الخلافات تُخيم على اجتماع أوبك وحلفائها

وزير النفط الإيراني يؤكد أن اجتماع المنتجين لم يكن سهلا، مضيفا "هناك دول تعارض تمديد اتفاق خفض الإنتاج وسيكون من الصعب التوصل لاتفاق".
خلافات بين موسكو والرياض لا تقارن في خطورتها بتلك التي كانت قائمة في مارس
أوبك تستكمل المحادثات حول خفض إنتاج النفط
أسعار النفط تتعافى تدريجيا بعد انزلاقها في ابريل بسبب موجة كورونا الأولى

لندن - أنهت الدول الـ13 الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط الثلاثاء محادثاتها الرامية إلى تبني موقف مشترك بالنسبة لحصص إنتاج الخام مستقبلا، في سوق متضررة من وباء كوفيد-19، على أن يعقد الخميس اجتماع لتحالف أوبك+ الذي يضم إلى جانب اعضاء أوبك 10 منتجين من خارجها بينهم روسيا.

وجاء في بيان نشرته المنظمة على موقعها الإلكتروني أن الاجتماع عبر الفيديو الذي شاركت فيه الدول الـ13 الأعضاء والذي بدأ قرابة الساعة 13:30 بتوقيت غرينيتش "قد رفع".

ونقلت وكالة أنباء وزارة النفط الإيرانية "شانا" عن الوزير بيغن نمدار زنقنة قوله إن الاجتماع ليس "سهلا"، مضيفا "هناك دول تعارض تمديد اتفاق خفض الإنتاج. سيكون من الصعب التوصل لاتفاق".

وفي حين لا يتوقّع أن يكون الاجتماع الثاني الذي سيعقد الثلاثاء والمقرر أن تشارك فيه الدول العشر الحليفة لأوبك وبينها روسيا، سهلا، أوردت وكالة ريا نوفوستي الروسية أن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اعتبر في وقت سابق من النهار أن الخلافات الحالية لا تقارن من ناحية الخطورة بتلك التي كانت قائمة في مارس/اذار.

وبعد قمة أولى عقدت في العام 2020 في مقر المنظمة في النمسا، برزت خلافات روسية سعودية أدخلت البلدين في حرب أسعار.

وتشكّل حماية السوق التي تأثّرت بشدة من تفشي وباء كوفيد-19، الهدف المشترك للدول المنتجة، فيما لا تزال الأسعار تتعافى تدريجيا بعد انزلاقها إلى مستويات غير مسبوقة في ابريل/نيسان.

وحذر وزير الطاقة الجزائري عبدالمجيد عطار الذي يتولى الرئاسة الدورية للمنظمة في كلمة افتتاحية نقلت مباشرة على موقع أوبك من أنه لا يزال للأزمة الصحية "انعكاسات سلبية غير مسبوقة على الاقتصاد العالمي وبالتالي على أسواق الطاقة".

ولوقف تدهور أسعار النفط تلجأ أوبك إلى سلاحها الرئيسي من خلال خفض كبير في إنتاجها. ومن أجل تحقيق ذلك، التزمت المجموعة تخفيضات هائلة في إنتاج دولها من النفط لتكييفه مع الطلب الذي تراجع كثيرا وهي خطوة ساهمت في رفع الأسعار من جديد لكن كان لها تأثير كبير على إيرادات المنتجين.

وبحسب الاتفاق الساري الذي أبرم في ابريل/نيسان، تبلغ اقتطاعات الإنتاج حاليا 7.7 ملايين برميل في اليوم. ويفترض أن يخفض هذا العدد إلى 5.8 ملايين اعتبارا من يناير/كانون يناير 2021، إلا أن العديد من المراقبين يتوقعون إرجاء لخفض الاقتطاعات لثلاثة أشهر على الأقل وربما ستة أشهر وذلك لأن الموجة الثانية من كوفيد-19 لم تكن متوقعة سابقا.

وقال الخبير في مركز ريشتاد بيورنار تونغهاوغن إن "المستثمرين بغالبيتهم يعتقدون أن إرجاء زيادة إنتاج دول أوبك قضية محسومة، لكن الواقع ليس بهذا الوضوح".

واعتبر أن الواقع يظهر أن "بعض الأعضاء بعيدين كل البعد عن الرضا على هذه المقاربة". ومن بين هؤلاء الإمارات.

ويدفع الارتفاع الأخير للأسعار الذي عززه إعلان مختبرات أسترازينيكا وموديرنا وفايزر/بيونتيك عن قرب توصلها إلى لقاح فاعل ضد الوباء، بعض الدول الأعضاء إلى التفاؤل بقرب الخروج من النفق وبالتالي التقيّد بالجدول الزمني الحالي.

وينعكس الخفض الطوعي للإنتاج سلبا على أرباح الدول المنتجة على الرغم من أن الاقتطاعات الإنتاجية ساهمت في إعادة رفع الأسعار.

ولن يظهر أثر حملات التلقيح الكبرى وتأثيرها على انتعاش النشاط الاقتصادي المتعثّر من جديد وبالتالي استهلاك النفط على المستوى العالمي، إلا خلال أشهر.

وانخفضت الاثنين أسعار برنت بحر الشمال وخام غرب تكساس الوسيط، في مؤشر إلى تردد المستثمرين بعيد انتهاء الاجتماع.

تستأنف الدول الـ13 الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط الثلاثاء محادثاتها الرامية إلى تبني موقف مشترك بالنسبة لحصص الإنتاج مستقبلا، في سوق متضررة من وباء كوفيد-19.

وقال مصدر في أوبك "يُتوقع الثلاثاء مباحثات غير رسمية ولن يعقد اجتماع مع مجمل الوزراء" كما حصل الاثنين.

وكان الكارتل قرر الاثنين بعد أربع ساعات من مؤتمر عبر الفيديو تأجيل المباحثات إلى الثلاثاء، ما فسره مراقبو السوق بأنه دليل على خلاف في أوبك.

وبحلول نهاية السنة مع تفشي الموجة الثانية من حالات كوفيد-19 في دول عديدة، يبدو بالنسبة لكثيرين إنه من المبكر أن يطرح في السوق في يناير/كانون الثاني نحو مليوني برميل إضافي يوميا كما كان مقررا في أبريل/نيسان.

وقال أفتار ساندو المحلل لدى 'فيليب فيوتشرز' إنه "إذا اعتبر البعض أن السوق لا تزال ضعيفة لإغراقها بالمزيد من براميل النفط يرغب البعض الآخر في زيادة الإنتاج والاستفادة من ارتفاع الأسعار إلى أقصى درجة".

واستكمال المباحثات ضمن الكارتل الثلاثاء يترافق بتأجيل إلى الخميس للقسم الثاني من القمة المقرر أصلا في الأول من ديسمبر/كانون الأول ويضم ليس فقط أعضاء أوبك بل أيضا أعضاء أوبك بلاس بقيادة روسيا.

وقالت آن لويز هيتل من "وود ماكنزي" إن التأخير "يعكس القضايا التي يجب تسويتها".

وبقيت أسعار برنت بحر الشمال وخام غرب تكساس الوسيط، مستقرة أمام هذه التقلبات التي اعتاد عليها الكارتل، وحافظت على استقرارها مع بدء جلسة التداول في أوروبا بعد تراجع بسيط الاثنين.