الدعم السريع تفتح أبواب الحوار مع مصر لطي صفحة التوتر
الخرطوم – وجه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، رسائل لطي صفحة الخلاف مع مصر عبر الحوار المباشر، مؤكدا أن الخلافات الثنائية "لا تحل عبر المشاحنات الإعلامية"، وذلك بعد سيطرة قواته على المثلث الحدودي، مشيرا إلى أنها تعمل على تأمين المنطقة التي تنتشر فيها بؤر الإرهاب والإجرام والمخدرات بجانب تأمين حدود دول الجوار ممثلة في مصر وليبيا وتشاد مع عدم وجود أي مشكلة من قبلهم مع دول الجوار.
وجاءت تصريحات حميدتي خلال خطاب جماهيري ألقاه أمام عدد من مقاتليه في موقع غير معلن بإقليم دارفور، حيث أشار إلى وجود جهات، وصفها بـ"المجرمين"، تسعى إلى تخريب علاقة قواته مع دول الجوار، وعلى رأسها مصر.
وقال حميدتي "نحن نحترم جيراننا المصريين، وأي إشكال يمكن حله بالحوار والنقاش"، في ما بدا تراجعا عن سلسلة انتقادات حادة كان قد وجهها سابقا للسلطات المصرية، متهما إياها بدعم الجيش السوداني في الصراع المستمر.
ويعتبر خطاب قائد الدعم السريع بأنه يحمل رسائل تهدئة ومساعي لاحتواء الخلافات وتأكيد على حسن الجوار، بعكس خطاب الجيش السوداني الذي يحمل اتهامات وتصعيدا سياسيا ضد دول إقليمية تعمل على حشد الجهود للتوصل الى السلام، لأن مساعيها لا تتلاقى مع مطامعه في البلاد.
كما اعتبر أن سيطرة قوات الدعم السريع هذا الشهر على مثلث "عوينات" الحدودي، الواقع بين السودان ومصر وليبيا، تمثل "فرصة لتعزيز الأمن الإقليمي"، مشيرا إلى أن المنطقة كانت مرتعًا للإرهاب وتهريب المخدرات والاتجار بالبشر.
وفي جانب آخر من خطابه، توعد دقلو بمحاسبة من وصفهم بـ"المتفلتين والمجرمين" في المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع، مشيرا إلى تجهيز سجون خاصة لهذا الغرض، كما وعد قواته بصرف الرواتب المتأخرة منذ اندلاع النزاع في أبريل/نيسان 2023، بأثر رجعي.
ولم تغب التصريحات الهجومية عن الجيش السوداني، إذ أكد حميدتي أن قوات الجيش "تقلصت إلى حد كبير"، مهددا بـ"سحق ما تبقى منها"، لكنه حرص في الوقت ذاته على توجيه تطمينات إلى سكان شمال السودان.
وأضاف حمديتي، التزامه بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى مختلف أنحاء دارفور، في ظل التزايد الكبير لأعداد النازحين الفارين من مناطق الاشتباكات في الخرطوم والجزيرة والرهد وأم روابة والحوازمة.
كما وجه حميدتي رسالة تصالحية إلى قادة الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش، قائلا "ليس لدينا مشكلة مع ناس مني وجبريل، ولو أتوا إلينا اليوم، فمرحبا بهم"، في إشارة إلى مني أركو مناوي، قائد حركة تحرير السودان، وجبريل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة.
وأعلنت قوات الدعم الأسبوع الماضي، تخصيص قوات لحماية وتأمين الحدود على المثلث الحدودي بمنطقة العوينات بالتنسيق مع دول الجوار.
وكانت العوينات تحت سيطرة جزئية للحركات المسلحة المتحالفة مع قوات بورتسودان، وتضم عشرات الآلاف من النشطين في قطاع التعدين غير الشرعي والتهريب الذي يغذي عمليات الميليشيات الحربية.
وأوضحت قوات الدعم السريع، أنها ستعمل على تأمين المعبر الذي طالما استغلته حركات المرتزقة في التعاون مع عصابات تجارة المخدرات وتجارة السلاح والجريمة العابرة للحدود بما يهدد الأمن الإقليمي والدولي.
وأشارت إلى أن السيطرة على هذه المنطقة الحيوية تفتح الباب أمام تعاون فعّال مع دول الجوار في مجالات مكافحة الإرهاب وضبط الحدود وتعزيز الاستقرار المشترك، ومحاربة ظاهرة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية.
وخلال أقل من أسبوع من سيطرة قوات الدعم السريع، أعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة لقوات "القيادة العامة" في ليبيا عن تنفيذ عدة عمليات نوعية.
وكشفت كتيبة "سبل السلام"، المتمركزة على الحدود الليبية - السودانية، عن انفجار سيارة مُحملة بالأسلحة والذخائر في أثناء مطاردتها جنوبي شرق البلاد يوم الجمعة الماضي، مشيرة إلى أنها تسللت إلى الأراضي الليبية.
وفي عملية أخرى، ألقت القبض على مجموعة من المعتقلين كانوا يحاولون تهريب وقود وأسلحة وذخائر ومعدات اتصالات إلى بعض الحركات المسلحة مقابل مبالغ مالية ضخمة، وذلك ضمن ما عدّته الكتيبة "جهود قوات الجيش الليبي لحماية أمن الحدود ومكافحة التهريب".