الرئيس المصري يدعو لعدم التناحر حول سد النهضة

السيسي: مصر تبذل أقصى جهودها لتسوية قضية سد النهضة الإثيوبي على النحو الذي يحقق مصالح جميع الأطراف، وتدعو المجتمع الدولي لتعظيم وتضافر الجهود من أجل تحقيق هذا الهدف العادل.

القاهرة – في ظل استمرار الجدل حول وجود عيوب فنية في سد النهضة، والتوقعات بحدوث أزمة مناخية تتسبب بالجفاف في دول حوض النيل، وبينما وصلت المفاوضات السابقة مع أثيوبيا إلى طريق مسدود، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مصر تبذل أقصى جهودها لتسوية قضية سد النهضة الإثيوبي على النحو الذي يحقق مصالح جميع الأطراف، وتدعو المجتمع الدولي لتعظيم وتضافر الجهود من أجل تحقيق هذا الهدف العادل.
وشدد السيسي في كلمته لمؤتمر "أسبوع القاهرة للمياه" الأحد أن رؤية مصر الراسخة بشأن التعامل مع نهر النيل هي العمل والتعاون المشترك بغرض تكريس وتقاسم الازدهار بدلاً من التنافس والتناحر الذي يؤدي إلى تقاسم الفقر وعدم الاستقرار.
وتابع "نحن نحلم بالسعي المشترك، لتعظيم ثروة حوض النيل، ولينعم بها جميع دول الحوض وذلك بدلًا من التحرك فرادى، متنافسين على نحو غير تعاوني بما يسفر عن تنمية محدودة، وقاصرة في حجمها ونطاقها على نحو يزعزع استقرارهم".
ودخلت مصر والسودان وأثيوبيا على مدار السنوات الماضية في نزاع شديد بشأن سد النهضة، الذي تملؤه أديس أبابا دون التوصل إلى اتفاق ملزم مع دولتي المصب.
وتتخوف دولتا المصب جارتا إثيوبيا، مصر والسودان، من تداعيات السد على أمنهما المائي، فيما تشدد أديس أبابا على أهميته لتوليد الكهرباء والتنمية.
وخلال افتتاح أسبوع القاهرة للمياه في نسخته الخامسة تحت عنوان (المياه في قلب العمل المناخي)، قال السيسي في كلمة مسجلة أن المؤتمر يأتي في خضم نقاشات دولية تستهدف تكثيف التحرك الدولي بشأن قضايا المياه والمناخ، وصولاً إلى القمة العالمية للمناخ بشرم الشيخ الشهر القادم.
وشدد الرئيس المصري أنه "لطالما كانت المياه منذ بدء الخليقة واهبـة للحياة على كوكب الأرض والركيزة الأساسية لتطـور الحضارة، غير أن التطور المتسارع للحضارة الحديثة قد زاد من الضغوط على الموارد المائيـة المتاحة، حتى وصلت البشرية لمرحلة حرجة يواجه فيها العديد من البلدان تحديات متزايدة لتوفير الاحتياجات الأساسية من المياه".
وأضاف "وقد استمر الغذاء هو المحور الأكبر للاستخدامات المائية عالمياً، وعلى ضوء ما يتوقع من ازدياد احتياجات الغذاء بنسبة 60% في الأعوام القادمة، فقد بات واضحاً أنـه لا انفصام بين تحديات الماء والأمن الغذائي. كما جاء تغير المناخ ليفاقم من هذا التحدي المزدوج، لا سيما في الدول التي تعاني من ندرة مائية، بما قد يؤدي لتبعات سلبية خطيرة على السلم والأمن إقليمياً ودولياً".
ولم تُجدِ لغاية اليوم الدبلوماسية المصرية لتسوية النزاع الثلاثي حول المياه، بينما يقول الخبراء إن المخاطر الحالية يمكن أن تتفاقم إذا حدثت أزمة مناخية حادة تعصف بالمنطقة عبر قلة الأمطار وحدوث جفاف قد يستمر طويلاً.
وفي أغسطس الماضي، أعلنت الحكومة الإثيوبية تشغيل التوربين الثاني في سد النهضة من أجل توليد الطاقة الكهربائية، في خطوة عمّقت التوترات مع مصر وإثيوبيا.
ودعا رئيس الوزراء الإثيوبي مصر والسودان إلى الحوار والتفاوض، باعتبارهما الحل الأمثل للعمل في ما يفيد الأطراف كافة بشأن ملف سد النهضة.
وبينما تتجمد المفاوضات الثلاثية منذ نحو عام، تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي حول ملء وتشغيل السد لضمان استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل، غير أن إثيوبيا ترفض ذلك وتؤكد أن سدّها الذي بدأت تشييده قبل نحو عقد لا يستهدف الإضرار بأحد.