الدعم السريع تحقق نصرا استراتيجيا في سنار

الهجوم على سنجة يتزامن مع زيارة قائد الجيش عبدالفتاح البرهان إلى مواقعه الدفاعية في مدينة سنار.

بورتسودان (السودان) - أعلنت قوات الدعم السريع السيطرة على قيادة الفرقة 17 مشاة بسنجة بولاية سنار في جنوب شرق البلاد، حيث تتمركز رئاسة الجيش، في اختراق يعني أنها ستشدد الخناق على بورتسودان الواقعة على البحر الأحمر.

ونشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو تقول فيه إنها سيطرت على قيادة الجيش بالمدينة، التي تعتبر مركزا اقتصاديا مهما بالبلاد وتحيط بها عدد من المشاريع الزراعية الرئيسية.

ونشرت صورًا ومقاطع فيديو أظهرت أعدادًا كبيرة من جنودها وهم داخل قيادة الجيش، كما نشرت صورًا لقائد قطاع سنار المقدم عبد الرحمن البيشي برفقة قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل وهم داخل مكتب والي سنار. ولم يعلق المتحدث باسم الجيش على هذه التطورات.

وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت السبت، بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة سنجة الاستراتيجية، الرابطة بين ولايتي سنار والنيل الأزرق الحدودية، في خضم الحرب التي يشهدها السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023.
وتوغلت القوات من مواقع تمركزها في جبل موية نحو سنجة، حيث خاضت معارك عنيفة ضد الجيش حتى تمكنت من الوصول إلى رئاسة الفرقة 17 مشاة والسيطرة عليها.

وقال سكان لوكالة فرانس برس أن "قوات الدعم السريع انتشرت في شوارع سنجة"، فيما أفاد شهود عيان بأن طائرات تابعة للجيش تحلق في سماء المدينة إضافة إلى سماع إطلاق نيران مضادات أرضية.

وتزامن الهجوم على سنجة مع زيارة رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش إلى مواقع الجيش الدفاعية في مدينة سنار، التي سبق وأن هاجمها الدعم السريع في 25 يونيو/حزيران الجاري قبل أن يتمكن الجيش من صد الهجوم.

وجاءت زيارة البرهان عقب معارك ضارية شهدتها تخوم مدينة سنار الأسبوع الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع التي لازال جزء منها يتمركز في منطقة “جبل موية” القريبة من المدينة.
وتقع منطقة جبل موية في سلسلة جبلية تمتد في حدود ولاية سنار التي تشكل نقطة تلاقي لثلاث طرق قومية صوب النيل الأبيض غربا والنيل الأزرق جنوبا وولاية الجزيرة شمالا. وتحيط المنطقة بمقر خزان سنار، الذي تتفرع منه المجاري المائية الرئيسية التي تسهم في التحكم في ري مشروع الجزيرة.

ومنذ أكثر من 4 أشهر، سعى الطرفان إلى تحقيق نصر في المنطقة الحيوية التي تضم مشاريع زراعية وإنتاجية شاسعة المساحة، ويقول مراقبون إن السيطرة عليها تضيق الخناق على عدد من المدن والفرق العسكرية الرئيسية في سنار وولاية النيل الأزرق المتاخمة، كما تعني التحكم في المثلث الذي يضم مدن الدويم وكوستي والمناقل.

ويشهد السودان منذ 15 نيسان/ابريل العام الماضي حربا دامية بين القوات المسلحة النظامية بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أعقبتها أزمة إنسانية عميقة.

وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد ومنطقة غرب دارفور الشاسعة إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب. وتؤوي ولاية سنار أكثر من مليون نازح سوداني، وهي تربط وسط السودان بجنوب شرقه الذي يسيطر عليه الجيش.

وأظهرت منشورات على وسائل التواصل آلاف الأشخاص وهم يفرون بالسيارات وسيرا على الأقدام، بينما قال شهود لوكالة فرانس برس إن "آلاف الأشخاص لجأوا إلى الضفة الشرقية لنهر النيل الأزرق" شرق سنجة.

وتحاصر قوات الدعم السريع أيضا مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. ونقلت الأمم المتحدة عن تقرير الخميس أن قرابة 26 مليون شخص في السودان يواجهون مستويات عالية من "انعدام الأمن الغذائي الحاد".