الدراما السورية تحضر بقوة على الشاشة الرمضانية

أكثر من ثلاثين مسلسلا سوريا ينافس في موسم 2019، على الرغم من تضرر قطاع التصوير التلفزيوني، جراء الحرب الدائرة منذ 2011.
صناعة المسلسلات التلفزيونية السورية تنتعش تدريجيا
المشاهدون السوريون ينحازون للدراما التي تحاكي أوجاعهم

دمشق - على الرغم من تضرر قطاع التصوير التلفزيوني والسينمائي، مثل بقية قطاعات الاقتصاد السوري، جراء الحرب التي أودت بحياة نحو نصف مليون شخص وأجبرت الملايين على النزوح إلا أن الدراما السورية تحضر بقوة في موسم رمضان المقبل.
تسجل الدراما السورية حضورا بـ21 مسلسلا يروي قصصا سورية ومن تأليف وإخراج وتمثيل نجوم سوريين، وستة مسلسلات يمثل فيها سوريون مع ممثلين عرب، وتقدم باسلوب سوري من حيث الحكاية أو الاخراج.
ويتضمن موسم رمضان 2019 أيضا اربعة مسلسلات مؤجلة من الموسمين السابقين هي: "لو جارت الأيام" و"ترجمان الأشواق" و"هوا أصفر" و"الحب جنون".
وعادة ما اعتبرت سوريا إلى جانب مصر، الأشهر بين الدول العربية من ناحية الإنتاج الفني وخصوصا المسلسلات التي تعرض في رمضان.
وبدأت صناعة المسلسلات التلفزيونية السورية في الانتعاش التدريجي، وبدأت الاستديوهات السورية في العودة للعمل بعد انتهاء القتال حول دمشق العام الماضي بعد سلسلة هجمات كبرى شنتها الحكومة.
ومنذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011 لم تلق الأفلام والمسلسلات السورية الإنتاج إقبالا يُذكر على الشراء من دول الخليج وغيرها من الدول العربية إذ يفضل عدد كبير من الفضائيات العربية المواضيع الترفيهية الأقل تصديرا للهموم.

ووضعت الحرب عوائق كبيرة أمام انتاج الدراما السورية، فباتت مواقع التصوير داخل البلاد محدودة بل اختار مخرجون التصوير في الخارج.
وانتقل الممثلون والمخرجون للخارج وخيّم الصمت على استديوهات التصوير.
وخلال الحرب غادر العديد من الممثلين السوريين المشهورين البلاد للعمل في دول عربية أخرى. ومنهم قيس الشيخ نجيب (41 عاما) الذي بدأ التصوير في سوريا للمرة الأولى منذ ثماني سنوات ويقوم بدور مصور في مسلسل جديد باسم (مسافة أمان) سيعرض في رمضان، ويتناول تأثير الحرب على حياة الناس في سوريا.
فمنذ بدء الأحداث في البلاد قبل ثماني سنوات، تمحورت العديد من الأعمال الدرامية السورية حول الحرب، وأنتجت الكثير من المسلسلات التي تعرضت لتأثيرات الحرب على المجتمع وعلى التركيبة السكانية وعالجت الكثير من المواضيع الخاصة بالأزمة وأغلبها جاء بعيدا عن السياسة.
ويفضل المشاهدون السوريون هذه النوعية من المسلسلات، ففي استفتاءات سابقة لإذاعات ومواقع سورية أكد غالبية السوريين أنهم ينحازون للأعمال الدرامية التي تحاكي آلامهم وعذاباتهم التي صاغتها الصراعات، وأنهم يفضلون العمل الفني الجاد والمسؤول تجاه قضايا البلد والمعبر بعمق عن الوجع السوري.