الدعم السريع تتفق مع الأمم المتحدة على تسهيل دخول المساعدات

الولايات المتحدة ستقدم 203 ملايين دولار إضافية لمساعدة ملايين المدنيين المتضررين من الحرب في السودان.

الخرطوم - قال عضو في وفد التفاوض التابع لقوات الدعم السريع السودانية اليوم الخميس إن القوات اتفقت مع الأمم المتحدة على بعض الخطوات لتسهيل المساعدات في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وأضاف أن الجيش السوداني "لم يشارك معنا في أي تفاهمات" بشأن تسليم المساعدات ومن غير الواضح ما إذا كان من الممكن تنفيذ هذه الخطوات دون مشاركته.

وأبدى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" طيلة الآونة الأخيرة استعداده للانخراط في أي مبادرات تهدف إلى تسهيل وصول المساعدات الإغاثية إلى المناطق المتضررة من النزاع، فيما أشارت تقارير إلى أن قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان يتحمل مسؤولية عرقلة مرور الشحنات باحتجازها في ميناء بورتسودان الخاضع لسيطرته.

ويرى مراقبون أن هذا المنع يندرج في إطار سياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها البرهان، في وقت تتعمق فيه هزائمه وفقدانه السيطرة على العديد من الأقاليم والمناطق الحيوية، بينما حققت قوات الدعم السريع مكاسب ميدانية هامة.

وفي سياق متصل قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد اليوم الخميس إن الولايات المتحدة ستقدم 203 ملايين دولار إضافية لمساعدة ملايين المدنيين المتضررين من الحرب في السودان ودعت الدول الأخرى إلى زيادة مساعداتها.

وتهدف الأموال، التي أُعلن عنها في بيان لرويترز اليوم الخميس إلى مساعدة المدنيين في السودان وكذلك من فروا إلى الدول المجاورة منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وقال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الشهر الماضي إن هناك خطرا واقعيا في الوقت الحالي لحدوث مجاعة في 14 منطقة في أنحاء السودان إذا تصاعدت الحرب. ووصف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أزمة الجوع الآخذة في التفاقم بصورة حادة بأنها الأسوأ عالميا.

وقال مسؤول أمبريكي إن الأموال الإضافية ترفع إجمالي تمويل بلاده للمدنيين في السودان وتشاد ومصر وجنوب السودان إلى 707 ملايين دولار منذ أكتوبر/تشرين الأول. والولايات المتحدة هي أكبر مانح فردي لعمليات الاستجابة بالمساعدات الإنسانية.

وقالت توماس غرينفيلد "يواجه شعب السودان أسوأ أزمة إنسانية في العالم. يتعين بذل ما هو أكثر بكثير لمساعدتهم. نأمل أن تمثل هذه الجولة الجديدة من المساعدات للآخرين دعوة إلى التحرك".

وتقول الأمم المتحدة إن قرابة 25 مليون شخص، أي نصف عدد سكان السودان، بحاجة إلى مساعدات وإن المجاعة تلوح في الأفق وإن 10 ملايين شخص فروا من منازلهم، منهم ما يزيد على 2.2 مليون شخص لجأوا إلى دول أخرى.

وقالت غرينفيلد "أجل، الشعب السوداني بحاجة إلى تمويل إنساني أكبر بكثير، لكن الطرفين على الأرض لا بد أن يسهلا أيضا الوصول إلى المساعدات الإنسانية"، مضيفة أن الولايات المتحدة مستعدة للضغط من أجل اتخاذ مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة مزيدا من التحركات "لضمان إمكان وصول المساعدات إلى من هم في أمَس الحاجة إليها إذا تطلب الأمر".

وكان المجلس المكون من 15 دولة عضوا قد اعتمد في مارس/آذار قرارا يدعو إلى وقف فوري للأعمال القتالية وتذليل العقبات أمام المساعدات وحماية المدنيين. ثم ركز قرار ثان في يونيو/حزيران على المطالبة بوقف حصار مدينة يقطنها 1.8 مليون نسمة في ولاية شمال دارفور السودانية.