الدعم السريع تفاقم خسائر الجيش بالسيطرة على منطقة الميرم
الخرطوم - أعلنت قوات الدعم السريع عن سيطرتها على منطقة "الميرم" الحدودية مع جنوب السودان والتي تضم أحد اللواءات التابعة للجيش بولاية غرب كردفان، فيما يؤشر هذا الانتصار على تفاقم نكسات الأخير، في وقت لا يزال يشكّل فيه قائده عبدالفتاح البرهان عقبة على طريق الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب.
وأفادت قوات الدعم السريع عبر حسابها على منصة 'إكس' بأنها "سجلت انتصارا جديدا على ميليشيا البرهان وكتائب النظام البائد الإرهابية بتحرير اللواء 92 (الميرم) التابع للفرقة 22 مشاة بولاية غرب كردفان"، متابعة "وبسطت قواتنا سيطرتها الكاملة على المنطقة".
والشهر الماضي شنّت قوات الدعم السريع هجوما على مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان والقريبة من حقول إنتاج النفط، وأعلنت سيطرتها على مقر اللواء 91 التابع للجيش بغرب كردفان.
وبهذا الإعلان أصبحت الدعم السريع تسيطر على إقليم دارفور الشاسع غربي البلاد وأجزاء من المناطق الجنوبية، خصوصا بعدما سيطرت خلال الأيام الماضية على مدينة سنجة عاصمة ولاية سنّار في جنوب شرق السودان.
ومنطقة الميرم التي تقع في جنوب غرب السودان تتاخم منطقة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان.
وأكد قائد قوات الدعم السريع محمد حمداني دقلو "حميدتي" طيلة الأشهر الأخيرة استعداده الصادق للانخراط في كافة المبادرات الهادفة إلى إنهاء الصراع، في حين كشف البرهان عن نواياه الحقيقية في التصعيد وإطالة أمد الحرب، متجاهلا خسائره المتتالية على أكثر من صعيد.
ويرى مراقبون أن البرهان يداري هزائمه بإصراره على التصعيد، فيما لا توحي وعود الدعم العسكري التي تلقاها من إيران وروسيا بتغير الوضع على الميدان، في وقت تعزز فيه قوات الدعم السريع مكاسبها يوما بعد يوم.
وكانت الأمم المتحدة دعت في مايو/أيار جنوب السودان إلى سحب قواته من منطقة أبيي، محذرة من تزايد التوترات في هذه المنطقة، حيث تتمركز أيضا قوات أممية لحفظ السلام.
وفي فبراير/شباط الماضي أدى انقطاع خط أنابيب رئيسي في السودان، والناقل للنفط الخام من جنوب السودان، إلى العصف بعائدات جوبا النفطية ما وجه ضربة قوية لاقتصاد الجنوب الذي يعاني بالفعل.
وبحسب الأمم المتحدة، نزح إلى جنوب السودان نتيجة الحرب المستعرة في السودان أكثر من 720 ألف شخص بينهم أكثر من نصف مليون نازح من جنوب السودان عادوا إلى بلدهم مجددا.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل/نيسان 2023 حربا دامية بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أدت إلى أزمة إنسانية كبرى.
وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى، لكن لم تتّضح بعد الحصيلة الفعلية للنزاع في حين تفيد تقديرات بأنها تصل إلى 150 وفقا للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.
ونزح نحو عشرة ملايين شخص داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة. ودمرت المعارك إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التي بات سكانها مهددين بالمجاعة.