الدعم السريع ترفض مبادرة تسوق للسلم وتستبطن تأييد الانقلاب

عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع يوضح سبب رفض قيادة الدعم لمبادرة مالك عقار باعتبارها أنها تتناقض في مضامينها مع دعوتها للالتفاف حول الجيش.

الخرطوم - أعلنت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ'حميدتي' رفضها للمبادرة التي كشف عنها مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي باعتبارها خارطة طريق لإنهاء الحرب ستعرضها الحكومة السودانية على القوى السياسية، مشيرة إلى وجود تناقضات في المبادرة التي تتحدث عن إنهاء الحرب وفي الوقت ذاته تدعو للالتفاف حول الجيش.

وقال عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع أحمد عابدين، إن قوات الدعم لا تعترف بشرعية المنصب السياسي الذي تقلده مالك عقار بتعيين من رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان وهو المنصب الذي كان يتقلده الفريق محمد حمدان دقلو قبل قرار البرهان بعزله.

كما نفى وجود حكومة سودانية وأن مبادرة إنهاء الحرب تتناقض مع دعوتها للالتفاف حول الجيش الذي يواصل قصف مراكز قوات الدعم والأحياء السكنية بالمدفعية وسلاح الجو.

وقال مجلس السيادة السوداني الذي يقوده البرهان، إنه سيبحث مع القوى المدنية خريطة الطريق لإنهاء الحرب، التي أعلن مالك عقار خطوطها العريضة مشيرا إلى أن هدفها الفصل أولا بين قوات الدعم السريع وقوات الجيش المتحاربين والعمل على تأسيس الدولة السودانية ودعم الملف الإنساني.

وتتمسك قوات الدعم السريع بعودة الجيش للثكنات وتسليم السلطة لحكومة مدنية، متهمة موالين للنظام السابق وعسكريين مدعومين من جماعة الإخوان بالسيطرة على الجيش.

كما أوضحت مرارا أن فلول النظام السابق وحزب المؤتمر الوطني (الاسلامي) الذي كان يتزعمه الرئيس المعول عمر البشير، يعملان على تأجيج الحرب وإذكاء العصبية القبلية والعرقية.

وكان نائب رئيس مجلس السيادة السوداني قد قال الاثنين، إن تعدد المبادرات الخارجية لإنهاء الأزمة "لم يأخذ السودان إلى مربع إنهاء الحرب"، مضيفا في لقاء مع قيادات من الكنائس السودانية، أنه "تم الاتفاق على السعي لتحويل الحرب لأن تكون سببا بتوحيد الوجدان السوداني وتأسيس دولة جديدة يفخر بها السودانيون".

وخلال أول اجتماع للآلية الوزارية المنبثقة عن "قمة القاهرة لدول جوار السودان" انعقد الاثنين في تشاد، دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري طرفي النزاع في السودان إلى "وقف إطلاق نار فوري"، مشيرا إلى وجود "ضبابية تامة في مسار العملية السياسية بالبلاد". وفي 13 يوليو/تموز، استضافت القاهرة قمة دول جوار السودان لبحث تداعيات الأزمة السودانية.

وفي 15 يونيو/حزيران أعلنت الخارجية السودانية رفضها رئاسة كينيا للجنة المنظمة الحكومية الدولية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) المعنية بإنهاء القتال ومعالجة الأزمة في السودان.

كما ترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو/أيار محادثات بين الجيش و"الدعم السريع"، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين وإعلان أكثر من هدنة وقع خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين المتصارعين، ما دفع الرياض وواشنطن لتعليق المفاوضات.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان يخوض الجيش وقوات الدعم السريع اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.

ويتبادل الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.

وتجددت الاشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في أحياء أم درمان القديمة، فيما يحتدم القتال بين الجيش والدعم السريع منذ الصباح في حي أبوروف، ووسط المدينة.

وتجددت عمليات القصف المدفعي بشكل مكثف من قبل الجيش شمالي أم درمان تجاه مواقع مختلفة لقوات الدعم السريع، تزامنا مع نزوح جماعي للأهالي من المدينة.

كما قصف الجيش بواسطة الطيران الحربي والمدفعية، بشكل مكثف صباح الثلاثاء مناطق تمركز قوات الدعم السريع في أحياء أركويت والرياض والفردوس والمعمورة شرق الخرطوم. وكثف قصفه لمحيط المدينة الرياضية وأرض المعسكرات جنوب العاصمة الخرطوم.