الخطوط القطرية تواجه أسوأ وضع في تاريخها

الشركة الجوية القطرية تقرر خفض رواتب طياريها الأجانب وتسريح عدد كبير من الموظفين في ظل خسائر لم تتوقف منذ قرار المقاطعة الخليجية والعربية وتداعيات جائحة كورونا.
الخطوط القطرية قد تستغني عن 20 بالمئة من الموظفين
الخطوط القطرية تسلك مسارات بعيدة ومكلفة في ظل المقاطعة
عزلة الدوحة في محيطها الخليجي تكبد الخطوط القطرية خسائر فادحة

الدوحة  - تمر شركة الخطوط الجوية القطرية بفترة هي الأصعب في تاريخ الناقل الوطني للإمارة الخليجية الغنية بالغاز، فبعد أشهر من المكابدة لتخفيف الأضرار الناجمة عن فيروس كورونا، قررت خفض رواتب بعض طيّاريها والاستغناء عن موظّفين في ظل تراجع العائدات بسبب الجائحة، حسب ما جاء في مذكّرة داخلية.

وكان يمكن أن تكون الأضرار أقلّ وطأة على وضع الشركة قبل قرار المقاطعة العربية والخليجية والتي تشمل غلق المجالات الجوية، ما اضطر الخطوط القطرية إلى فتح مسارات بعيدة ومكلفة.

وتتهم دول المقاطعة وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر، الدوحة بدعم وتمويل الإرهاب والتآمر على امن المنطقة عبر صلات مع جماعات إسلامية متشددة وطالبتها بتنفيذ قائمة من 13 مطلبا شرطا لعودة العلاقات إلى طبيعتها من ضمنها التخلي عن سياسة دعم وتمويل الإرهاب، لكن القيادة القطرية رفضت التجاوب مع المطالب التي تؤكد عدة دول أنها مطالب مشروعة.  

وتضررت الخطوط القطرية التي تسيّر رحلات إلى 170 وجهة على متن 234 طائرة منذ مارس/اذار الماضي مع إغلاق المطارات ومنع السفر في العديد من الدول لاحتواء وباء كوفيد-19.

وجاء في المذكّرة التي حملت تاريخ 4 يونيو/حزيران أنّ رواتب أقدم قادة الطائرات الأجانب ستخفّض بنسبة 25 بالمئة، بينما ستخفض رواتب آخرين بنسبة 15 بالمئة. وإضافة إلى ذلك سيتم في الأسابيع المقبلة الاستغناء عن عدد لم يحدّد من الطيارين.

خسائر الخطوط القطرية تضاعفت بنحو ثماني مرات خلال العام المالي المنتهي في 31 مارس الماضي لتبلغ 640 مليون دولار ارتفاعا من خسائر بلغت في 2019 حوالي 69.55 مليون دولار

وفي مايو/ايار حذّرت الخطوط القطرية في مذكرة داخلية من أنّها ستضطر لصرف "عدد كبير" من موظفيها بسبب انهيار حركة النقل الجوي من جرّاء جائحة كوفيد-19.

وكانت الخطوط القطرية علّقت رحلاتها وأبقت 35 وجهة فقط، قبل أن تعاود تسيير رحلات إلى وجهات اعتادت التوجه إليها مع إعادة السماح بنزول الطائرات في عدد من المطارات حول العالم.

وتضرّر اقتصاد الإمارة الثرية في الأشهر الأخيرة بفعل تراجع أسعار الطاقة وجرى تسريح موظفين في مؤسسات بينها مجموعة 'بي ان سبورت' الرياضية التي استغنت عن نحو 100 موظف وقلّصت رواتب آخرين.

وأقرت الخطوط القطرية على لسان رئيسها التنفيذي أكبر الباكر بأنها تواجه وضعا صعبا مع استمرار تسجيلها لخسائر لم تتوقف منذ قرار المقاطعة العربية في الخامس من يونيو/حزيران 2017.

