الحمية بلا تدبير لا تقدر على السمنة

خبراء تغذية يقدمون نصائح من ذهب لتفادي خسارة المعركة مع الوزن الزائد رغم الالتزام بالريجيم.

واشنطن - هل بدأت في السابق معركة مع الوزن الزائد استخدمت فيها الحمية الغذائية سلاحا ثم سرعان ما استسلمت لليأس والاكتئاب مع عدم ظهور نتائج مشجعة؟ الخبراء يعتقدون ان اسبابا بسيطة تقف وراء إخفاقك.

ويؤكد المختصون ان عدم احترام الهرم الغذائي على رأس أسباب عدم فقدان الوزن.

والمعروف أن الهرم الغذائي يضم خمس مجموعات غذائية يجب على كل شخص الإلتزام بها لأنها الضمانة الأكيدة لتأمين العناصر اللازمة لبناء الجسم ونموه، وأنه لا يمكن لأي مجموعة أن تحل محل أخرى، لأن لكل واحدة فائدة مختلفة. وعلى سبيل المثال، فإن حذف النشويات من الوجبات لاعتبارات مختلفة مبنية على اعتقادات خاطئة تقول إن النشويات تسبب السمنة، هو نهج غير صحيح لأن نقص استهلاك النشويات يرتبط بتداعيات صحية لا لزوم لها، مثل ضياع السوائل، وفقدان الأملاح المعدنية والفيتامينات، والجفاف، وسوء التغذية.

لذ إن عدم الإلتزام بمجموعات الهرم الغذائي خلال فترة التخسيس يعني بكل بساطة إطاحة ثلاثة أمور أساسية لنجاح تخسيس الوزن، هي: التنويع والتوازن والإعتدال. فالتنويع هدفه تأمين مختلف المغذيات الضرورية لعمل كل خلايا الجسم، والتوازن يركز على الكميات التي يحتاجها الجسم من كل مجموعة في الهرم الغذائي. والإعتدال يعني الإكتفاء بكميات محددة من مجموعة من دون زيادة ولا نقصان.

ويلجأ كثيرون إلى وسيلة التجويع ظنً منهم أنها الطريقة المثلى لضياع الوزن، لكن المختصون يؤكدون ان العكس كثيرا ما يحصل.

ويخلق هذا السلوك بلبلة على صعيد العمليات الإستقلابية ويعرّض الجسم إلى نقص في الطاقة ما يدفع صاحبه إلى التهام كميات كبيرة من الطعام لاحاً، بل إلى خلق رغبة عارمة لتناول المزيد من الدهنيات والسكريات التي تطلق سعرات حرارية عالية تفضي في نهاية الأمر إلى زيادة الوزن بدلاً من إنقاصه. وإذا كان التجويع كلياً فبؤس المصير، لأنه يترك تداعيات عضوية ونفسية قد تقود إلى حافة الهاوية. إذاً فالتجويع ليس حلاً لفقدان الوزن، لأن الجسم يرى في مثل هذه المحاولة تهديداً مباشراً له فيعمد إلى اكتناز الطاقة بدلاً من صرفها.

من ناحية اخرى ينصح خبراء التغذية بتجنب تذوق الطعام أثناء اعداده، وهي عادة منتشرة على نطاق واسع.

ورغم انه لا شك في أن تذوق الطعام خلال طهوه يهدف إلى تقديم الوجبة في أحسن صورة لها، لكن هناك من يبالغ فيأخذ ملعقة كبيرة من هنا وقطعة كبيرة من هناك، مراراً وتكراراً على مدار اليوم، ما يضيف سعرات حرارية إضافية لا تمنع ضياع الوزن وحسب، بل تساهم في إضافة المزيد من الوزن. لا مانع من تذوق الطعام، شرط أن يتم هذا الأمر في حده الأدنى بحيث لا يعرقل خطة إنقاص الوزن.

كما يوصي المختصون بالابتعاد عن تناول ما تبقى في صحون أفراد العائلة، اذ إن هذا السلوك خاطئ من أساسه لأنه يدفع بالمزيد من السعرات الى الجسم الذي ليس في حاجة إليها إطلاقاً فتكون المحصلة إعاقة انقاص الوزن وربما اكتساب فائض منه.

