الرئيس العراقي في السعودية لتعزيز التقارب بين البلدين

العاهل السعودي يتباحث مع الرئيس العراقي برهم صالح في الرياض بشأن تعزيز العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات.
العراق يسعى إلى استقطاب دعم لخارجي لإعادة إعمار البلاد

الرياض ـ بحث الرئيس العراقي برهم صالح والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الأحد سبل تطوير العلاقات الثنائية ومستجدات المنطقة.

جاء ذلك في لقاء بالرياض، ضمن جولة خارجية لصالح، شملت إيران، حيث التقى، السبت، نظيره حسن روحاني، والمرشد الإيراني، علي خامنئي، وناقش معهما سبل تعزيز العلاقات الثنائية.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن الملك سلمان عقد جلسة مباحثات مع الرئيس العراقي.

واستعرض الطرفان العلاقات الوثيقة بين البلدين، والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث مستجدات الأحداث في المنطقة، بحسب الوكالة. ولم تذكر الوكالة مدة زيارة صالح للمملكة.

وقبل أيام، زار صالح كلًا من الكويت، الإمارات والأردن، في أول جولة خارجية له منذ انتخابه رئيسًا للعراق، في 2 أكتوبر/ تشرين أول الماضي.

ويسعى العراق إلى استقطاب دعم لخارجي لإعادة إعمار البلد الذي تضرر بشدة من حرب طاحنة ضد تنظيم داعش الإرهابي على مدى ثلاث سنوات (2014-2017).

ويطمح العراق إلى خلق توازن في علاقاته الخارجية حيث بدأ التقارب مع محيطه العربي الطبيعي بعد أن ارتهم لسنوات عدة بعد 2003 للسياسات الإيرانية ونفوذ طهران.

ويسعى العراق الى تحقيق فوائد اقتصادية من العلاقات الوثيقة مع المملكة في إطار مساعيه لاعادة البناء بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية. وتسعى الرياض الى تطوير العلاقات مع بغداد لمواجهة نفوذ خصمها الاقليمي ايران في العراق.

وقال الكاتب عبدالرحمن الراشد في مقال في صحيفة "اراب نيوز" الاحد "يجد العراق نفسه فعليا ومعنويا عالقا بين قوتين متنافستين هما السعودية وايران". وأضاف "العلاقة الثلاثية ... متشابكة ومعقدة".

وتابع "سننتظر لنرى حيث كيف يقرر المسؤولون العراقيون تحديد نوع هذه العلاقة والتعامل مع الحكومتين".

يذكر أن العلاقات السعودية العراقية عرفت دفئاً لافتاً في العامين الأخيرين، مع إبداء الرياض وبغداد رغبتهما في تعميق التعاون في المجالات كافة بما في ذلك تسهيل الحركة التجارية عبر حدود البلدين، والتنسيق الرياضي.

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس العراقي في وقت لاحق الأحد، ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان للبحث في "تحريك الأوضاع الاقتصادية في العراق، إضافة إلى تعزيز العلاقة بين البلدين الجارين ".

ومنذ سقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في 2003، تتعامل دول الخليج بحذر مع بغداد، بسبب تقاربها مع إيران، إلاّ أنها بدأت تشهد تحسنا نسبيا خلال السنوات الأخيرة باتجاه إعادة العراق إلى حضنه العربي والخليجي ومساعدته على كبح النفوذ الإيراني.

ويؤكد متابعون للشأن العراقي أن على دول الجوار الخليجي أن لا تترك العراق عرضة وفريسة للنفوذ الإيراني وأن عليها إعادته لحضنه الطبيعي وأن لا يترك وحيدا في ظل التغلغل الإيراني في مفاصل الدولة العراقية.

واستفادت إيران كثيرا خلال السنوات التي أعقبت الغزو الأميركي ونجحت في إنشاء شبكة واسعة من السياسيين والميليشيات الشيعية المسلحة للتغلغل في مفاصل الدولة العراقية.