الحوثيون يهاجمون سفينة بريطانية في رسالة تحد لواشنطن ولندن

الخارجية الأميركية تؤكد أنّ صاروخاً أطلق من اليمن ضرب الجانب الأيسر من السفينة التي ترفع العلم البنمي وكانت متّجهة إلى الهند وتحمل النفط الخام.
السفينة البريطانية تعرضت لأضرار طفيفة دون وقوع ضحايا

صنعاء - أعلن المتمرّدون الحوثيون في اليمن السبت مسؤوليتهم عن هجوم استهدف "ناقلة نفط بريطانية" في البحر الأحمر، كانت قد أبلغت عنه وكالات أمنية ووزارة الخارجية الأميركية في اليوم السابق فيما يأتي الهجوم رغم القصف الأميركي والبريطاني على المواقع العسكرية للجماعة الموالية لإيران في اليمن.
وقال المتحدث العسكري باسم المتمرّدين يحيى سريع "نفذتِ القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةَ استهدافٍ لسفينةٍ نفطيةٍ بريطانية "بوليكس" في البحرِ الأحمرِ بعددٍ كبيرٍ من الصواريخِ البحريةِ".
وأعلنت وكالة "العمليات التجارية البحرية في المملكة المتحدة" ايكومتو") وشركة أمبري الأمنية المتخصصة في النقل البحري الجمعة عن ضربة صاروخية شمال غرب مدينة المخا اليمنية.
وأفادت وكالة "العمليات التجارية البحرية في المملكة المتحدة" بأنّ "السفينة وطاقمها بخير"، بينما أبلغت أمبري عن "أضرار طفيفة".
بدورها، أشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى أنّ صاروخاً أطلق من اليمن "ضرب الجانب الأيسر من إم تي بولوكس التي ترفع العلم البنمي وكانت متّجهة إلى الهند وتحمل النفط الخام".
وأضافت أنّ "هذا مثال جديد على الهجمات غير القانونية على النقل البحري الدولي التي ما زالت مستمرّة بعد دعوات عديدة للحوثيين لوقف أنشطتهم"، معلنة رسمياً إدراج المتمرّدين الحوثيين في اليمن على قائمة "الإرهاب" على خلفية هجماتهم على حركة الملاحة في البحر الأحمر.
وضاعف هؤلاء المتمرّدون المدعومون من إيران هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن منذ تشرين الثاني/نوفمبر، ممّا دفع العديد من مالكي السفن إلى تجنّب هذه المنطقة البحرية الأساسية للتجارة البحرية.
ويؤكد الحوثيون أنّهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل "تضامناً" مع الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث تخوض إسرائيل حرباً مع حركة حماس بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة الإسلامية الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على الأراضي الإسرائيلية.
ويستهدفون منذ كانون الثاني/يناير السفن البريطانية والأميركية رداً على الضربات التي نفّذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على مواقع تابعة لهم. وأفاد الحوثيون الخميس عن هجوم آخر على "سفينة بريطانية" في خليج عدن.
وقالوا السبت إنّ "القواتِ المسلّحةَ اليمنيةَ لن تتردّدَ في تنفيذِ وتوسيعِ عملياتِها العسكريةِ دفاعاً عنِ اليمنِ العزيزِ وتأكيداً على استمرارِ التضامنِ العمليِّ مع الشعبِ الفلسطيني".
وأعادت الولايات المتحدة جماعة الحوثي اليمنية الجمعة إلى قائمة الجماعات الإرهابية كما كان مزمعا، لتخضع الجماعة المتحالفة مع إيران لعقوبات قاسية تخشى الأمم المتحدة أن تضر بالاقتصاد الهش والمدنيين في اليمن.

وأعلنت جماعة الحوثي مساء اليوم السبت أن الولايات المتحدة وبريطانيا استهدفتا بـ4 غارات محافظة الحديدة غربي اليمن.
وقالت قناة المسيرة الفضائية التابعة للحوثيين في شريطها الإخباري إن "العدوان الأميركي البريطاني استهدف منطقة الكثيب في مدينة الحديدة بغارتين".
وأضافت أنه تم أيضا "شن غارة على منطقة الجاح في مديرية بيت الفقيه، وغارة أخرى على منطقة الطائف بمديرية الدريهمي جنوبي محافظة الحديدة".
وتعد محافظة الحديدة، واحدة من أهم المحافظات اليمنية، كونها تحوي ثلاثة موانئ حيوية ومعسكرات متعددة، إضافة إلى امتلاكها شريطا ساحليا طويلا، وفق إعلام يمني.
وكانت الحكومة الأمريكية قد قالت الشهر الماضي إنها ستدرج الحوثيين في قائمة الجماعات الإرهابية بغرض قطع التمويل والأسلحة التي تستخدمها الجماعة لمهاجمة أو اختطاف السفن في ممرات الشحن الحيوية بالبحر الأحمر.

اسرائيل استخدمت المسيرات بكثافة في هجماتها
اسرائيل استخدمت المسيرات بكثافة في هجماتها

لكن مسؤولا كبيرا في مجال المساعدات بالأمم المتحدة قال يوم الأربعاء إن العقوبات قد تضر باقتصاد الدولة التي مزقتها الحرب، وخاصة الواردات التجارية من المواد الأساسية. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 18 مليون شخص بحاجة للمساعدة في اليمن.
ويقول الحوثيون إن هجماتهم على السفن تضامن مع الفلسطينيين في غزة. لكن الهجمات عطلت حركة التجارة العالمية وأذكت مخاوف التضخم وفاقمت الخوف من تداعيات الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام في بيان إن "قرار التصنيف يعكس جانبا من نفاق أميركا المكشوف والمفضوح" واتهم الولايات المتحدة برعاية الإرهاب من خلال دعم إسرائيل.
وأكد عبدالسلام أن اليمن "في إسناد (مساندة) غزة بكل الوسائل المتاحة، ومستمرٌ في منع السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي ويرفع الحصار عن غزة".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن فترة الثلاثين يوما منذ إعلان واشنطن إعادة إدراج الحوثي في قائمة الجماعات الإرهابية، تم استخدامها جزئيا لمنح الجماعة المتحالفة مع إيران الفرصة لتقليص هجماتها.
وأضاف المتحدث إن واشنطن عملت أيضا مع قطاعي الشحن والمالية بالإضافة إلى منظمات المساعدات الإنسانية لتقليص التأثير على الشعب اليمني وتوعيتهم بالمعاملات المسموح بها على الرغم من العقوبات.
وأصدرت وزارة الخزانة الأميركية في يناير/كانون الثاني تراخيص بمعاملات معينة يسمح للحوثيين تنفيذها وتتضمن تلك المتعلقة بالسلع الزراعية والعقاقير والأجهزة الطبية.
وكانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب قد أضافت الحوثيين إلى قائمتين تضمان جماعات مصنفة كإرهابية قبل يوم من انتهاء ولايتها. وألغى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن التصنيفات بعد أيام من توليه منصبه في عام 2021.