الخرطوم توقع مع واشنطن اتفاقات 'ابراهام' للتطبيع مع إسرائيل

الإعلان عن توقيع اتفاقيات التطبيع بين السودان وإسرائيل يتزامن مع توقيع الخرطوم مذكرة تفاهم مع وزارة الخزانة الأميركية لتوفير تسهيلات تمويلية لسداد متأخرات للبنك الدولي، تتيح الحصول على أزيد من مليار دولار سنويا.
وزير الخزانة الأميركي في أول زيارة له للخرطوم
استعداد أميركي لمساعدة السودان على تأمين الانتقال الديمقراطي
البرهان يطلع واشنطن على آخر تطورات التوترات على الحدود مع اثيوبيا

الخرطوم - وقع السودان مع الولايات المتحدة الأربعاء "اتفاقات ابراهام" التي وافقت بموجبها السلطة الانتقالية على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، حسبما أعلنت السفارة الأميركية في الخرطوم.

وكتبت السفارة في تغريدة "نهنئ الحكومة الانتقالية على توقيعها اليوم إعلان اتفاقات ابراهام، التي من شأنها مساعدة السودان أكثر في مسار الانتقال نحو الاستقرار والأمن والفرص الاقتصادية".

وأضافت أن "الاتفاق يسمح للسودان وإسرائيل والدول الأخرى الموقعة على اتفاقات ابراهام بناء ثقة متبادلة وزيادة التعاون في المنطقة".

وأكد السودان في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي أن وفدا إسرائيليا أجرى زيارة "ذات طابع فني عسكري" للخرطوم، مشيرا حينها إلى أن محادثات التطبيع "متوقفة".

ونقلت قناة 'الحرة' الناطقة بالعربية ومقرها الولايات المتحدة عن المتحدث باسم مجلس السيادة الانتقالي السوداني محمد الفكي سليمان قوله إن الزيارة "كانت ذات طابع فني عسكري" مشيرا إلى أنه "لم نعلن عنها في وقتها لأنها ليست زيارة كبيرة أو ذات طابع سياسي ولذلك الحديث عنها لم يأخذ حيزا كبيرا على مستوى مجلسي السيادة والوزراء".

وأكد أن المحادثات بشأن تطبيع العلاقات "مع الجانب الإسرائيلي متوقفة، لأن هناك التزامات سياسية واقتصادية منذ النقاش الأولي لم يتم الوفاء بها". ولم يعط وقتها مزيدا من التفاصيل بشأن هذا الموضوع.

وقد يكون ذلك مرتبط بواقع أن شطب السودان عن "القائمة السوداء" الأميركية للدول المتهمة بدعم الإرهاب ليس فعليا بعد، لأنه ينبغي الحصول على موافقة الكونغرس الأميركي.

لكن في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، أعلنت الولايات المتحدة شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وإعادة الحصانة السيادية له.

ويأتي الإعلان عن توقيع اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل بالتزامن مع توقيع الخرطوم مذكرة تفاهم مع وزارة الخزانة الأميركية لتوفير تسهيلات تمويلية لسداد متأخرات السودان للبنك الدولي، تتيح له الحصول على أزيد من مليار دولار سنويا.

وجاء ذلك لدى لقاء وزيرة المالية هبة محمد علي ووزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشن، الذي بدأ الأربعاء أول زيارة رسمية للخرطوم ، بعد قرار شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وأورد بيان لوزارة المالية السودانية، أن التمويل الدولي سيوفر دعما محوريا لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، بالتزامن مع الإصلاحات التي تنفذها الحكومة الانتقالية، لكن البيان لم يذكر قيمة اتفاقية التمويل الموقعة بين الجانبين.

جانب من مراسم توقيع مذكرة التفاهم بين واشنطن والخرطوم
جانب من مراسم توقيع مذكرة التفاهم بين واشنطن والخرطوم

وتعمل الحكومة الانتقالية على معالجة التشوهات في الاقتصاد السوداني، عبر حزمة إصلاحات اقتصادية بينها رفع الدعم عن المحروقات والكهرباء وزيادة أجور العاملين.

وتستمر زيارة منوشن للسودان يوما واحدا، يلتقي فيها عددا من المسؤولين على رأسهم رئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان ورئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك وعدد من وزراء القطاع الاقتصادي.

وتعوق الديون الخارجية للسودان والتي تقدر بأكثر من 60 مليار دولار، عملية التنمية الاقتصادية بالبلاد التي تواجه كذلك أزمة هبوط حاد في سعر الجنيه وانتعاش السوق الموازية.

وقال البيان إن توقيع المذكرة يعد خطوة لتأكيد التزام الولايات المتحدة بدعم الاستقرار الاقتصادي في السودان ونجاح الفترة الانتقالية لتحقيق السلام العادل التحول الديمقراطي.

وأفادت وزارة العدل السودانية بأن المبلغ الإجمالي للمساعدات الأميركية المباشرة وغير المباشرة التي ستقدم بموجب الاتفاق تبلغ 1.1 مليار دولار بالإضافة إلى "مليار دولار أخرى التزمت الولايات المتحدة تحويلها إلى البنك الدولي لدفع المتأخرات المستحقة على السودان".

وأطاح الجيش السوداني بالرئيس عمر البشير في أبريل/نيسان 2019، بعد أربعة أشهر من تظاهرات ضد حكمه وبعد 30 عاما على توليه السلطة في انقلاب دعمه الإسلاميون.

وسعت الإدارة العسكرية-المدنية المشتركة المكلفة بالإشراف على المرحلة الانتقالية، إلى إنهاء وضع البلاد كدولة مارقة من خلال إقامة علاقات أوثق مع الولايات المتحدة.

وتأتي مجمل هذه التطورات بينما يشهد السودان توترات حدودية مع أثيوبيا وأخرى متعلقة ببناء سد النهضة.

وأعلن عبدالفتاح البرهان خلال لقائه بوزير الخزانة الأميركي أنه أطلع الأربعاء، واشنطن على التوترات مع إثيوبيا.

وحسب بيان صادر عن إعلام مجلس السيادة، أوضح البرهان أطلع ستيفن منوشن على "موقف السودان من التوترات الحدودية مع الجارة إثيوبيا"، مضيفا "ما قامت به القوات المسلحة السودانية هو إعادة انتشار داخل الحدود"، مؤكدا "حرص السودان على معالجة الخلافات بالتفاوض والحوار".

وفي 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي أعلن مصدر بالجيش السوداني استعادة أرض فقدتها بلاده منذ 20 عاما في منطقة "الفشقة" الحدودية مع إثيوبيا، مؤكدا أن الجيش سيستعيد ما تبقى من أراض بـ"طرق أخرى".

وفي 31 من الشهر ذاته أعلن وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين في مؤتمر صحفي، سيطرة جيش بلاده على كامل الأراضي الحدودية مع إثيوبيا.