الدوحة عالقة بين التناقضات في تصفية سليماني

صحيفة بريطانية تكشف أن الطائرة الأميركية المسيرة التي استخدمت في تصفية قائد فيلق القدس ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي انطلقت من الدوحة.

وزير الخارجية القطري في طهران لاحتواء غضب الحليف الإيراني
مباحثات مع روحاني وظريف ولاريجاني لتهدئة التوتر بعد مقتل سليماني
تصفية سليماني تسلط الضوء على ازدواجية الخطاب القطري

لندن/الدوحة - ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن واشنطن استخدمت طائرة مسيرة من طراز ام كيو 9 هانتر كيلر في عملية تصفية قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس وأنها انطلقت من مقرّ القيادة المركزية الأميركية في قطر في قاعدة العديد الجوية.

ويأتي هذا التأكيد بالتزامن مع زيارة غير معلنة قام بها السبت وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى طهران التقى خلالها بالرئيس الإيراني حسن روحاني وبوزير الخارجية محمد جواد ظريف.

ويبدو أن مسارعة الوزير القطري لزيارة العاصمة الإيرانية تأتي في سياق توضيح الموقف ورفع العتب بعد أن الأنباء التي أشارت إلى أن الطائرة المسيرة التي أطلقت صاروخين استهدفا موكب سليماني والمهندس فجر الجمعة انطلقت من قاعدة العديد الجوية.

وترتبط إيران وقطر بعلاقات وثيقة تعززت بعد قرار المقاطعة الذي أعلنته كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر في الخامس من يونيو/حزيران 2017.

المسيرة الأميركية التي استخدمت في تصفية سليماني والمهندس انطلقت من الدوحة
المسيرة الأميركية التي استخدمت في تصفية سليماني والمهندس انطلقت من الدوحة

وتقول الدوحة إنها تسعى لتخفيف حدة التوتر في المنطقة بعد تصفية سليماني والمهندس وأن زيارة وزير خارجيتها لطهران تتنزل في هذا الإطار، في موقف يكشف ازدواجية الخطاب القطري.

وتجد قطر نفسها عالقة بين التحالف مع واشنطن ومع طهران في الوقت ذاته، فلا هي قادرة على توفير غطاء لحليفتها إيران ولا هي قادرة على تليين الموقف الأميركي من الخصم الإيراني.

كما تشير زيارة الوزير القطري لطهران والتي جاءت على عجل إلى قلق الدوحة من ردّ فعل إيراني أو من وكلائها في المنطقة.

ولعبت الدوحة في السابق دورا مشبوها في العراق خدمة للأجندة الإيرانية بربط صلات وثيقة بميليشيات شيعية متشددة وأيضا بتنظيمات سنّية متطرفة من بينها تنظيم القاعدة.

وتقول تقارير غربية وأخرى للمعارضة الإيرانية، إن قطر ساهمت في نشر الفوضى في الساحة العراقية بدعمها لجماعات وميليشيات مسلحة شيعية وسنّية.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية السبت أن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني التقى بالرئيس الإيراني حسن روحاني في طهران، مضيفة أنهما بحثا المستجدات على الساحة الإقليمية خاصة الأحداث الأخيرة في العراق، مضيفة أنهما ناقشا سبل التهدئة للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها.

والتقى الوزير القطري أيضا بكل من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وبرئيس مجلس الشورى علي لاريجاني وبحث مع كل منهما سبل التهدئة وتخفيف التوتر في المنطقة.

لكن اللقاءات مع كبار المسؤولين الإيرانيين تشير بكل وضوح إلى محاولة قطرية لتهدئة الغضب الإيراني من استخدام قاعدة العديد في استهداف أحد أبرز القادة الإيرانية.

وليس واضحا ما إذا كان الوزير القطري قد طلب بالفعل من المسؤولين الإيرانيين التهدئة أم أنه قدم مبررات لاحتواء غضب الحليف الإيراني.

لكن الواضح أن الزيارة التي جاءت على عجل تذهب أبعد من مجرد لعب دور في تهدئة التوتر المرشح للتفاقم أكثر على ضوء تهديدات إيرانية وأميركية بالتصعيد.  

وكانت شبكة فوكس نيوز قد كشفت في السابق نقلا عن تقرير استخباراتي غربي أن الدوحة كانت على علم مسبق بهجمات 14 سبتمبر/أيلول 2019 على منشأتي نفط سعوديتين تسببت في توقف نحو نصف إنتاج المملكة من الخام وهي الهجمات التي تلت أخرى واستهدفت ناقلات نفط بالقرب من ميناء الفجيرة الإماراتي في الممرّ المائي الحيوي الذي يربط مضيق هرمز بالمحيط الهندي وفي بحر عُمان.

وليس واضحا ما إذا كانت الدوحة على علم مسبق بعملية تصفية سليماني والمهندس انطلاقا من أراضيها، إلا أن الأكيد أن استخدام قاعدة العديد التي انطلقت منها المسيّرة الأميركية ام كيو 9 هانتر كيلر، ينذر بشرخ في العلاقات القطرية الإيرانية استعجلت الدوحة السبت ترميمه.