الذكاء الاصطناعي يسبر أغوار حالتك النفسية

تقنية جديدة تستند الى الذكاء الاصطناعي تفتح الباب أمام تشخيص ومتابعة الحالة المزاجية لمستخدمي مواقع التواصل، وتلتزم بالحفاظ على الخصوصية.

واشنطن - توصل علماء في الولايات المتحدة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لمتابعة الحالة المزاجية لمستخدمي مواقع التواصل.
وسيساهم الذكاء الاصطناعي في رصد ومتابعة  الحالة النفسية لمستخدم مواقع التواصل على غرار فيسبوك وتويتر وانستغرام وسنابشات على مدار فترة معينة من الزمن.
واستخدم الباحثون أدوات إلكترونية لتحليل البصمة الرقمية للمستخدمين، وتحديد مشاعره في فترة زمنية محددة يكون فيها على اتصال بالعالم الافتراضي.
واستندت الدراسة الى تحليل آلاف المتطوعين الذين يستخدمون منصات التواصل من أجل تحديد حالتهم المزاجية من خلال ما يكتبونه.
وادرج الباحثون التدوينات سواء كانت سلبية او ايجابية في منظومة للذكاء الاصطناعي لتحليلها.
 ويمكن للذكاء الاصطناعي ان يسبر اغوار النفس  البشرية ويتعرف على حالة المستخدم واذا كان يغلب عليه الحزن او الفرح او الكآبة من خلال معادلة خوارزمية دقيقة.
وتثير التقنية الجديدة العديد من المخاوف باعتبارها "تعتدي" وفقا للبعض على خصوصية مستخدمي منصات التواصل الا ان الباحث جوهانس إيشتات من جامعة ستانفورد اعتبر انها تكنولوجيا مفيدة ويمكن توظيفها في علم النفس لمعالجة الاضطرابات النفسية.
واعتبر جوهانس إيشتات ان الذكاء الاصطناعي يساعد في تشخيص مرضى التغيرات المزاجية، ويساهم في تقييم مدى استجابتهم لوسائل العلاج المختلفة.
وشدد إيشتات في المقابل على ضرورة التقيد بطريقة عمل علمية وأخلاقية وقانونية.
ويفتح الذكاء الاصطناعي الباب أمام رصد وتحليل الازمات والصدمات النفسية في الأوقات الصعبة والحرجة مثل حدوث كوارث طبيعية او اندلاع حروب في مكان ما او ظهور أوبئة.
ويساهم الذكاء الاصطناعي على سبيل المثال في دراسة التأثير النفسي لجائحة كورونا على مستخدمي مواقع التواصل. 
وقالت منظمة الصحة العالمية إن خدمات رعاية المرضى النفسيين ومرضى الإدمان اضطربت في مختلف أنحاء العالم خلال جائحة كوفيد-19 ومن المتوقع أن يتسبب فيروس كورونا في المزيد من الشقاء لكثيرين.
وتسعى شركات تكنولوجيا عملاقة الى توظيف تقنيات حديثة لمحاربة الأمراض المختلفة ورصد الحالة النفسية لمستخدميها.
وتقوم غوغل بمشروع تجريبي يرصد بصفة مبكرة وحتى استباقية مرض العصر الاكتئاب من خلال تقنية تُعرف باسم تخطيط كهربية الدماغ.
وتسعى الشركة الاميركية العملاقة إلى الجمع بين تقنيات التعلم الآلي مع تخطيط كهربية الدماغ لقياس نشاط الدماغ والتوصل الى طريقة علمية لمراقبة أعراض الاكتئاب.
كما طورت شركة "مود بيم" البريطانية سوارا ذكيا يتيح للشركات متابعة الحالة النفسية لموظفيها في ظل انتشار جائحة كورونا في العالم واجراءات الاغلاق والتباعد الاجتماعي التي يمكن ان تؤثر سلبا على معنوياتهم وتحد من طاقتهم.