الدعم السريع تستجيب لوساطة سعودية أميركية لتمديد الهدنة
الخرطوم - استجابت قوات الدعم السريع لوساطة سعودية اميركية بهدف تمديد أجل الهدنة لـ 72 ساعة إضافية من أجل فتح الممرات الإنسانية وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين وتمكينهم من قضاء احتياجاتهم والوصول إلى مناطق آمنة فيما لا تزال عناصر الجيش المدعومة بفلول النظام السابق تواصل خرق كل مبادرات الهدنة.
وقالت القوات التي ابدت مرونة بهدف وقف العنف والتخفيف من معاناة السكان في بيان نشرته في صفحتها الرسمية على الفايسبوك فجر الجمعة "نؤكد قبولنا طلب وقف إطلاق النار والالتزام به. ونعلن ترحيبنا بالمبادرات المحلية والاقليمية والدولية، ونشكر الاتحاد الافريقي، ومنظمة الايغاد، ودولة الامارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، ودولة إثيوبيا، ودولة جنوب السودان، وكل الدول الشقيقة والصديقة الساعية لإيجاد حل للأوضاع الراهنة في بلادنا."
واضافت "نجدد التزامنا الصارم بالهدنة الإنسانية المعلنة، ونطالب القوات الانقلابية وكتائب الظل والفلول التي ظلت تهاجم مواقعنا ومعسكراتنا في إخلال واضح للهدن المعلنة، أن تعي مصلحة شعبنا الكريم وتلتزم بالهدنة ".
كما حذرت القوات من استمرار تنازع القرار داخل الجيش قائلة " ظلت قوات الدعم السريع تتصدى للهجوم المتكرر في ساعات سريان الهدن وهو ما يؤكد بجلاء شيمة الغدر المتلازمة للانقلابيين، وتنازع اتخاذ القرار داخل قيادة القوات الانقلابية.
والخميس استمر الجيش السوداني في خرق الهدنة رغم اعلانه بدوره تمديدها لنحو 72 ساعة، بينما حذرت المخابرات الأميركية من أن كلا من طرفي الصراع يحاول فرض سيطرته قبل مفاوضات محتملة.
وحذرت الأمم المتحدة من التداعيات المدمرة للعنف على الأطفال.
وعلى الرغم من الإعلان المتكرر عن وقف إطلاق النار، فإن الجانبين على ما يبدو يتصارعان على السيطرة على الأراضي في العاصمة الخرطوم قبل محادثات محتملة، على الرغم من أن زعيمي طرفي الصراع لم يبديا استعدادا معلنا يذكر للدخول في محادثات بعد مرور أكثر من أسبوعين على اندلاع القتال.
وسعى الجيش السوداني لخرق الهدنة وحاول شن هجوم على قوات الدعم السريع لاجبارها على الانسحاب من مواقعها القريبة من وسط الخرطوم في معارك كثيفة.
وقالت مديرة المخابرات الوطنية الأميركية أفريل هاينز الخميس في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ بواشنطن "كلا الجانبين يعتقد أنه قادر على الانتصار عسكريا وأنه ليس لديه حوافز تذكر للجلوس إلى طاولة المفاوضات".
ومع استمرار القتال على الرغم من موافقة الجانبين على وقف إطلاق النار بضع مرات، قال البيت الأبيض الخميس إنه قد يعاقب المسؤولين عن زعزعة استقرار السودان.
وأودى انزلاق السودان فجأة في هاوية الحرب بحياة المئات، وتسبب في كارثة إنسانية، وفي نزوح جماعي للاجئين إلى الدول المجاورة، وقد يستجلب تدخل قوى خارجية مما يزيد زعزعة الاستقرار في منطقة مضطربة أصلا.
وقالت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان "الوضع في السودان يتجه نحو كارثة، ويعلق الأطفال على نحو متزايد وسط تبادل إطلاق النار".
وأضافت "يتعين وقف العنف من أجل أطفال السودان".
وقالت يونيسف إن الهجمات حدت من قدرتها على تقديم المساعدة للأطفال في جميع أنحاء البلاد، مضيفة أنها تلقت تقارير عن مقتل 190 طفلا وإصابة 1700 في السودان منذ اندلاع القتال في 15 أبريل/نيسان.
وأعلن السودان يوم الثلاثاء أن 550 لقوا مصرعهم وأصيب 4926 منذ بدء القتال.
ودعت يونيسف الطرفين المتصارعين إلى ضمان عدم وقوع الأطفال على خط النار، بما في ذلك من خلال وقف الهجمات على المراكز الصحية والمدارس ومحطات المياه.
نهب المساعدات الغذائية

ووجه الصراع ضربة قاصمة لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم وعطل طرق التجارة الداخلية وهدد الواردات وأثار أزمة سيولة.
وفي أنحاء العاصمة تعرضت المصانع والبنوك والمتاجر للنهب أو التخريب، وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وأفاد السكان بارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية.
قال صدام صديق بشاشة، الذي يدير شركة للطاقة الشمسية والمولدات في الخرطوم، إن العديد من الأسواق الكبيرة دُمرت. وأضاف "هذه الأسواق المحترقة كانت تدعم العمال الفقراء والمزارعين. فقد الآلاف منهم وظائفهم، الأمر الذي سيجعل الظروف صعبة للغاية".
واندلع القتال نتيجة صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع اللذين تقاسما السلطة بعد انقلاب في عام 2021 عرقل جهود الانتقال لنظام ديمقراطي وحكم مدني بعد الانتفاضة الشعبية لعام 2019 التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن العنف خيانة لمطالب الشعب السوداني بحكم مدني وإن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم المساعدة الإنسانية "حين تسنح الظروف" داعيا لوقف الصراع فورا.
ودوت أصوات القصف والاشتباكات في الخرطوم وأم درمان وبحري المجاورتين في انتهاك لأحدث هدنة مدتها سبعة أيام. ويحاول الجيش السوداني إبعاد قوات الدعم السريع عن المناطق المحيطة بالقصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش.
وقال الصادق أحمد (49 عاما) وهو مهندس من الخرطوم "منذ مساء أمس وهذا الصباح هناك ضربات جوية وأصوات اشتباكات".
وأضاف أنهم في حالة فزع دائم لأن المعارك تدور حول مراكز الأحياء السكنية. وتابع "لا نعرف متى ينتهي هذا الكابوس والخوف".
وضغطت الأمم المتحدة على طرفي الصراع الأربعاء لتأمين ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية بعد تعرض ست شاحنات محملة بالإمدادات الإنسانية للنهب وتقويض ضربات جوية في الخرطوم الهدنة من جديد.
وقال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ إنه يأمل في عقد اجتماع مباشر مع طرفي الصراع في غضون يومين أو ثلاثة أيام للحصول على ضمانات منهما لتتمكن قوافل المساعدات من توصيل الإمدادات الإنسانية.
ووفقا لتقديرات برنامج الأغذية العالمي الخميس تعرض ما قيمته تتراوح بين 13 و14 مليون دولار من المواد الغذائية المخصصة للمعوزين في السودان للنهب حتى الآن.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 100 ألف فروا من السودان إلى بلدان مجاورة بدون مؤونة تذكر من الطعام أو المياه.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش الخميس إن حصيلة الضحايا المدنيين ارتفعت بسبب استخدام طرفي الصراع الدبابات والمدفعية والصواريخ والغارات الجوية في مناطق مأهولة بالسكان متهمة الجانبين بالاستهتار بحياة المدنيين.