'الحمى النزفية' تلازم العراق وتحصد الأرواح

وزارة الصحة العراقية تعلن وفاة عشرين مصابا بالمرض المنقول واصابة اكثر من مئة شخص على مدى عام، وسط تصاعد للحالات يرجح تفاقم الوضع.

بغداد – كشفت وزارة الصحة العراقية الثلاثاء بلوغ حصيلة بمرض "الحمى النزفية" منذ يونيو/حزيران 2021 العشرين وفاة واصابة اكثر من مئة شخص.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر، إن "إجمالي حالات الحمى النزفية المسجلة في البلاد بلغت حتى الآن 120 إصابة بينها 20 وفاة".
وأضاف البدر، أن "هناك تصاعدا في عدد الإصابات بالمرض، وهناك حالات مشتبه في إصابتها به ما يرجح زيادة عدد الإصابات المؤكدة".
وكانت آخر إحصائية أعلنتها وزارة الصحة في 21 مايو/ أيار الجاري، بلغت 18 وفاة و90 إصابة بـ"الحمى النزفية"، منذ تسجيل أول وفاة بالمرض في 26 يونيو 2021.
والسبت الماضي أعلن محافظ بغداد محمد جابر العطا، تشكيل غرفة عمليات مشتركة لوضع خطط توعوية عاجلة للتصدي للحمى النزفية وفق ما أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية "واع".
وقال العطا -في بيان صادر من قسم الإعلام والاتصال الحكومي تلقته وكالة الأنباء العراقية- إن "غرفة العمليات ضمت محافظ بغداد وعضوية عدد من المديرين العامين والمسؤولين في وزارتي الصحة والبيئة، والجهات ذات العلاقة".

وأضاف العطا: "تم وضع خطة عاجلة للتوعية وتنفيذ حملة موسعة للوقاية من الحمى النزفية وإرسال الفرق الرقابية والتفتيشية في عموم الأسواق والمناطق السكنية والمجازر لمتابعة مدى تنفيذ إجراءات وزارة الصحة بشأن الحيلولة دون وقوع إصابات جديدة".
و"الحمى النزفية" مرض فيروسي يصل معدل الوفيات للمصابين به إلى 40 بالمئة، وفق منظمة الصحة العالمية.
وينتقل الفيروس عبر الدواجن والماشية إلى الإنسان، بينما ينتقل من إنسان إلى آخر بسبب الاتصال المباشر بدم الشخص المصاب أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى.

تم وضع خطة عاجلة للتوعية وتنفيذ حملة موسعة للوقاية

وتُعرف هذه الحمى من عارض النزيف من أماكن متعددة في الجسم. وأُصيب بها في العراق أشخاص كانوا على اتصال مباشر بالحيوانات في المناطق الريفية.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، يحدث انتقال حمى القرم- الكونغو إلى الإنسان "إما عن طريق لدغات القراد أو بملامسة دم أو أنسجة الحيوانات المصابة خلال الذبح أو بعده مباشرة".

والثلاثاء أعلنت محافظة الأنبار عن ظهور أول إصابة بحمى القرم - الكونغو النزفية.

في السنوات السابقة، "كانت الحالات التي تسجل لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة سنوياً"، بحسب مدير شعبة السيطرة على الأمراض داخل دائرة الصحة في محافظة ذي قار الجنوبية حيدر حنتوش.

اكتشف الفيروس للمرة الأولى في العام 1979 في العراق، وهو يسبّب الوفاة بنسبة ترواح بين 10 إلى 40% من الإصابات. وبحسب منظمة الصحة العالمية".

ويرجع الارتفاع في أعداد الإصابات إلى "فرضيات" عدة، منها غياب حملات التعقيم التي تجريها السلطات للحيوانات خلال عامي 2020 و2021، بسبب الإغلاق المرتبط بفيروس كورونا. وبالنتيجة، "نمت أعداد الحشرات".

كما يرى خبراء أن تكاثر الحشرات بدأ هذا العام بشكل مبكر، "قبل نحو أسبوعين أو ثلاثة" من العادة بسبب الاحترار المناخي الذي تسبّب بتمديد لفترة التكاثر عند الحشرات.

لا يقتصر هذا الفيروس على العراق، فهو يسجّل إصابات أيضاً منذ سنوات في البلقان كما في السودان وناميبيا وإيران وتركيا، وشهد ارتفاعاً ملحوظاً في أفغانستان في العام 2018 مع 483 إصابة، وفي العام 2019 مع 583 إصابة، وفي العام 2020، سجّل 184 إصابة بينها 15 وفاة، بحسب منظمة الصحة العالمية.