الخطوط القطرية تتأرجح بين المقاطعة الرباعية والقطيعة مع سوريا

رئيس الناقلة القطرية يبرر عودة التحليق فوق سوريا التي لا تزال الدوحة ترفض تطبيع العلاقات معها وتصف رئيسها بأنه متورط في جرائم حرب.

الدوحة - قال أكبر الباكر الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية القطرية السبت إن عودة التحليق فوق سوريا تأتي في إطار مساعي الشركة للتغلب على المقاطعة العربية القائمة منذ سنتين.
وفي حين اعادت دول عربية فتح سفاراتها او تطبيع علاقاتها مع النظام السوري في الاشهر الأخيرة، رفضت قطر ووصفت الرئيس بشار الأسد بأنه "متورط في جرائم حرب".
وكان وزير النقل السوري علي حمود قال الشهر الماضي إن بلاده وافقت على طلب الخطوط القطرية البدء في استخدام المجال الجوي للبلاد وهي واحدة من أولى الشركات التي تقوم بذلك. ولم تعلق قطر على المسألة في ذلك الوقت.
واضطرت الناقلة القطرية لتغيير مسارات رحلاتها منذ قررت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية وروابط النقل مع قطر عام 2017 بسبب تورط الدوحة في دعم الارهاب.
وقال الباكر ان القرار اتخذ للتغلب على المقاطعة، "لذلك علينا أن نجد سبلا لإنجاز متطلبات بلادنا. الأمر هكذا ببساطة".
وذكر معلقون ان قرار الخطوط القطرية يلخص بعضا من مواطن الضعف في السياسة الخارجية القطرية التي تبنت دعم الجماعات الاسلامية المسلحة في سوريا ومن بينها تنظيمات تدور في فلك القاعدة.
وأضافوا ان القرار لا يعكس ازدواجية الدوحة في التعامل مع الملف السوري فحسب، بل يظهر ايضا تأثير المقاطعة على الناقلة القطرية.

القرار لا يعكس ازدواجية الدوحة في التعامل مع الملف السوري فحسب، بل يظهر ايضا تأثير المقاطعة على الناقلة القطرية

وتسببت المسارات المعدلة في زيادة مدة وتكلفة الرحلات بالاتجاه غربا وجنوبا بمنطقة الخليج، وفي مارس/آذار كشفت الشركة عن خسائر سنوية للعام الثاني على التوالي.
وقطعت الدوحة، التي قدمت دعماً كبيراً للمعارضة السورية السياسية والمقاتلة وخصوصا الاسلامية، علاقاتها مع دمشق في بداية النزاع على غرار غالبية دول مجلس التعاون الخليجي، وبعد تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية.
إلا أن الفترة الماضية شهدت تقارباً بين سوريا ودول عربية مع إعادة فتح كل من الإمارات والبحرين سفارتيهما في دمشق.
وتحدثت مصادر دبلوماسية عن مساع لتحسين العلاقات السورية القطرية، إلا أن وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني استبعد في كانون الثاني/يناير إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين.
ونتيجة الأزمة الدبلوماسية المستمرة منذ نحو عامين بين الدوحة ودول الخليج، تمنع السعودية والإمارات الخطوط الجوية القطرية من التحليق في أجوائها.
واستعادت الحكومة السورية سيطرتها على معظم أنحاء البلاد بمساعدة من روسيا وإيران وفصائل شيعية تدعمها طهران من بينها جماعة حزب الله اللبنانية.
ومنذ اندلاع النزاع في سوريا في العام 2011 ومع اكتظاظ أجوائها بالطائرات الحربية، توقف عدد كبير من شركات الطيران عن المرور في الأجواء السورية لأسباب أمنية، واتخذت طائراتها طرقاً جديدة ما يتطلب منها وقتاً اطول للوصول إلى وجهتها.