الدولة الإسلامية تستغل تغير المعادلة الميدانية بمهاجمة الأكراد

التنظيم المتشدد يشن هجوما على قوات سوريا الديمقراطية في هجين وسط تهديدات من الأكراد بوقف الحملة على جهاديين في حال حصول هجوم تركي.
تخوف كردي من خروج الوضع عن السيطرة تحت التهديدات الدولة التركية وإمكانية انعاش داعش

بيروت - قال مصطفى بالي مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية إن تنظيم الدولة الإسلامية شن هجوما الجمعة على مواقع القوات في منطقة هجين في جنوب شرق سوريا.

وقال بالي على تويتر "تشن داعش هجوما ضخما، اشتباكات عنيفة تجري هناك... حررت قواتنا 35 بالمئة فقط من هجين".

وقالت مسؤولة كردية الجمعة في باريس من أن قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف يضم فصائل عربية وكردية، قد يضطر للتوقف عن قتال الجهاديين في المنطقة اذا اضطر لاعادة نشر قواته لمواجهة هجوم تركي في حال حصوله.

كما حذرت الهام أحمد الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديموقراطية، الذراع السياسي لقوات سوريا الديموقراطية، والتي حضرت الى باريس لبحث الوضع في المنطقة بعد قرار الرئيس الاميركي سحب قواته من سوريا، من "خروج الوضع عن السيطرة" بالنسبة للجهاديين المسجونين لدى الاكراد.

وقالت للصحافيين "عندما لم يكن الاميركيون موجودين في المنطقة كنا نحارب الارهاب، سنستمر في مهمتنا هذه لكن بمواجهة الارهاب هذا سيكون أمرا صعباً لأن قواتنا ستضطر أن تنسحب من الجبهة في دير الزور لتأخذ أماكنها على الحدود مع تركيا".

وتخوض قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية معارك عنيفة منذ أيلول/سبتمبر ضد آخر جيب للتنظيم على الضفاف الشرقية لنهر الفرات في محافظة دير الزور.

وطردت قوات سوريا الديموقراطية خلال العامين الأخيرين التنظيم من مناطق واسعة في شمال وشمال شرق البلاد، أبرزها مدينة الرقة التي كانت تعد معقله الرئيسي في سوريا.

وأضافت المسؤولة الكردية "تحت التهديدات الدولة التركية وامكانية انعاش داعش مرة أخرى، نخاف بأن يخرج الوضع عن السيطرة وألا يعد بامكاننا حظرهم في المنطقة التي يتواجدون فيها" مشيرة الى ان "هذا سيفتح المجال امام انتشارهم".

ويُشكل اعتقال مقاتلين أجانب مع أفراد من عائلاتهم عبئاً على الإدارة الذاتية الكردية، مع رفض العديد من الدول تسلم مواطنيها الذين التحقوا خلال سنوات النزاع السوري بالتنظيم الجهادي. وتطالب الإدارة الذاتية الدول التي يتحدر منها جهاديو التنظيم بتسلم مواطنيها ومحاكمتهم لديها. من جانب آخر دعت الهام أحمد الحكومة الفرنسية الى تقديم دعم للاكراد.

وقالت "الحكومة الفرنسية كان لها مواقف واضحة في الاسبق لكنها لم تستطع ان تغير كثيرا من القرار التركي، نأمل منها أن تلعب دورها بشكل اقوى في هذه المرحلة".

وأضافت "لها القدرة أن تلعب دورها ضمن الاتحاد الاوروبي وأن يتم فرض حظر جوي على هذه المناطق على الأقل كي لا يتم اعادة انتاج داعش مرة أخرى وهو لسلامة الامن الدولي".