الخرطوم وحركات التمرد توقع رسميا اتفاق سلام طال انتظاره

الاتفاق بعد خطوة هامة على طريق تحقيق هدف القيادة الانتقالية في البلاد لحل الصراعات الأهلية المتعددة والعميقة الجذور.
السعودية ترحب بتوقيع اتفاق السلام بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية
الولايات المتحدة وبريطانيا والنروج ترحب بالاتفاق
الكويت والاردن يرحبان باتفاق السلام في السودان

الخرطوم - وقعت الحكومة الانتقالية بالسودان الاثنين اتفاقا رسميا للسلام مع خمس حركات متمردة وتحالفات مسلحة في إقليم دارفور بعد سنوات من الحرب الأهلية.

ويعد الاتفاق خطوة هامة على طريق تحقيق هدف القيادة الانتقالية في البلاد لحل الصراعات الأهلية المتعددة والعميقة الجذور.

وتشمل الجماعات المتمردة التي وقعت الاتفاق حركة العدل والمساواة وجيش تحرير السودان بقيادة مني مناوي، وكلاهما من إقليم دارفور في الغرب، والحركة الشعبية لتحرير السودان (شمال) بقيادة مالك عقار، وهما في جنوب كردفان والنيل الأزرق.

وجرت مراسم التوقيع في جوبا بحضور رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك، إضافة إلى مسؤولين بارزين بالسودان.

ونقل التلفزيون الرسمي بالسودان بثا مباشرا لمراسم توقيع حكومة الخرطوم وقادة الجبهة الثورية (حركات مسلحة) بالأحرف الأولى على اتفاق السلام.

ويؤسس هذا الاتفاق الذي طال انتظاره لإنهاء 17 سنة من الحرب الأهلية، لكن يبقى تطبيق الاتفاق والالتزام ببنوده شرطا أساسيا لنجاحه على ضوء اتفاقيات سابقة سرعان ما انهارت وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين.

وتسعى الحكومة السودانية الانتقالية المثقلة بتركة من الأزمات من مخلفات نظام الرئيس السابق عمر البشير، إلى تسوية النزاعات القائمة وتخفيف جبهات المواجهة ضمن مسار الانتقال الديمقراطي لمرحلة ما بعد البشير.

وتوجه حمدوك إلى جوبا الأحد على رأس وفد كبير يضم خمسة وزراء بحسب وكالة 'سونا'.

وبدأت مفاوضات السلام وهي أولوية للحكومة السودانية الجديدة بعد سقوط عمر البشير في أبريل/نيسان 2019، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في جوبا.

وينص الاتفاق على ضرورة تفكيك الحركات المسلحة وانضمام مقاتليها إلى الجيش النظامي الذي سيعاد تنظيمه ليكون ممثلا لجميع مكونات الشعب السوداني.

لكن مجموعتين لن توقعا الاتفاق الاثنين هما 'حركة تحرير السودان' بزعامة عبدالواحد نور و'الحركة الشعبية لتحرير شمال السودان' بزعامة عبدالعزيز الحلو.

وقد انهارت اتفاقات سلام سابقة مثل اتفاق العام 2006 في أبوجا (نيجيريا) واتفاق العام 2010 في قطر.

وفي الفترة الأخيرة حدثت مواجهات مسلحة بين الجيش السوداني ومتمردين من الحركة الشعبية لتحرير شمال السودان.ورحبت الترويكا (الولايات المتحدة وبريطانيا والنروج) باتفاق السلام بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية السودانية التي تضم أربع حركات وقعت الاتفاق.
وقالت في بيان إن الاتفاق "يشكل خطوة أولى في عملية طويلة لاعادة بناء الامل والاستقرار للمجموعات المتضررة من النزاع في السودان".
وأضافت أن اتفاق السلام "يضع أساسا لسلام واستقرار دائمين في دارفور ومناطق اخرى متضررة من النزاعات، ويعد أساسيا للانتقال الديموقراطي في السودان".

الجامعة العربية ترحب بالاتفاق لانهاء الحرب في السودان
الجامعة العربية ترحب بالاتفاق لانهاء الحرب في السودان

ورحبت السعودية بتوقيع اتفاق السلام معتبرة أنه يشكل "خطوة مهمة على طريق تحقيق طموحات الشعب السوداني الشقيق وآماله المشروعة في السلام والتنمية والازدهار" كما قالت وزارة الخارجية على تويتر.
ودعت الخارجية "بقية أطراف النزاع للانخراط في عملية السلام، وعدم تفويت هذه الفرصة التاريخية".
وأوردت وكالة الانباء القطرية الرسمية أن "دولة قطر ترحب بتوقيع الحكومة الانتقالية في السودان والجبهة الثورية وعدد من الحركات المسلحة بالأحرف الأولى على اتفاق السلام، بجوبا عاصمة جنوب السودان".

ورحبت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية اليوم الاثنين، بالتوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق چوبا للسلام بين الحكومة الانتقالية لجمهورية السودان والجبهة الثورية.

وقالت وكالة الانباء الأردنية(بترا) إن الخارجية أكدت على أهمية هذه الخطوة في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في السودان وتلبية طموحات الشعب السوداني "الشقيق" في النمو والازدهار.

كما أكدت على وقوف المملكة الأردنية إلى جانب "الأشقاء" في السودان في سعيهم لتحقيق السلام وتعزيز السيادة والاستقلال.

وأشادت الوزارة بجهود كافة الأطراف وتغليب المصلحة الوطنية، وثمنت جهود جمهورية جنوب السودان في التوصل إلى هذا الاتفاق.

واعربت وزارة الخارجية الكويتية اليوم الاثنين عن ترحيب الكويت باتفاق السلام الذي تم التوقيع عليه اليوم الاثنين، بين حكومة جمهورية السودان والجبهة الثورية.

 وأكدت الوزارة في بيان صحفي اليوم الاثنين مساندة الكويت للسودان في  هذه المرحلة، ودعم جهوده بما يحقق الأمن والسلام في جميع ربوعه، وصولا إلى تعزيز الاستقرار والازدهار وتحقيق التنمية التي يتطلع  إليها أبناء الشعب السوداني .

ورحب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط بتوقيع اتفاق السلام قائلا إن "الجامعة العربية ملتزمة بدفع كافة أشكال التعاون والتنسيق مع جميع شركاء السلام السودانيين خلال الفترة الانتقالية القادمة والمقرر أن تمتد لثلاث سنوات تبدأ من تاريخ توقيع الاتفاق".
ودعا الى "الاستمرار في حشد المساندة العربية والدولية للوقوف مع السودان وبما يعزز من ويرتكز على هذه الحقبة الجديدة التي ترسي الأمن والسلام في جميع ربوع السودان من أجل تعزيز جهود الدولة السودانية في تثبيت الاستقرار ودفع التنمية لصالح جميع أبناء الشعب السوداني".
وقال جيريمايا مامبولو رئيس بعثة الامم المتحدة في دارفور إن التوقيع بالاحرف الاولى على الاتفاق يحمل "الأمل لسودان أكثر اشراقا" لكنه "يتطلب التزاما".
ودعا الاطراف الذين لم يشاركوا في التوقيع "الى عدم تفويت هذه الفرصة. انها فرصة لتحقيق ما يحاربون من أجله لكن بدون إراقة دماء".
واعتبر يوناس هورنر خبير شؤون السودان في مجموعة الازمات الدولية أن "الاتفاق الذي وقع اليوم في جوبا يشكل خطوة مهمة للمناطق التي تشهد نزاعات في السودان وإشارة مهمة جدا الى التقدم في العملية الانتقالية في السودان".