الرئيس الإسرائيلي يكلف نتانياهو تشكيل حكومة جديدة

مهمة بنيامين نتنياهو لتشكيل ائتلاف حكومي تبقى صعبة رغم تمكنه من الحصول على تأييد 55 نائبا.

القدس - كلف الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين اليوم الأربعاء، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتشكيل حكومة جديدة بقيادة حزب ليكود اليميني بعدما فشلت محادثات تقاسم السلطة مع منافسه المنتمي لتيار الوسط بيني غانتس.

وبعد مرور ثمانية أيام على انتهاء انتخابات غير حاسمة، لا يبدو أن أمام نتنياهو طريق واضح لفترة ولاية خامسة في المنصب، إذ يحتاج تكتل اليمين بقيادة ليكود والأحزاب الدينية معه لستة مقاعد ليشكل غالبية تؤهله للحكم في البرلمان البالغ عدد مقاعده 120.

وقال ريفلين لنتانياهو أمام الصحافيين "أكلفك تشكيل الحكومة"، وذلك بعد صدور بيان من مكتب ريفلين جاء فيه أن "مسؤولية تشكيل الحكومة المقبلة ستمنح لرئيس الوزراء وزعيم الليكود".

وجاء ذلك عقب اجتماع ثلاثي ضم ريفلين ونتانياهو وخصمه الرئيسي بيني غانتس.

وقال ريفلين أنه "في أعقاب الاستشارات التي قام بها سيوكل مهمة تشكيل الحكومة إلى رئيس الوزراء، رغم أنّ كلاً من غانتس ونتنياهو لا يستطيعان الحصول على تأييد 61 نائبا لتشكيل الحكومة، لكن إمكانية وقدرة نتنياهو أكبر".
وأمام نتنياهو 28 يوما حتى يشكل حكومته مع إمكانية التمديد 14 يوما. وفي حال أخفق في تحقيق ذلك، يمكن لريفلين أن يكلف شخصية أخرى.

وذكر ريفلين في كلمته أن مساعيه إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تعتمد على المساواة بحجم المناصب بين الجانبين.

وبحسب النتائج النهائية الرسمية التي أعلنت الأربعاء، فإن حزب الليكود برئاسة نتانياهو فاز بمقعد إضافي، فيما خسر حزب يهودوت هتوراة المتحالف مع نتانياهو مقعدا .

وبذلك يكون الليكود قد حصل على 32 مقعداً في الكنيست، مقابل 33 مقعداً لتحالف "أزرق أبيض" برئاسة بيني غانتس من أصل 120 مقعدًا.

وسيواجه نتنياهو مهمة قد تكون مستحيلة. فكل من الطرفين يبقى عاجزاً عن تشكيل حكومة رغم تمكن نتانياهو من الحصول على تأييد 55 نائباً لتشكيل ائتلاف وغانتس على تأييد 54 نائباً. لكن ذلك لا يمكن أيا منهما من تشكيل حكومة لأن الأغلبية تتألف من 61 نائباً.

وأجرى مفاوضون من حزب غانتس "أزرق أبيض" الثلاثاء ومفاوضون من فريق حزب الليكود محادثات حول تشكيل حكومة وحدة لكن المواقف تبدو متباعدة بشأن مجموعة من القضايا.

وقال ريفلين عند تسلم نتائج الانتخابات التي أفضت إلى طريق مسدود "الآن انتهت انتخابات ثانية (...) آمل ألا تكون هناك انتخابات ثالثة في المستقبل القريب".

وأضاف في حفل الأربعاء أمام دبلوماسيين أجانب للاحتفال بالعام اليهودي الجديد "بينما سلطت الانتخابات الضوء على الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي -- يهود وعرب ودينيون وعلمانيون -- حان الوقت الآن للعمل معًا على بناء رؤية مشتركة لمستقبلنا المشترك".

وتابع "أعتقد أن الطريق الصحيح لدولة إسرائيل اليوم هو بناء ائتلاف حاكم على أوسع نطاق ممكن. هذا رأيي. أحاول أن أبذل قصارى جهدي".

وطرح من قبل مبدأ التناوب على رئاسة الحكومة، خصوصا أن التوقيت مهم بشكل خاص لنتانياهو الذي قد يواجه اتهامات بالفساد في الأسابيع المقبلة، وسيمثل في جلسة استماع في أوائل تشرين الأول/أكتوبر.

ورئيس الوزراء ليس ملزما قانونيا التنحي في حال وجهت إليه التهمة، بل فقط إذا ما دين واستنفد جميع الطعون. لكن يمكن إجبار الوزراء الآخرين على ذلك عند اتهامهم.