'الدعم السريع' تتهم قوات البرهان وميليشيات الفلول بارتكاب جرائم حرب

برنامج الأغذية العالمي يحذر من الوضع الكارثي في السودان، لافا إلى أن نحو 18 مليون شخص يواجهون الجوع الحاد.
الجيش السوداني يكشف عن نواياه التخريبية بقصف أكبر مصفاة نفط

الخرطوم - احتدم القتال اليوم السبت بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور غربي السوداني، وفق ما أكده مسؤول أممي، فيما تعدّ معركة الفاشر مصيرية، وسط أنباء عن اقتراب الدعم السريع من حسم المواجهة لصالحها ما يمهّد الطريق لسيطرتها على كامل الإقليم، بينما قصفت القوات المسلحة السودانية مصفاة الجيلي، في جريمة جديدة تعكس نواياها التخريبية.

وأفادت قوات الدعم السريع في منشور نشرته اليوم السبت على منصة "إكس"، تويتر سابقا، بأن "عمليات القصف المتعمد والمتكرر على مصفاة الجيلي وغيرها من الأعمال الوحشية والبربرية التي ظلت ترتكبها ميليشيا البرهان منذ إشعالها للحرب في الخامس عشر من أبريل/نيسان الماضي تشكل جرائم حرب مكتملة الأركان، إلى جانب كونها تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني والمعاهدات الدولية الأخرى بما  فيها ميثاق الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية والإقليمية".

وأدانت "هذه الجرائم والأفعال التي ترتكب ضد الشعب السوداني"، قائلة "لا يعني هذا إننا سنقف مكتوفي الأيدي وإنما سيكون ردنا قاسياً على الفلول الإرهابيين وأعوانهم بما يكافئ أفعالهم بحق شعبنا".

ودعت "منظمات المجتمع المدني المحلية والإقليمية والعربية والدولية إلى تحمل مسؤولياتها، وإدانة واستنكار هذه الجريمة، وكافة جرائم الحرب التي ظلت تشكل السمة الأبرز لميليشيات البرهان وكتائب المؤتمر الوطني الإرهابي".

وتعكس الهجمات التي تشنها قوات البرهان على مصفاة الجيلي نواياها التخريبية بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع خلال الآونة الأخير على أكبر مصفاة لتكرير البترول في السودان، ما أدى إلى حرمان قائد الجيش السوداني من أهم شريان مالي. 

ورفض قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان كافة المبادرات الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب وآخرها انسحابه من الهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد" بشكل كامل، بينما كان سببا رئيسيا في نسف مفاوضات جدة، ملوّحا بالتصعيد ومواصلة الحرب رغم نكساته المتتالية على الميدان وهزائمه السياسية.

ويحمّل مراقبون قائد الجيش السوداني مسؤولية إطالة أمد الصراع إذ كان حجر عثرة أمام جميع الوساطات، في وقت يبدي فيه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو 'حميدتي' استعدادا غير مشروط للتجاوب مع كافة المبادرات الهادفة إلى إنهاء الحرب وتسوية عادلة وشاملة للأزمة لاقتناعه بضرورة إنهاء معاناة السودانيين.

وقال نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية للسودان توبي هارورد على حسابه في منصة (إكس) اليوم السبت "اندلع قتال عنيف في الفاشر خلال اليومين الماضيين ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من المدنيين، وإلحاق أضرار بالبنية التحتية ونزوح واسع النطاق" وأضاف أن "تصعيد النزاع سيكون كارثياً بالنسبة لمئات آلاف النازحين الذين لجؤوا إلى المدينة".
وذكر هارورد أن مكتب الأمم المتحدة بالسودان يتلقى تقارير عن تجنيد واسع النطاق للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عامًا في صفوف الأطراف المتحاربة والجماعات المسلحة الأخرى في المدينة.

ولفت إلى أن "تجنيد الأطفال واستخدامهم من القوات المسلحة يُعد انتهاكًا خطيرًا لحقوق الطفل والقانون الإنساني الدولي".
وتعتبر الفاشر آخر عاصمة ولاية في إقليم دارفور مازالت تخضع لسيطرة قوات البرهان، بعد سقوط كل من مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور والجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور والضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور، وزالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور في يد قوات الدعم السريع.
وفي حال سقطت الفاشر في يد قوات الدعم السريع يكون حميدتي قد بسط نفوذه وسيطرته على كامل إقليم دارفور، ما يجعل معركة الفاشر مصيرية للطرفين.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي حربا خلّفت أكثر من 13 ألف قتيل وما يزيد على 7 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

وحذر برنامج الأغذية العالمي اليوم السبت من الوضع الكارثي في السودان، حيث يواجه نحو 18 مليون شخص الجوع الحاد.

وقال في تدوينة نشرها على حسابه عبر منصة "إكس" إن "عددد الجياع ارتفع إلى ما يزيد عن الضعف مقارنة بالعام الماضي، ويعاني 5 ملايين شخص من مستويات طارئة من الجوع الحاد، بسبب الصراع".