الخلايا الجذعية تثير ازمة في المانيا

برلين - من اودري كوفمان
الخلايا الجذعية: البعض يراها فتحا طبيا، والبعض يرونها كارثة!

يخصص البرلمان الالماني الاربعاء جلسة لبحث السماح باستيراد خلايا جذعية مأخوذة من اجنة لاغراض البحث العلمي، في قضية شائكة تثير انقسامات لدى مختلف الاطراف.
والهدف من التصويت سد فراغ قانوني حيث ان القانون الالماني لا يتطرق الى قضية استيراد الخلايا الجنينية. كما ان القانون الالماني هو الاكثر صرامة في اوروبا في ما يتعلق بحماية الاجنة, فهو يحظر الاستنساخ سواء لاغراض انجابية او علاجية، كما يحظر التخليق الاصطناعي في الانابيب لاغراض البحث والاستفادة من الاجنة الاضافية الملقحة في الانابيب والمعدة للتدمير لعدم استخدامها.
ويواجه الباحثون الالمان عقوبة السجن حتى 5 سنوات في حال قاموا بتخليق اجنة بشرية خارج البرنامج الانجابي.
ويامل الباحثون في علاج العديد من الامراض المستعصية، وتطوير اساليب علاجية مبتكرة، بفضل الخلايا الجذعية الجنينية التي يمكن ان تنتج، من خلال زرعها في محيط نسيجي ملائم، خلايا وظيفية متخصصة من حوالي 260 نوعا، يمكن استخدامها لدى مرضى يعانون من مشكلات في الدم والاعصاب والقلب وغيرها، او من تشوهات وراثية.
وتنتج الخلايا الجنينية الجذعية حاليا في خمس دول هي الولايات المتحدة والسويد والهند واسرائيل واستراليا. ورسميا يوجد في العالم 72 مختبرا متخصصا في هذا المجال. وتمكن الباحث الاميركي جيمس تومسون من الحصول على اول مزرعة من هذه الخلايا في 1998 في وسكونسين.
ولكن جمعية الباحثين الالمان التي شددت على الانعكاسات الاخلاقية للمسالة، رفضت اعطاء الضوء الاخضر وصرف اموال عامة لهذا الغرض طالما لم يطرح الموضوع على الملأ ويناقش في المنابر العامة بصورة جدية.
ويثار الجدل في المانيا منذ شهور داخل مختلف الاحزاب، بين المؤيدين والمعارضين، وان كانت العرائض المطروحة للتصويت على النواب تعكس الانقسامات المعتادة.
وفي 5 تموز/يوليو 2001، اجل البرلمان النقاش المعمق حول الموضوع الى فترة لاحقة عبر رفضه فرض حظر مؤقت على استيراد الخلايا الجذعية الجنينية التي يتوقع ان تفتح افاقا كبيرة في مجال علاج الامراض.
وسيتم تخصيص اربع ساعات بعد ظهر الاربعاء للمناقشة يدلي بعدها كل نائب بصوته بحرية، بعد ان رفضت الكتل البرلمانية فرض موقف على اعضائها في موضوع على هذه الدرجة من الحساسية.
ويحدث ذلك رغم غضب الكنيسة التي تتساءل بشأن ما بقي لدى المعارضة المسيحية الديموقراطية من "مسيحية" لقبولها بخوض نقاش حول الحق في "قتل كائنات بشرية صغيرة لانقاذ بالغين".
ويتوقع ان تكون النتيجة متقاربة. ويدل على ذلك الانقسام في صفوف الاشتراكيين الديموقراطيين حيث يؤيد المستشار جيرهارد شرودر ووزيرة البحث ادلغارد بولمان استيراد الاجنة والابحاث عليها، في حين يعارضه الرئيس يوهانس راو، ووزيرة العدل هرتا دوبلر غملين منضمين بذلك الى 75 الف الماني عبروا عن رأيهم في عريضة.
وفي حال تمت الموافقة على الاستيراد فانه سيرفق بشروط صارمة قريبة من توصيات المجلس الوطني للمناقب الطبية.
وعليه ينبغي ان تؤخذ الخلايا المستوردة من اجنة اضافية، وان يتم الحصول على موافقة الواهبين لاستخدامها في البحث، بدون مقابل مادي، كما ينبغي ان تخضع الابحاث نفسها لمعايير محددة.
وسيلقي شرودر، الذي شجب "الموقف المتشدد" لاولئك الذين يريدون اغلاق الطريق على مجال بحثي وعلى الوظائف المرتبطة به، برأيه في البرلمان كنائب.
وغداة تصويت البرلمان، ستتخذ جمعية الباحثين الخميس قرارها بعد ان اجلت ثلاث مرات التقرير بشان مشروع استيراد الخلايا الجذعية الجنينية الذي تقدم به عالمان من جامعة بون هما اوليفر بروستل واوتمار ويستلر.
وتؤكد الجمعية ان توفير اموال عامة لهذه الابحاث سيعزز مجال البحث ويجنب المانيا هجرة الادمغة. وينبه كثيرون الى المخاطر التي تواجهها المانيا اذا ما تخلفت عن السباق نحو طب المستقبل الواعد.