كما يتعين تفادي تناول وجبات كبيرة الحجم، اذ يميل بعض المصابين بالسمنة إلى تقليل عدد الوجبات الغذائية مع تناول وجبات كبيرة الحجم ظناً منهم أن الخسارة في الوزن ستكون على الموعد، لكن المفاجأة تكون بحصول زيادة في الوزن عوضاً عن نقصه، ناهيك عن التعرض لمشاكل هضمية لا لزوم لها ناجمة عن دك أنبوب الهضم بكميات كبيرة من الطعام تثقل كاهله. إن تناول عدة وجبات غذائية يومية صغيرة الحجم يريح المعدة، ويخفض الوزن، ويسمح بالسيطرة على الجوع، ويحسّن من مستوى السكر في الدم، ويمنع الإصابة بالإمساك. وأثبتت الدراسات أن تناول 5 إلى 6 وجبات صغيرة موزعة على مدار اليوم بدلاً من 3 وجبات كبيرة يساعد الجسم على اطلاق مقادير قليلة من هرمون الأنسولين ما يبقي سكر الدم ثابتاً من دون تذبذبات.

سمنة
الأكل حتى التخمة لا يجدي نفعا

ويوصى ايضا باستخدام اطباق صغيرة بدل الكبيرة، اذ كلما زادت كمية الطعام الموضوعة أمام الشخص بالغ في أكل كمية أكبر، بصرف النظر عما إذا كان جائعاً أو لا.

ويميل الناس إلى شراء الأطعمة الجاهزة والوجبات السريعة الكبيرة الحجم فيتناولونها كلها رغم عدم حاجتهم إليها كلها، وهذا لا يتناسب مع خطة تخسيس الوزن بأي شكل، من هنا يوصى بقوة بطلب حصص صغيرة من الطعام.

ورغم انه لا بأس من شرب العصائر والسوائل الأخرى بكمية معقولة، لكن هذه لا تستطيع الحلول مكان الماء. إن الإعتماد على العصائر والمشروبات الغازية والسكرية بدلاً من الماء يعرقل مهمة تخسيس الوزن لأنها تحتوي على كثير من السعرات الحرارية التي تؤدي إلى زيادة في الوزن.

ولاحظ المختصون كذالك إفراطا في استهلاك الأغذية والأشربة "اللايت"، إن العبارة تشير إلى أن الغذاء فقير بالدسم أو بالسكريات لكنه ليس فقيرا دوما بالسعرات الحرارية التي تعرقل انقاص الوزن لا بل تساهم في زيادته.

إضافة إلى هذا وذاك، إن كثيراً من المنتجات لايت المخصصة للريجيم يكتب عليها الصانعون عبارة "خالية من السكر"، فيظن أصحاب الريجيم أن بإمكانهم تناول كميات كبيرة منها من دون حساب، لكن على هؤلاء أن يعرفوا أنه تم استبدال السكر الطبيعي بسكر اصطناعي، وهذا الأخير بينت الدراسات أنه يطلق العنان للشهية وإلى تناول المزيد من الطعام.

وبالرغم من ان وضع الفاكهة ضمن أروقة نظام تخسيس الوزن فان الامر مشروط بالاعتدال.

وتحتوي الفاكهة على نسبة معتبرة من السكر لذا يجب عدم المبالغة في استهلاكها، خصوصاً تلك التي تحتوي على نسب عالية منه، مثل التين، والكمثرى، والأناناس.

ويعد تناول الوجبات الجاهزة حجر عثرة امام جهود فقدان الوزن، وبشكل عام يمكن القول إن هذه المنتجات تحضر بطريقة غير صحية، فتكون عادة متخمة بالدهون الضارة، مملحة كثيراً، وتعج بالسكريات، وهذه كلها عدو للصحة.

ولا يكفي إنقاص الوارد من السعرات الحرارية لخفض الوزن، بل لا بد من اشراكه بالرياضة لأنها تساعد على حرق الدهون. ومن الضروري ممارسة التمارين الرياضية لمدة كافية من أجل تصريف الوزن الفائض، فالمشي مثلاً لمدة 30 دقيقة فقط يساهم في الحؤول دون زيادة الوزن، في المقابل فإن المشي لمدة 45 دقيقة يومياً كفيل بحرق المزيد من الدهون وبالتالي خفض الوزن.

ويعتبر النوم لفترات طويلة وكافية مهما ايضا لضمان نجاح عملية تقليل الوزن، اذ يساعد نيل قسط من الراحة الجسم على إتمام عملية حرق الدهون بشكل صحيح ولكن قلة النوم تقود الى الشراهة والشعور بالجوع.

ويعد الإمساك من المشاكل التي تحارب فقدان الوزن لأن الجسم لا يتخلص به من الفضلات العالقة في الأمعاء وهي المخرج الأساسي للدهون من الجسم.