الذكاء الاصطناعي يتنبأ بإصابات الكلى الناجمة عن حروق

تقنية تستخدم الذكاء الاصطناعي تختصر وقت التشخيص وتتعرف بدقة وسرعة على إصابات الحروق الناجمة عن الحروب والتدريبات العسكرية.
الفشل الكلوي المفاجئ يظهر عند الإصابة بحروق خطيرة
اختبارات الدم وتحليل البول من أساليب التشخيص التقليدية

واشنطن - أفاد باحثون أميركيون في دراسة جديدة أن تقنية تستخدم الذكاء الاصطناعي قادرة على التعرف على إصابات الكلى الناجمة عن الحروق بشكل أكثر دقة، ما يسهم في إنقاذ حياة المرضى. 
الدراسة أجراها باحثون بجامعة كاليفورنيا الأميركية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (Burns) العلمية. 
وأوضح الباحثون أن إصابات الكلى الحادة، هي الفشل الكلوي المفاجئ أو التلف الناجم عن اختلال السوائل في الجسم، حيث يعاني العديد من ضحايا الحروق من هذه الحالة، لكن التعرف المبكر عليها لا يزال يمثل تحديًا. 
وتحدث إصابات الكلى الحادة عادةً خلال الأسبوع الأول من الحروق الخطيرة بسبب الإنعاش غير الكافي، خاصة خلال الـ24 ساعة الأولى الحرجة، وتتطور في حوالي 30 بالمئة من حالات الحروق الشديدة، ويصل معدل الوفيات بسببها إلى 80 بالمئة. 
ويعتمد الأطباء عادة على الأساليب التقليدية مثل اختبار مستوى الكرياتينين في الدم والبلازما وفحوصات البول للتشخيص، لكن هذه العلامات والفحوصات لا تساعد على تشخيص إصابات الكلى الحادة بصورة دقيقة. 
ولتشخيص أكثر دقة لهذه الحالة المرضية، طور الباحثون نموذجا للذكاء الاصطناعي يمكن أن يتنبأ بإصابة الكلى الحادة بشكل أسرع وأكثر دقة من أي وقت مضى. 

أمراض الكلى
تلف ناجم عن اختلال السوائل في الجسم

وتم اختبار النموذج باستخدام بيانات مخبرية سريرية لـ50 مريضًا مصابًا بالحروق البالغة، حيث تم قياس مؤشرات منها نسب الكرياتينين ومخرجات البول خلال أول 24 ساعة من التعرض للحريق. 
واكتشف الباحثون أن نماذج الذكاء الاصطناعي تنبأت بإصابات الكلى الحادة بدقة تراوحت بين 90 إلى 100%، مقابل 80 إلى 90% بالطرق التقليدية. 
ووجد الباحثون أيضًا أن تقنية الذكاء الاصطناعي تنبأت بإصابات الكلى بصورة أسرع، وكانت بعد 10.8 ساعة فقط من الحريق، مقابل 42.7 ساعة للطرق التقليدية. 
وقال هومان رشيدي، أحد المشاركين في الدراسة: "لقد بنينا نموذجًا قويًا للمرضى يمكنه التنبؤ بدقة بإصابات الكلى الحادة في فترة أقصر بكثير، وهذا يسهل على مقدمي الخدمة تقصير وقت التشخيص ومنح المرضى العلاج اللازم في أسرع وقت ممكن". 
وأضاف أن هذا النموذج يمكن استخدامه في إصابات الحروق الناجمة عن الحروب والتدريبات العسكرية، ويسهم في تحويل المرضى بسرعة إلى المستشفيات المزودة بإمكانيات وأجهزة أفضل للتعامل مع إصابات الكلى الحادة. 
وقالت تينا بالميري، مديرة مركز الحرق الإقليمي لمعهد فاير فايترز في مركز يو سي ديفيس الطبي بالولايات المتحدة إن "القدرة على التنبؤ بإصابات الكلى الحادة الناجمة عن الحروق بالذكاء الاصطناعي هي طفرة محتملة بالنسبة لمراكز الحروق". 
وأضافت: "إذا استطعنا أن نقول أن المريض قد يكون مصابًا بجروح في الكلى في وقت أسرع، فيمكننا اتخاذ تدابير لمنعها وإنقاذ حياة المريض".