وتضاعفت خسائر الناقلة الجوية القطرية بنحو ثماني مرات خلال العام المالي المنتهي في 31 مارس/آذار الماضي، لتبلغ 640 مليون دولار ارتفاعا من خسائر بلغت في 2019 حوالي 69.55 مليون دولار، وفق مجلة 'فوربس' ووفق حسابات معلنة في منتصف يناير/كانون الثاني من العام الحالي.

ومثلت الخسائر التراكمية للشركة بنهاية السنة المالية أيضا نحو 9.1 بالمئة من رأسمالها مقابل 4.5 بالمئة بنهاية السنة المالية المنتهية في مارس/اذار 2018.

وتسبب فيروس كورونا في خسائر كبيرة وضرر لكل اقتصادات العالم، إلا أنه عمق أزمة قطاعات الاقتصاد القطري الحيوية ومنها قطاع الطيران الذي يواجه منذ نحو ثلاث سنوات ضغوطا مالية تراكمية بفعل عزوف المسافرين عن الحجز عبر الخطوط القطرية لأكثر من سبب أولها كثرة الشبهات حول ارتباط الدوحة بالإرهاب وأيضا لبعد المسارات الجوية التي تسلكها.

الخطوط القطرية تئن تحت وطأة جائحة كورونا
الخطوط القطرية تئن تحت وطأة جائحة كورونا

وفتحت الناقلة الجوية القطرية العديد من المسارات والوجهات في ظل المقاطعة، إلا أن كل الحلول الترقيعية لم تكبح خسائرها.

وكان أكبر الباكر قد قال في تصريحات سابقة لوكالة رويترز "قد نستغني عما قد يصل إلى 20 بالمئة من الموظفين في المجموعة" بسبب الصعوبات الناجمة عن أزمة كورونا.

وكانت الخطوط القطرية قد حذّرت بدورها من تسجيل ثالث خسارة على التوالي في السنة المالية الحالية التي تنتهي في مارس/اذار من كل عام حتى قبل ظهور وتفشي جائحة كورونا وتأثر الطلب العالمي على السفر.

وتخطط الخطوط القطرية وفق ما أعلنه رئيسها التنفيذي لبيع 5 طائرات من طراز بوينغ 737 ماكس من أسطولها، في محاولة لتقليل الخسائر.

وأشار الباكر أيضا في تصريحاته السابقة لرويترز إلى أن إيرباص وبوينغ قد ترفضان طلبات تأجيل تسلم طائرات تقدمت بها الخطوط الجوية القطرية المملوكة للدولة، مضيفا "نتفاوض مع بوينغ وإيرباص لتلبية طلبنا للتأجيل ونأمل أن يلتزم المنتجان" بذلك.

وأوضح كذلك أن عشر طائرات من طراز إيرباص إيه380 لن يحلق حتى منتصف أو أواخر 2021 على الأقل، فيما تخطط الشركة لتقليص أسطولها البالغ حاليا نحو 200 طائرة.

وهبطت أصول الشركة بنحو 5.6 بالمئة خلال العام المالي الماضي إلى 27 مليار دولار، فيما كانت في العام المالي الذي سبقه 28.7 مليار دولار.

وأمنت الخطوط القطرية في خضم جائحة كورونا عشرات الرحلات للمئات من العالقين من الرعايا الأجانب لأكثر من وجهة، وحظيت بإشادة أوروبية على المبادرة، لكن الكلفة كانت عالية جدا باعتبار أنها جازفت بنقل العدوى في ذروة تفشي الفيروس.

وفي الثاني من يونيو/حزيران الحالي اضطرت اليونان لتعليق الرحلات من وإلى قطر على خلفية مخاطر انتقال العدوى. وجاء القرار اليوناني بعد رصد  مصابين بفيروس كوفيد 19 بين ركاب رحلة آتية من الدوحة.