الدوحة تواصل مشاريع المونديال رغم إصابة 1102 عامل بكورونا

اللجنة العليا للمشاريع والإرث المسؤولة عن تنظيم مونديال 2022 في قطر تعلن عن وفاة مهندس يبلغ من العمر 51 عاما يعمل في مشاريع بناء لكأس العالم بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد.

الدوحة - اعترفت الدوحة للمرة الأولى بوفاة شخص واحد وإصابة أكثر من ألف عامل في منشآت مونديال 2022 لكرة القدم بسبب فيروس كورونا في وقت كانت منظمات دولية تحذر من إصابات بالمئات في صفوف العمالة الوافدة في الإمارة الخليجية الصغيرة منذ بداية الجائحة، مشددة على أنها أصبحت بؤرة لتفشي الفيروس التاجي المستجد.

وأعلن منظمو مونديال 2022 لكرة القدم في قطر اليوم الخميس عن أول وفاة لشخص يعمل في مشاريع بناء لكأس العالم بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد.

وقال مصدر مقرّب من المنظمين القطريين إنه تم تسجيل 1102 إصابة بفيروس كورونا المستجد في أوساط العاملين في مشاريع تابعة للبطولة، بينما ما تزال 121 حالة منها نشطة.

وأعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث المسؤولة عن تنظيم البطولة في بيان "تلقينا ببالغ الأسى في 11 من حزيران/يونيو الجاري نبأ وفاة مهندس يبلغ من العمر 51 عاما ويعمل لدى شركة كونسبيل نتيجة إصابته بفيروس كورونا المستجد".

وبحسب البيان فإن المهندس "عمل في مشاريع اللجنة العليا منذ تشرين الأول/اكتوبر الماضي، ولم يكن يعاني من أي مشكلات صحية".

ولم يتم الإعلان عن جنسية المتوفى فيما يؤكد نشطاء ومنظمات تجاوز عدد إصابات العمال الأجانب في مشنآت المونديال الأرقام الرسمية التي تعلنها قطر.

ولم تتوقف مشاريع بناء ملاعب كأس العالم بكرة القدم للعام 2022 في قطر، وقد تم فرض قواعد جديدة لتشجيع التباعد الاجتماعي على الرغم من تحذيرات منظمات ونشطاء من أن الفيروس منتشر بشكل خطير في منشآت البطولة العالمية، حيث يعيش العمال ظروفا قاسية في مجمعات سكنية مكتضة، كما اشتكوا من عدم الحصول على رواتبهم لعدة أشهر فيما تم ابعاد البعض منهم إلى بلدانهم بعد انهاء عقود عملهم فجأة دون سابق إنذار.

وفي منتصف نيسان/ابريل، أعلنت قطر أولى الاصابات بفيروس كورونا المستجد لعمّال في ورش بناء ملاعب المونديال لكنها لم تعلن عن حالات وفاة أو عدد المصابين وجنسياتهم.

ي
العمال مجرد أرقام في قطر

ويشكل الأجانب 90 بالمئة من عدد سكان قطر البالغ 2,75 مليون نسمة، وغالبيتهم من دول نامية يعملون في مشاريع مرتبطة باستضافة الإمارة لكأس العالم.

وأصيب أكثر من 90 ألف شخص بالفيروس في قطر بينهم نحو 17 الف حالة نشطة، فيما سُجّلت نحو مئة وفاة بحسب الأرقام الرسمية الأربعاء وهي أعداد قياسية بالنظر لعدد السكان.

ولم يكن العمال الأجانب في منأى من انتشار فيروس كورونا المستجد، بل كانوا في مقدمة المتضررين حيث أصيب عدد كبير منهم بالفيروس التاجي المستجد أو خسروا عملهم.

وبدأت قطر تدريجيا تخفيف تدابير الإغلاق التي فرضتها لاحتواء فيروس كورونا وقالت إنه من المقرر إعادة فتح المقاهي والمطاعم بشروط صارمة من الأول من تموز/يوليو المقبل.

وتبقى مواعيد إقامة بطولة كأس العالم المقرر عقدها في تشرين الثاني/نوفبر وكانون الأول/ديسمبر 2022 بدلا من فصل الصيف الاعتيادي نظرا لدرجات الحرارة المرتفعة، ثابتة لكن مراقبون لا يستبعدون تأجيلها بسبب فيروس كورونا المستجد الذي أدى إلى تأجيل أولمبياد طوكيو وكأس أوروبا لكرة القدم الى صيف 2021.

وكانت قطر قد أعلنت في 15 حزيران/يونيو الجاري جاهزية استاد المدينة التعليمية، ثالث الملاعب المضيفة، في حفل تلفزيوني استعيض به عن الإجراء التقليدي بمباراة جماهيرية بسبب كورونا.

ووجهت لقطر انتقادات كثيرة بسبب العاملين في مشاريع كأس العالم في قطر، علاوة على شبهات فساد حول طريقة حصولها على حق استضافة البطولة العالمية الكبرى وسط تزيد مطالب سحبها فيما يحق القضاء السويسري والفرنسي وأيضا الأميركي في القضية منذ سنوات.

وتحدث تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية مؤخرا عن انتقادات وعضب كبير من الممارسات ضد العاملين على تشييد استاد البيت الرياضي في قطر الذين لم يتلقوا أجورهم لمدة تصل إلى 7 أشهر وفي بلد خليجي غني ينثر الأموال بلا حساب على الآخرين.

وقالت الصحيفة إن العمال يقومون بأعمال شاقة يتم تأديتها ضمن درجات حرارة مرتفعة للغاية وسط ظروفٍ محفوفة بالمخاطر، فضلًا عن عدم تلقي أي أجور لقاء ذلك. لذا، هذه هي العبودية الحديثة.