الدول الداعمة لأطراف الحرب السورية تسترت على جرائم ضد الإنسانية

تقرير أممي صادم استند إلى 2500 مقابلة على مدى 10 سنوات يكشف جرائم بشعة ارتكبت بحق السوريين واختفاء عشرات الآلاف من المدنيين المعتقلين تعسفيا بعلم من الحكومات الداعمة لمختلف أطراف النزاع وموافقتها.
لجنة التحقيق الأممية تؤكد ارتكاب نظام الأسد جرائم حرب بحق السوريين
الأمم المتحدة تندد بالجهود المبذولة للتستر على جرائم بشعة ضد السوريين
الأمم المتحدة تؤكد تعرض آلاف المعتقلين للتعذيب والعنف الجنسي والقتل في السجون السورية

جنيف - أكد تقرير صدر عن الأمم المتحدة الاثنين يغطي عقدًا من النزاع في سوريا أن كل الجرائم البشعة التي ارتكبت بحق الشعب السوري على أيدي النظام والفصائل المتصارعة على مرأى ومسمع من الحكومات الداعمة لمختلف أطراف النزاع وموافقتها.

وذكر تقرير أعدته اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في سوريا أنه "بعد 10 سنوات من الحرب، اختفى عشرات آلاف المدنيين المعتقلين تعسفيا في سوريا، وتعرض آلاف آخرون للتعذيب والعنف الجنسي أو ماتوا في المعتقل".

وخلص التقرير إلى أن كل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان "تمت بمعرفة وبموافقة الحكومات الداعمة لمختلف أطراف النزاع"، داعيا إياها إلى التوقف عن ذلك.

وتدعم كل من تركيا جيش المعارضة والفصائل المالية له، فيما تدعم كل من روسيا وإيران قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

واتهم التقرير النظام والفصائل المتحاربة ببذل الجهود للتستر على "معاناة لا يمكن تصورها" في مراكز الاحتجاز أكثر من العثور على الجناة.

ونقل بيان عن كارين كونينغ أبو زيد وهي أحد المفوضين الثلاثة المكلفين بإعداد هذا التقرير، "يبدو أن الاهتمام كان منصباً على سبل التستر على الجرائم المرتكبة في مراكز الاحتجاز وليس التحقيق فيها".

ويضم التقرير الذي تم إعداده بتكليف من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الكثير من الشهادات عن الفظائع المرتكبة، ومنها بحق فتى يبلغ من العمر 14 عامًا كان مغطى بالكدمات جراء الضرب وينزف من أذنيه وعينيه وأنفه قبل أن يغمى عليه إثر تلقيه ضربة في الرأس بعقب بندقية، وامرأة شابة تم اغتصابها من قبل القوات الحكومية، حيث كان أصعب ما تعرضت له "هو الألم النفسي".

يستند التقرير إلى 2500 مقابلة أجريت على مدى 10 سنوات وتحقيقات أجريت في نحو 100 مركز احتجاز وشملت "جميع الأطراف التي تسيطر على الأراضي في سوريا منذ 2011".

تشير لجنة التحقيق بشكل خاص إلى أي مدى شكلت "الاعتقالات التعسفية والسجن في آن واحد سببًا وحافزاً وممارسة متواصلة في النزاع السوري".

ومن المقرر أن يُقَدم التقرير إلى مجلس حقوق الإنسان في 11 مارس/آذار حيث ستتم مناقشته من قبل الأعضاء.

ولدى سؤاله عن جدوى هذا النوع من التقارير إزاء أطراف لا تكترث بالرأي العام، أوضح المفوض هاني ميغالي أن 60 سلطة قضائية قد اتصلت باللجنة لطلب المساعدة في حوالي 300 ملف.

ويرى رئيس اللجنة باولو سيرجو بينيرو أن السلطات السورية تقرأ هذه التقارير باهتمام من أجل دحضها فقط، ولكن "الأمر المهم بالنسبة لنا هو أن الضحايا يقدرون على ما يبدو ما نقوم به وهذا مهم جدا".

وأكدت لجنة التحقيق ارتكاب نظام الأسد جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين في الأعوام العشرة الأخيرة

وسلط التقرير الضوء مجددا بالتفاصيل على جرائم نظام الأسد ضد شعبه، وأشارت إلى عدم معرفة مصير عشرات آلاف المدنيين "المختفين قسريا"، منذ بدء الحرب الداخلية في البلاد.

ولفت التقرير إلى وجود اعتقاد بأن الكثير من المختفين قد ماتوا أو أعدموا، فيما يحتجز قسم آخر في ظروف لا إنسانية، مشيرا إلى تعرض معتقلين للتعذيب والاغتصاب أو القتل.

وأكد على أن المصير المجهول لعشرات الآلاف من المدنيين المختفين تسبب بـ"صدمة وطنية" في البلاد.