحصلون على مياه كافية وآمنة ومقبولة لأغراض تشمل الشرب، والطهي، والصرف الصحي.