الحوثيون يستثمرون مفاوضات السويد للايهام بأنهم"دعاة" سلام

وفد المتمردين الحوثيين يصل إلى مطار صنعاء على متن طائرة كويتية قادما من السويد بعد اختتام جولة محادثات نجحت في تحقيق اختراق في جمود الأزمة.
طائرة كويتية نقلت وفد المتمردين إلى صنعاء
الحوثيون يعتبرون مفاوضات السويد خطوة على طريق السلام

صنعاء - عاد وفد المتمردين اليمنيين إلى صنعاء الجمعة على متن طائرة كويتية غداة اختتام جولة محادثات سلام في السويد برعاية الأمم المتحدة تم التوصل خلالها إلى اتفاقات.

وحطّت الطائرة الكويتية في مطار صنعاء الدولي الذي يتحكّم التحالف العسكري بقيادة السعودية بأجوائه، عند الساعة 11:00 بتوقيت غرينيتيش.

وكان في استقبال الوفد لدى نزوله من الطائرة إلى أرض المطار نحو 400 شخص بينهم مسؤولون في صفوف المتمردين وأنصار الميليشيا الانقلابية، بحسب المصدر ذاته.

وصافح أعضاء الوفد بعض المستقبلين من المسؤولين والموالين، وسط هتاف "ألله أكبر"، قبل أن يدخلوا إلى قاعة الاستقبال الرسمية.

وقال جلال الرويشان عضو الوفد في مؤتمر صحافي "أردنا أن نثبت للعالم أنه كما أننا رجال مواجهة، فنحن رجال سلام أيضا"، مضيفا أن جولة المحادثات في السويد "وضعت أولى الخطوات الصحيحة على طريق السلام وعلى طريق معالجة الأوضاع الإنسانية".

وكانت الضمانات بعودة المتمردين إلى صنعاء الخاضعة لسيطرتهم منذ 2014، شرطا رئيسيا وضعه الحوثيون للمشاركة في المحادثات التي استضافتها بلدة ريمبو السويدية على مدى أسبوع واختتمت الخميس.

وفي 2016، مُنع المتمردون من العودة إلى صنعاء في أعقاب فشل محادثات في الكويت، ما اضطر وفد الحوثيين للبقاء لأشهر عالقين في سلطنة عمان.

وفشلت محاولة لعقد محادثات سلام في جنيف في سبتمبر/أيلول الماضي بعد ما لم يشارك الحوثيون لعدم حصولهم على ضمانات بالعودة إلى صنعاء، وهي الذريعة التي يتعلل بها المتمردون لتبرير مناوراتهم السياسية.

ورافق مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث المتمردين إلى السويد على متن طائرة كويتية في الرابع من ديسمبر/كانون الأول

وكتب رئيس الوفد محمد عبدالسلام على صفحته بتويتر الجمعة "وصل الوفد الوطني بعون من الله وتوفيقه إلى العاصمة اليمنية صنعاء. الشكر والتقدير للمبعوث الأممي إلى اليمن وسلطنة عمان ودولة الكويت ومملكة السويد في تسهيل وإنجاح" المشاورات.

وبدأت حرب اليمن في 2014، ثم تصاعدت مع تدخّل السعودية على رأس التحالف العسكري في مارس/اذار 2015 دعما للحكومة المعترف بها بعد سيطرة المتمردين الحوثيين على مناطق واسعة بينها صنعاء.

وخلال محادثات السويد، توصّلت الحكومة اليمنية والمتمردون الحوثيون إلى اتفاق لسحب القوات المقاتلة من مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر ومينائها الحيوي، ووقف إطلاق النار في المحافظة التي تشهد منذ أشهر مواجهات على جبهات عدة.

كما اتّفق طرفا النزاع على التفاهم حيال الوضع في مدينة تعز (جنوب غرب) التي تسيطر عليها القوات الحكومية ويحاصرها المتمردون، وعلى تبادل نحو 15 ألف أسير، وعقد جولة محادثات جديدة الشهر المقبل لوضع أطر لسلام ينهي الحرب.

وقال جمال عامر عضو وفد الحوثيين لدى وصوله إلى مطار صنعاء "ناقشنا كل المواضيع التي ذهبنا من أجلها تحت عنوان بناء الثقة بنية تقديم تنازلات"، مضيفا "سعينا قدر إمكاننا إلى عدم تعطيل ميناء الحديدة".

كما أوضح عضو آخر في الوفد هو يحيى نوري "نأمل أن تشهد الأيام المقبلة تنفيذ ما تم الاتفاق حوله وان شاء الله تتحقّق نقلة نوعية تهيئ الثقة لخوض مفاوضات أكثر قدرة على معالجة القضايا العالقة".

ومن بين هذه القضايا موضوع مطار صنعاء الذي لم يتم التوصل إلى اتفاق حوله بعد.

وأعلنت الحكومة اليمنية خلال المحادثات أنّها عرضت على المتمرّدين إعادة فتح المطار، لكن بشرط تحويله إلى مطار داخلي على أن يكون في البلاد مطار دولي وحيد في عدن الخاضعة لسيطرتها وهو ما يرفضه الحوثيون. وقال نوري إن هذا الملف سيبحث مجددا في الأيام المقبلة.