الخليج: دعم متصاعد للفلسطينيين على خلفية من التشدد السياسي

تنظم في دول الخليج حملات غير مسبوقة من حيث حجمها لجمع تبرعات لصالح الفلسطينيين على خلفية تشدد في المواقف السياسية تترجم غالبا بتظاهرات عنيفة.
وتقوم السعودية منذ اسبوع، بعد ان عصف الهجوم الاسرائيلي على الضفة الغربية بمبادرة السلام التي قدمتها في القمة العربية في بيروت، بحملة تهدف الى اقناع حليفها الاميركي بالضغط على الدولة العبرية.
ورغم التحذيرات المتكررة من قبل السلطات، تظاهر السعوديون في الايام الماضية مرتين على الاقل ضد اسرائيل والولايات المتحدة، وستنظم الخميس في المملكة حملة تبرعات لصالح الفلسطينيين.
وقد اعطى الملك فهد بن عبد العزيز وولي العهد الامير عبد الله بن عبد العزيز ووزير الدفاع سلطان بن عبد العزيز اشارة الانطلاق لهذه الحملة من خلال تبرعهم بمبلغ 4.8 ملايين دولار.
وحولت السعودية الثلاثاء 15.4 ملايين دولار لحساب الصندوق المخصص لدعم ميزانية السلطة الوطنية الفلسطينية تحت اشراف الامانة العامة لجامعة الدول العربية تطبيقا لقرار القمة العربية الاخيرة في بيروت، في حين قرر اعضاء مجلس الشورى دفع نصف رواتبهم لشهر نيسان الى الشعب الفلسطيني.
وفي حديث هاتفي اجراه الاثنين مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول الذي كان يزور المغرب، وجه الامير عبد الله تحذيرا صارما الى الولايات المتحدة بسبب سياستها في الشرق الاوسط، واتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بانه يسير بالتحالف المناهض للارهاب الذي شكلته واشنطن، الى التداعي من خلال مواصلة هجومه على الاراضي الفلسطينية.
وفي دبي حيث دعا ولي عهد الامارات ووزير الدفاع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الى استخدام القوة ضد اسرائيل، تم جمع مبلغ 36 مليون دولار في الحملة التي بدأت الاسبوع الماضي تحت شعار "كلنا فلسطين".
وقد اعطى الشيخ محمد بن راشد المثال بنفسه من خلال تبرعه بمبلغ 5.4 ملايين دولار في بداية الحملة التي بلغت ذروتها مساء الثلاثاء في برنامج تلفزيوني لجمع التبرعات اعلن خلاله حاكم الامارة الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم تبرعه بثلاثين مليون درهم (8.2 مليون دولار).
من جهته، قدم رئيس اركان الجيش الاماراتي الفريق اول محمد بن زايد آل نهيان ستة ملايين درهم (1.6 مليون دولار) في الحملة التي تبرع خلالها رجال اعمال ينتمون الى الاسر الاماراتية المهمة بملايين الدراهم.
وعلى غرار ما يحدث في معظم دول الخليج، تشهد الامارات تظاهرات دعم للفلسطينيين شبه يومية منذ بدء الهجوم الاسرائيلي.
وفي البحرين حيث اتخذت التظاهرات منحى عنيفا، ستنظم غرفة التجارة والصناعة حملة لجمع التبرعات اعتبارا من يوم الجمعة القادم.
ونظم موظفو شركة طيران الخليج ظهر الثلاثاء اعتصاما قصيرا في مبنى الشركة الرئيسي قرب مطار البحرين في جزيرة المحرق تعبيرا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وتنديدهم بالاجتياح الاسرائيلي للمدن الفلسطينية، وطالبوا الدول العربية باغلاق الاجواء الملاحية في وجه شركات الطيران الاميركية وبمقاطعة رسمية وشعبية للسلع والبضائع الاميركية.
وذكر شهود عيان ان وحدات من الشرطة البحرينية اطلقت الاربعاء قنابل مسيلة للدموع لتفريق تظاهرة لطلاب في المدارس الثانوية كانوا يريدون التوجه الى السفارة الاميركية في المنامة.
واشار الشهود الى ان عددا من المتظاهرين نقلوا الى المستشفيات اثر تنشقهم الغاز المسيل للدموع، لكنهم لم يتحدثوا عن اعتقالات.
وشارك نحو الفي طالب قدموا من خمس مدارس في هذه التظاهرة التي نظمت تضامنا مع الفلسطينيين، لكنهم منعوا من الاقتراب من السفارة التي تعرضت الجمعة الماضي لهجوم بالزجاجات الحارقة من قبل متظاهرين غاضبين.
وتشهد البحرين منذ بدء الاجتياح الاسرائيلي للمدن الفلسطينية، تظاهرات شبه يومية كانت اعنفها الجمعة الماضي عندما رشق متظاهرون السفارة الاميركية بالحجارة والزجاجات الحارقة واشعلوا النيران في خمس سيارات تابعة للسفارة قبل ان تتدخل قوات الامن لتفريقهم.
وتوفي مواطن بحريني يوم الاحد متأثرا بجروحه التي اصيب بها في تلك المواجهات التي اوقعت ايضا 100 جريح على الاقل جراء تعرضهم لقنابل الغاز المسيلة للدموع والرصاص المطاطي.
وذكر شهود عيان ان وحدات من الشرطة البحرينية اطلقت الاربعاء قنابل مسيلة للدموع لتفريق تظاهرة لطلاب في المدارس الثانوية كانوا يريدون التوجه الى السفارة الاميركية في المنامة.
واشار الشهود الى ان عددا من المتظاهرين الذين قارب عددهم الالفي طالب قدموا من خمس مدارس، نقلوا الى المستشفيات اثر تنشقهم الغاز المسيل للدموع، لكنهم لم يتحدثوا عن اعتقالات.
وتشهد الكويت التي لا تزال علاقاتها فاترة مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، تظاهرات تأييد للفلسطينيين وكذلك عمان.