الحياة تدب في 'قبور السلاطين' بالقدس الشرقية

السماح بزيارة موقع روماني يعود تاريخه إلى ألفي عام على دفعات بعد اغلاقه تسع سنوات، والمقابر ستبقى مغلقة أمام الجمهور لأسباب تتعلق بالأمن والسلامة.

القدس – يعيد موقع "قبور السلاطين" الأثري في القدس الشرقية المملوك لفرنسا، فتح أبوابه أمام العامة لأول مرة بعد إغلاق دام نحو تسع سنوات، على ما أعلنت القنصلية الفرنسية العامة الأربعاء.
ووصف الموقع من قبل بوسانياس الجغرافي اليوناني بأنه القبر الثاني الأكثر جمالاً في العالم بعد ضريح موسولوس، أحد عجائب الدنيا السبع القديمة..
وبحسب الموقع الإلكتروني للقنصلية، سيفتتح الموقع الخميس على أن تتاح للعامة زيارته يومي الثلاثاء والخميس من كل أسبوع.
ويتكون الموقع من درج صخري ضيق يقود إلى حجرات تحت الأرض، هي حجرات من المقابر الحجرية يتبعها سراديب تؤدي الى قبور حجرية أخرى مثل الرفوف في المقبرة التي تحت الأرض. ويمتد الموقع على مساحة 250 مترا مربعا.
وسيسمح بزيارة الموقع الروماني الذي يعود تاريخه إلى ألفي عام على دفعات، بواقع 15 شخصا كل 45 دقيقة بحسب ما ورد على صفحة طلب التذاكر.
وسيحتاج الزوار إلى لباس مناسب لزيارة الموقع الجنائزي الذي ستبقى المقابر نفسها فيه مغلقة أمام الجمهور لأسباب تتعلق بالأمن والسلامة.
ويقع هذا الموقع الأثري المعروف أيضا بقبور الملوك في القدس الشرقية، في نهاية شارع صلاح الدين الأيوبي أحد أشهر أسواق المدينة، وعلى بعد نحو 700 متر شمال البلدة القديمة.

سنعيد فتحه وفقا للقواعد التي وضعناها لأنفسنا

ويحيط بالموقع جدار وبوابة معدنية وضع عليها العلم الفرنسي.
وأغلق الموقع منذ عام 2010 بسبب أعمال التجديد التي بلغت تكلفتها حوالى مليون يورو (1,1 مليون دولار).
وأشارت ناطقة باسم القنصلية الفرنسية إلى أن القرار الفرنسي جاء تنفيذا لالتزام قُطع"منذ وقت طويل".
ويعتبر اليهود المقبرة موقعا دينيا لدفن أسلافهم ويطالبون بحق الصلاة فيه.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967 وضمتها لاحقا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وتعتبر إسرائيل القدس بأكملها عاصمة لها، بينما ينظر الفلسطينيون إليها كعاصمة لدولتهم المستقبلية.
وترجع أعمال التنقيب في الموقع إلى ستينات القرن التاسع عشر، عندما بدأ الفرنسي فيليسيان دو سولسي بالمشروع عام 1863 في مسعى للتأكيد على أن الموقع يضم قبور ملوك مثل داوود وسليمان المذكورين في النصوص المقدسة.
وتمت تسمية الموقع بهذا الاسم وفقا لذلك. لكن تم استبعاد هذه النظرية مع الحفاظ على الاسم.

وعثر على الكثير من النعوش في الداخل، وحفر على أحدها نقش آرامي، وهي الآن موجودة في متحف اللوفر في باريس.
وتشير النظرية الأكثر شيوعا إلى أن الملكة هيلينا من أديابيني (في كردستان العراق اليوم) قد بنت المقبرة لسلالتها.
وتم شراء المقبرة بعد عملية التنقيب التي قام بها الفرنسي دو سولسي، من قبل الإخوة بيرير وهم ينحدرون من عائلة يهودية في باريس جنت ثروتها في مجال المصارف سلمت الموقع لاحقا إلى فرنسا.
وجرت مفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفرنسي حول وضع الموقع وإعادة فتحه، ورفضت ناطقة باسم القنصلية الفرنسية تقديم مزيد من التفاصيل في هذا الصدد.
وقالت "سنعيد فتحه وفقا للقواعد التي وضعناها لأنفسنا".
ولقيت الخطوة الفرنسية ترحيبا من وزير الخارجية الإسرائيلي.
وقال يسرائيل كاتس في بيان "أدعو الجمهور لزيارة الموقع الذي له أهمية كبرى عند الشعب اليهودي، وهو دليل آخر على الارتباط العميق وعلى مدار الأجيال للشعب اليهودي بالقدس عاصمتهم الخالدة ".