الرئيس العراقي الجديد يتعهد ببناء بلد قوي رغم حجم التحديات

عبداللطيف رشيد يؤكد بأنه سيبذل كل جهده للقيام بمهامّه وحماية الدستور والمساهمة في حل مشاكل البلاد فيما يرى مراقبون ان هذا التعهد يواجه بكثير من الملفات الحارقة على غرار الخلاف السياسي والتدخلات الأجنبية إضافة الى التحديات الامنية والاقتصادية.
الرئيس العراقي يتعهد ببذل كل جهده لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية
عبداللطيف رشيد يأمل أن يتمّ تشكيل الحكومة بسرعة لتلبية مطالب العراقيين

بغداد - تعهدّ الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، الإثنين، بأنه سيبذل كل جهده للقيام بمهامّه وحماية الدستور والمساهمة في حل مشاكل البلاد مؤكدا عزمه على بناء عراق قوي ومستقر فيما يرى مراقبون ان هذا التعهد يواجه بكثير من الملفات الحارقة.
وقال الرئيس المنتخب عقب مراسم تسلّمه مهامّه في قصر السلام في العاصمة بغداد، وفق ما أوردت وكالة الأنباء العراقية " سأبذل كل جهدي لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية والقيام بمهامي بكل أمانة والعمل على وحدة وسيادة العراق وحل المشاكل العالقة بين الحكومة الإتحادية وحكومة كردستان تحت سقف الدستور".
وأضاف رشيد "نأمل أن يتمّ تشكيل الحكومة بسرعة لتلبية مطالب العراقيين"، بحسب الوكالة فيما تعهد كذلك بإقامة علاقات متينة بين العراق ودول العالم.
كما أعرب رئيس الجمهورية العراقي الجديد عن أمله بتشكيل حكومة جديدة "بسرعة" تكون "قوية" و"تلبي طموحات الشعب".
ويأتي تعهد الرئيس العراقي الجديد فيما يواجه البلد الكثير من الملفات المعقدة خاصة الخلافات السياسية المحتدمة بين التيار الصدري والإطار التنسيقي حيث وجه التيار انتقادات واسعة للوضع الحالي وخاصة لانتخاب محمد شياع السوداني رئيسا للوزراء.
وشكّل ترشيح الإطار التنسيقي لمحمد شياع السوداني في الصيف، شرارة أشعلت التوتر بين الإطار والتيار الصدري الذي اعتصم مناصروه أمام البرلمان نحو شهر خلال الصيف.
وبلغ التوتر ذروته في 29 آب/أغسطس، حين قتل 30 من مناصريه في اشتباكات داخل المنطقة الخضراء مع قوات من الجيش والحشد الشعبي، وهي فصائل مسلحة شيعية موالية لإيران ومنضوية في أجهزة الدولة.
ويرى مراقبون ان التيار الصدري الذي رفض المشاركة في الحكومة سيصعد تحركاته في الفترة المقبلة من خلال استغلال ورقة الشارع أي ان البلد سيكون مقبلا على المزيد من الصراعات.
وتظل مسالة التدخلات الأجنبية خاصة الإيرانية في الشأن السياسي العراقي من أكثر الملفات الحارقة التي ستواجه الرئيس العراقي إضافة الى انتهاك السيادة الوطنية من قبل طهران وأنقرة.

الانتهاكات الايرانية والتركية لسيادة العراق من اكثر التحديات امام رشيد
الانتهاكات الايرانية والتركية لسيادة العراق من اكثر التحديات امام رشيد

وتشن القوات التركية والإيرانية بين الفينة والأخرى هجمات تستهدف المعارضين الاكراد في اقليم كردستان رغم الانتقادات التي وجهتها حكومة مصطفى الكاظمي السابقة حيث يطالب العراقيون السلطات الجديدة باتخاذ إجراءات اكثر قوة واللجوء الى المجتمع الدولي لوقف تلك الانتهاكات.
كما ان التحديات الأمنية في العراق مع عودة نشاط خلايا تنظيم داعش الارهابي وتصاعد نفوذ ميليشيات الحششد الشعبي غير المنضبطة يزيد من تعقيد المشهد ويشكك في وفاء الرئيس العراقي بتعهداته في تحقيق عراق مستقر.
ويمثل التحدي الاقتصادي مهما في العراق مع تصاعد المطالب الشعبية باستغلال موارد الطاقة والنفط في تحقيق انتعاشة اقتصادية وتطوير البنية التحتية في البلد وتسوية وضعية الطبقات الفقيرة وإيجاد فرص عمل للشباب العراقي.
كما يمثل تعزيز جهود مكافحة الفساد من ابرز التحديات فالعراق وفق التقارير الدولية من الدول الاكثر فسادا في العالم. 
والخميس، انتخب البرلمان العراقي عبد اللطيف رشيد رئيسا للجمهورية، بعد حصوله على غالبية الأصوات بالجولة الثانية من عملية التصويت.
وذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية أن رشيد حصل على 162 صوتًا، فيما نال منافسه الرئيس المنتهية ولايته برهم صالح 99 صوتًا، واعتبرت 8 أصوات باطلة.
ووفق العرف السياسي المعتمد في العراق منذ سنوات، يعدّ منصب رئاسة الجمهورية من حصة المكون الكردي، ورئاسة البرلمان من حصة السنّة، ورئاسة الحكومة من حصة الشيعة.
وعقب إعلان النتيجة، أدى عبد اللطيف رشيد اليمين الدستورية رئيسًا للعراق، فيما هنّأه الرئيس صالح، وفق وكالة الأنباء الرسمية.