الخناق يضيق على مادورو مع انشقاق عشرات العسكريين

تصاعد التنديد الدولي بالرئيس الفنزويلي بعد نشره قوات لمنع دخول قوافل المساعدات الخارجية إلى البلاد.

البرازيل وكولومبيا تشددان الضغوط على مادورو
واشنطن تدرس خيارات متعددة لتضييق الخناق على نيكولاس مادورو
البرازيل تدعو الحلفاء للمساعدة في 'تحرير' فنزويلا
نائب الرئيس الأميركي يعتزم المشاركة في اجتماع مجموعة ليما التي تعارض مادورو

كوكوتا (كولومبيا) - انشقّ أكثر من 100 عسكري وشرطي فنزويلي وعبروا الحدود إلى كولومبيا، بحسب ما ذكرت سلطات الهجرة في بوغوتا الأحد فيما يتزايد التوتر بين البلدين الجارين بسبب المساعدات الإنسانية.

ويشكل هذا التطور فصلا جديدا من فصول الأزمة في فنزويلا منذ إعلان زعيم المعارضة ورئيس البرلمان خوان غوايدو نفسه رئيسا بالوكالة.

ويأتي هذا الانشقاق بعد أن دعا غوايدو الجيش إلى التخلّي عن مادورو ومساعدته على إدخال المساعدات لتخفيف النقص في الأغذية والأدوية.

وأعلنت سلطات الهجرة في بوغوتا أنها استقبلت حتى الآن "أكثر بقليل من مئة عنصر في القوات المسلّحة الفنزويلية غادروا بلادهم هربا من دكتاتورية (الرئيس الفنزويلي نيكولاس) مادورو".

ولم توضح السلطات رتب العسكريين المنشقّين، مشيرة إلى أنّ غالبيتهم عبروا إلى إقليم نورتي دي سانتاندر الكولومبي المحاذي لولاية تاتشيرا الفنزويلية.

وكان رئيس مجلس النواب الفنزويلي خوان غوايدو الذي نصّب نفسه "رئيسا بالوكالة" واعترفت به نحو خمسين دولة وعد بمنح عفو لعناصر قوات الأمن الذين ينشقّون عن حكومة مادورو.

وسجّلت أولى الانشقاقات صباح السبت قبيل إعلان غوايدو من كوكوتا عاصمة إقليم نورتي دي سانتاندر انطلاق قافلة المساعدات الإنسانية إلى فنزويلا.

البرازيل ظلّت عندما كان يحكمها حزب العمال اليساري حليفا لفنزويلا لسنوات لكنها تحولت بشدة ضد مادورو هذا العام عندما تولى الرئيس اليميني جاير بولسونارو الرئاسة

وتزايد التنديد الدولي بالرئيس الفنزويلي بعد أن نشر قوات لمنع دخول قوافل المساعدات الخارجية إلى البلاد. ووصفت البرازيل ذلك بأنه عمل إجرامي وحثت الحلفاء على الانضمام إلى "جهود تحرير" الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية.

واستخدمت القوات الموالية لمادورو العنف لصد قوافل المساعدات التي كانت تسعى لدخول فنزويلا يوم السبت مما أدى إلى إصابة العشرات في اشتباكات مع قوات الأمن كما توفي اثنان على الأقل من المحتجين قرب الحدود البرازيلية.

وحث غوايدو، الذي اعترفت به معظم الدول الغربية رئيسا شرعيا لفنزويلا، القوى الأجنبية على بحث "كل الخيارات" للإطاحة بمادورو قبل اجتماع لحكومات المنطقة في بوغوتا يوم الاثنين.

وقالت وزارة الخارجية البرازيلية في بيان مكتوب "استخدام القوة ضد الشعب الفنزويلي الذي يتوق لتسلم المساعدات الإنسانية الدولية هو عمل إجرامي ارتكبه نظام مادورو".

وأضاف البيان "البرازيل تدعو المجتمع الدولي خاصة الدول التي لم تعترف بعد بخوان غوايدو رئيسا مؤقتا، للانضمام إلى جهود تحرير فنزويلا".

وظلت البرازيل عندما كان يحكمها حزب العمال اليساري حليفا لفنزويلا لسنوات لكنها تحولت بشدة ضد مادورو هذا العام عندما تولى الرئيس اليميني جاير بولسونارو الرئاسة هناك. وتتمتع البرازيل بثقل دبلوماسي كبير في أميركا اللاتينية وتملك أكبر اقتصاد في المنطقة.

ومن المقرر أن يشارك مايك بنس نائب الرئيس الأميركي في اجتماع لمجموعة ليما المؤلفة من دول أميركا اللاتينية والتي تعارض مادورو منذ أشهر، لبحث سبل جديدة للضغط على مادورو.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لمحطة سي.إن.إن "من المحتمل فرض المزيد من العقوبات. أعتقد أنه بإمكاننا تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية. الشعب الفنزويلي سيحاسب في نهاية المطاف أولئك الذين أضروا كثيرا بالحقوق الأساسية".

وتدعم الصين وروسيا اللتان لهما استثمارات كبيرة في قطاع الطاقة في فنزويلا، حكومة مادورو وانتقدتا العقوبات الأميركية.

في الوقت نفسه ندد الرئيس الكولومبي إيفان دوكي في تغريدة على تويتر بما وصفه "بالهمجية والعنف". وقال إن القمة التي ستعقد يوم الاثنين ستناقش "كيفية تشديد الحصار الدبلوماسي على الدكتاتورية في فنزويلا".

ولم ترد وزارة الإعلام في فنزويلا على الفور على تغريدة دوكي، فيما ندد مادورو بزعيم المعارضة غوايدو ووصفه بأنه دمية في يد الولايات المتحدة يسعى للتحريض على انقلاب ضده.

وحاولت شاحنات محملة بمواد غذائية أميركية وأدوية على الحدود الكولومبية تخطي صفوف من القوات يوم السبت لكنها قوبلت بالطلقات المطاطية والغاز المسيل للدموع. واندلعت النيران في شاحنتين.

من جهته قال السناتور الأميركي ماركو روبيو وهو من الأصوات المؤثرة بشأن السياسة الأميركية تجاه فنزويلا، إن العنف الذي وقع يوم السبت "فتح الباب أمام إجراءات محتملة متعددة الأطراف لم تكن مطروحة على الطاولة قبل 24 ساعة فقط".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال في السابق إن التدخل العسكري في فنزويلا يعد "خيارا" لكن غوايدو لم يشر إلى ذلك يوم السبت.

وخلال زيارة لجسر حدودي لتفقد الأضرار، قال الرئيس الكولومبي للصحفيين إن الحدود ستظل مغلقة ليومين لإصلاح البنية التحتية وإن المساعدات ستظل في المخازن.