الخليج بين التفاؤل والحيرة حيال موقف بايدن من سلوك إيران

الرياض تعرب عن ارتياحها لإظهار الرئيس الأميركي الجديد تفهمه للقضايا المشتركة بين البلدين، فيما يتساءل إعلاميون خليجيون بارزون ما إذا كان بايدن سيتراجع عن سياسة ترامب في الضغط على طهران.

الرياض - عبر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الخميس عن تفاؤل بلاده بعلاقات ممتازة مع الإدارة الأميركية الجديدة.

ونقل تلفزيون العربية عن الأمير بن فرحان قوله إنه متفائل بأن العلاقات ستكون "ممتازة" في ظل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وأضاف الوزير إن التعيينات التي أعلنها بايدن تظهر تفهما من الإدارة الجديدة للقضايا المشتركة بين البلدين.

ودعا في كلمته النظام الإيراني إلى تغيير أفكاره وسلوكه وتركيزه على احتياجات شعبه.

ويجدر الإشارة إلى أنه في أو تصريحات أعقبت مباشرة تنصيب بايدن، تطرقت المتحدثة الجديدة باسم البيت الأبيض جين بساكي إلى الملف النووي الإيراني، مشددة إلى أن بلادها تسعى لتعزيز القيود على إيران، مشيرة إلى أن المسألة ستدرج ضمن المشاورات المبكرة للرئيس مع حلفائه.

وبينما أبدت الرياض تفاؤلها، حظي بايدن في المقابل بترحيب بارد في الصحف الخليجية الخميس وسط تساؤلات حول استراتيجيته للتعامل مع الجارة اللدودة إيران بعد سنوات من "الضغوط القصوى" التي مارسها عليها سلفه دونالد ترامب.

وهنّأ زعماء ومسؤولون في الخليج الرئيس الديموقراطي، داعين إلى توطيد العلاقات مع حليف تاريخي ينتشر آلاف من جنوده في قواعد مهمة في المنطقة الغنية بموارد الطاقة.

وتحت عنوان "وداعا ترامب مرحبا بايدن"، تساءل الصحافي السعودي المخضرم عبدالرحمن الراشد في مقال في صحيفة "الشرق الأوسط" عما إذا كانت سياسات الرئيس الجديد ستكون امتدادا لسياسات باراك اوباما الذي اتسمت علاقته مع قادة الخليج بالفتور.

وكان بايدن نائبا لأوباما خلال ولايتيه اللتين شهدتا تقاربا مع إيران وتوقيعا على اتفاق نووي تاريخي انسحب منه ترامب.

وكتب الراشد "بالفعل، العديد من الوجوه التي أعلن عن ترشيحها عملت ضمن كوادر أوباما، لكن وجودهم لا يعني أنها ستكون سياسة طبق الأصل".

وتابع "لقد فشل أوباما خلال رئاسته في تسويق سياسته، تحديداً فرض التعامل مع إيران على الدول الخليجية العربية وإسرائيل. ثم جاء ترامب وحاصر أذرع إيران، ودمر قدراتها المالية والاقتصادية. وبالتالي، العودة إلى النقطة نفسها التي تركها أوباما أمر شبه مستحيل".

من المتوقع أن يعتمد بايدن استراتيجية أميركية تقليدية أكثر وأن يسعى إلى جر إيران إلى طاولة المفاوضات، مسدلا الستار على سياسات ترامب في الشرق الأوسط.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أشاد الأربعاء بنهاية عهد "طاغية"، معتبرا أن "الكرة في ملعب" الرئيس الجديد بشأن العقوبات والاتفاق النووي.

وتناقضت علاقات ترامب بدول الخليج مع العلاقة الفاترة التي ربطت هذه البلدان بأوباما الذي أثار بإبرامه الاتفاق مع إيران حول ملفها النووي مخاوف السعودية وجيرانها.

وفي مقال حمل عنوان "شكرا للرئيس ترامب"، كتب السيد زهره في صحيفة "أخبار الخليج" البحرينية "للأمانة والانصاف يجب أن نسجل، من وجهة نظرنا، أن ترامب يستحق شكرا وتقديرا منا فيما يتعلق بقضيتين كبيرتين على وجه التحديد".

والقضية الأولى "تتعلق بالملف الإيراني"، مشيرا إلى أن سياسات ترامب "أرست واقعا جديدا في التعامل الأميركي مع إيران سيكون من الصعب على إدارة بايدن أن تتجاوزه بالكامل".

أما القضية "الكبرى الثانية فتتعلق بمشروع الفوضى والتخريب وإسقاط النظم في الدول العربية وموقف ترامب منه".

وقبل ساعات من مغادرته البيت الأبيض منح ترامب العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى.

وسألت "عكاظ" السعودية في مقال "الديمقراطيون الجدد.. معانقة الحلفاء.. أم العودة للأعداء".