الحوثيون يسعون لمشاورات سلام جديدة

المتمردون اليمنيون يبحثون مع غريفيث محادثات سلام جديدة "في أقرب وقت" بعد إلغاء مشاورات كانت مقررة في جنيف.

صنعاء - بحث المتمردون اليمنيون مع مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث في مسقط ترتيبات عقد مشاورات سلام جديدة "في أقرب وقت"، بعد أسبوع من إلغاء محادثات كانت مقررة في جنيف بسبب مطالبة الحوثيين بضمان عودتهم إلى صنعاء.

وقالت وكالة "سبأ" الناطقة باسم المتمردين إن غريفيث التقى الخميس في العاصمة العمانية محمد عبد السلام رئيس وفد الحوثيين الذي كان من المفترض أن يتوجه إلى جنيف وعضو الوفد عبد الملك العجري.

وأوضحت أن اللقاء ناقش "الأسباب" التي حالت دون مشاركة الوفد في مشاورات جنيف، و"الترتيبات اللازمة" لعقد لقاء جديد "في أقرب وقت".

وانتهت المفاوضات غير المباشرة الأسبوع الماضي حتى قبل أن تبدأ بعدما رفض المتمردون في اللحظة الأخيرة الخميس التوجه إلى جنيف من دون الحصول على ضمانات من الأمم المتحدة بالعودة سريعا إلى العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرتهم.

كما طالبوا بنقل جرحى على متن الطائرة التي كانت ستقلهم إلى جنيف، مشددين على ضرورة أن تكون الطائرة عمانية وأن تمر عبر مسقط.

الحديدة
الحديدة نقطة فصل في الصراع اليمني

ويسيطر المتمردون الحوثيون على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى منذ أيلول/سبتمبر 2014. وتحاول القوات الحكومية استعادة الأراضي التي خسرتها بمساندة تحالف عسكري تقوده السعودية منذ آذار/مارس 2015.

وأكد عضو الوفد المفاوض التابع للمتمردين حميد عاصم في تصريح عبر الهاتف لوكالة فرانس برس الجمعة إن عبد السلام والعجري مقيمان في العاصمة العمانية.

وأضاف "المحادثات ستبقى تراوح مكانها إلى أن نتلقى ضمانات" بالعودة إلى صنعاء التي يفرض التحالف العسكري قيودا على حركة الطيران في مطارها والتي تقتصر على طائرات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.

وبدأت الأمم المتحدة جهود استئناف محادثات السلام بعدما شن التحالف في 13 حزيران/يونيو هجوما باتجاه مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة المتمردين، بقيادة الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف.

وتدور منذ فشل عقد المحادثات معارك عنيفة قتل فيها عشرات الأشخاص في محيط المدينة التي تضم ميناء رئيسيا تدخل منه معظم المساعدات والمواد التجارية إلى ملايين السكان في البلد الغارق في أزمة إنسانية كبرى.

لكن التحالف يعتبر الميناء ممرا لتهريب الأسلحة ومهاجمة سفن في البحر الأحمر، وبطالب بانسحاب المتمردين منه ومن المدينة لتجنيبها حرب شوارع.

وسيطرت القوات الموالية للحكومة الأربعاء على طريقين رئيسيين قرب مدينة الحديدة، أحدهما "الكيلو 16" الذي يربط وسط المدينة بالعاصمة وبمدن أخرى ويشكل خطا مهما لإمداد المتمردين الحوثيين.

وكانت الإمارات أعلنت في بداية في آب/أغسطس عن تعليق الحملة العسكرية باتجاه المدينة بعدما وصلت القوات الحكومية إلى مشارفها، إفساحا في المجال أمام محادثات السلام.

ورغم المعارك الجديدة في محيط المدينة، ذكر مسؤولون عسكريون في القوات الحكومية أن هذه المعارك لا تعني استئناف الحملة، وإنما هدفها السيطرة فقط على طرق رئيسية في محيطها.

والجمعة أكّدت الإمارات أن العملية في محيط الحديدة تسري كما هو مخطط لها، وان أحد أهدافها هو محاصرة المدينة.

وكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش في حسابه بتويتر "تحقق عمليات الحديدة الحالية أهدافها بنجاح ومعنويات الحوثي في الحضيض والخسائر في صفوفه كبيرة جدا والطوق المحيط به يكتمل".

وتابع "غيابه عن مشاورات جنيف له ثمن باهظ يدفعه في الميدان خسارة تلو الأخرى. ما زلنا على قناعة أن تحرير الحديدة مفتاح الحل في اليمن".

من جهته، اتّهم وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا معمر الارياني في سلسلة تغريدات الخميس المتمردين بتحويل مخازن منظمات تابعة للأمم المتحدة في محافظة الحديدة إلى مواقع عسكرية.

واعتبر المتمردون في بيان أن هذا الاتهام يمهّد الطريق أمام طائرات التحالف لقصف هذه المخازن.