الحلول الترقيعية لا تنهي أزمة الليرة التركية

اردوغان يرغب في التخلي عن اعتماد الدولار في المبادلات مع روسيا على العقوبات الاقتصادية الاميركية.
أردوغان يعتبر أن استخدام الدولار يضر بالاقتصاد

بشكيك (قرغيزستان) - تعتزم تركيا التخلي عن اعتماد الدولار في مبادلاتها التجارية مع روسيا، بحسب ما قال الاحد رئيسها رجب اردوغان الذي قال إن الولايات المتحدة تتصرف مثل "ذئب ضارٍ".

وقال اردوغان مخاطبا رجال اعمال اثناء زيارة قرغيزستان إن "أميركا تتصرف مثل ذئب متوحش، لا تصدقوها".

واشار الى ان بلاده بصدد التفاوض مع روسيا بشأن الاستغناء عن الدولار في مبادلاتهما التجارية وذلك ردا على العقوبات الاقتصادية الاميركية. وبحسب ترجمة لتصريحاته الى اللغة القرغيزية فقد قال "ان استخدام الدولار يضر بنا. لن نرضخ وسننتصر".

أعلن اردوغان في 31 آب/اغسطس ان تركيا وقعت مع روسيا اتفاقا لشراء صواريخ اس-400. ويثير هذا الامر حنق واشنطن التي هددت بوقف تسليم طائرات اف-35 بيعت لتركيا العضو في الحلف الاطلسي.

وتشهد العلاقات الاميركية التركية ازمة منذ رفض انقرة تسليم قس اميركي يحاكم بتهمة "الارهاب" ويخضع للاقامة الجبرية على اراضيها. وتبادل البلدان تجميد ارصدة وزراء ورفعا الرسوم الجمركية على بعض السلع.

وهذه الازمة التي تثير قلق الاسواق ساهمت في تراجع الليرة التركية التي فقدت 40 بالمئة من قيمتها امام الدولار منذ بداية 2018.

كما تراجع الروبل الروسي الى ادنى مستوى منذ عامين بعد فرض واشنطن عقوبات جديدة اثر واقعة تسمم عميل روسي في المملكة المتحدة. ونفت موسكو قطعيا ضلوعها في الحادثة.

أردوغان يبحث عن الحلول قصيرة المدى

وقال أردوغان إن الغاية من التلاعب بأسعار صرف العملات الأجنبية هي إثارة الشكوك حول الاقتصاد التركي القوي والمتين، مؤكدا أن مؤسسات التصنيف الإئتماني العالمي مسيّسة ولا تتحلى بالصدق.

وأوضح أردوغان أن الحروب التجارية والسياسات الحمائية تفرض وضع استراتيجيات جديدة. وأكد على ضرورة وضع حد وبشكل تدريجي لهيمنة الدولار من خلال التعامل بالعملات المحلية. وأضاف "أصبح ارتباط التجارة العالمية على وجه الخصوص بالدولار مشكلة كبيرة يومًا بعد يوم".

وبين أن البلدان والشركات والتجار يضطرون لمواجهة المصاعب التي يفرضها الارتباط بالدولار وضغوط أسعار الصرف، علاوة على المصاعب الناجمة عن طبيعة التجارة نفسها.

وأشار أن النظام القائم على ادعاء "تسهيل التجارة" آخذ في التحول إلى عائق كبير أمام التجارة الحرة العالمية.

وشدد أن البلدان الصاعدة تعاني من هذه المشكلة، مضيفًا أن أكبر مثال على ذلك هو الهجمات الاقتصادية التي تعرضت لها تركيا في الأسابيع الأخيرة.

وتابع الرئيس التركي قائلًا إن كل الخطوات التي تقدم عليها مؤسسات التصنيف الائتماني العالمي مسيسة، وأضاف: "هذه المؤسسات لا تتحلى بالأمانة والصدق، بل هي محتالة فلا تصدقوها".

ولفت إلى أن بلاده تبحث مع روسيا التعامل بالروبل والليرة التركية في التبادل التجاري، مبينًا أنها ستبدأ التعامل مع إيران والصين أيضًا بالعملات المحلية.