الرسم نقش على الذاكرة أرسخ من الكتابة

مناطق المعالجة البصرية المكانية للدماغ والمشاركة في تمثيل الصور في الغالب تكون سليمة في مراحل الشيخوخة الطبيعية وعند الوصول لمرحلة الخرف.
نتائج أفضل بين الشيب والشباب في استعادة المعلومات عند استخدام الرسم بدلا من الكتابة
نتائج يمكن استخدامها لمساعدة المصابين بالخرف

واشنطن - أفادت دراسة كندية حديثة أن الرسم يعتبر أفضل طريقة لتعزيز عملية الاحتفاظ بالكلمات والتفاصيل في الذاكرة، بدلا من الكتابة، لدى كبار السن ومن يعانون من الخرف.
الدراسة أجراها باحثون بجامعة واترلو الكندية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية "Experimental Aging and Research" العلمية. 
وأوضح الباحثون أن عملية الاحتفاظ بالمعلومات الجديدة تتراجع عادة مع تقدم العمر، بسبب تدهور هياكل الدماغ الحرجة في الذاكرة مثل قرن آمون والفصوص الأمامية. 
وعلى النقيض من ذلك، فإن مناطق المعالجة البصرية المكانية للدماغ، والتي تشارك في تمثيل الصور، في الغالب تكون سليمة في مراحل الشيخوخة الطبيعية وعند الوصول لمرحلة الخرف. 
ولكشف فعالية الرسم في الاحتفاظ بالمعلومات بالذاكرة، قارن الباحثون بين أنواع مختلفة من تقنيات الذاكرة في المساعدة على الاحتفاظ بمجموعة من الكلمات، في مجموعة من طلاب المرحلة الجامعية ومجموعة من كبار السن. 
وقام المشاركون إما بتشفير كل كلمة من خلال كتابتها، أو من خلال رسمها، أو من خلال سرد السمات المادية المتعلقة بكل عنصر. 
وبعد تنفيذ كل مهمة، أجرى الباحثون عملية تقييم للذاكرة لرصد مدى احتفاظها بالمعلومات لدى كلا المجموعتين. 
وأظهرت النتائج أن كلا من الشباب وكبار السن كانت نتائجهم أفضل في عملية استعادة المعلومات والكلمات عند استخدام الرسم بدلاً من الكتابة لترميز المعلومات الجديدة في الذاكرة، وكان هذا التأثير كبيرًا بشكل خاص لدى كبار السن. 

الرسم
عملية الاحتفاظ بالمعلومات الجديدة تتراجع عادة مع تقدم العمر

وقالت الدكتورة ميليسا ميد، قائد فريق البحث: "وجدنا أن الرسم هو أفضل طريق لتمكين كبار السن من تذكر الكلمات والتفاصيل وخاصة لدى المرضى المصابون بالخرف، لأن الرسم يتم الاحتفاظ به في مناطق المعالجة البصرية في الدماغ التي لا تزال تعمل حتى مع التقدم في العمر". 
وأضاف: "لقد شجعتنا هذه النتائج بالفعل لنبحث في طرق يمكن استخدامها لمساعدة الأشخاص المصابين بالخرف، والذين يعانون من انخفاضات سريعة في وظائف الذاكرة واللغة وضعف إدراكي". 
ومرض الخرف، هو حالة شديدة جدًا من تأثر العقل بتقدم العمر، وهو مجموعة من الأمراض التي تسبب ضمورًا في الدماغ، ويعتبر الزهايمر، أحد أشكالها، ويؤدي إلى تدهور متواصل في قدرات التفكير ووظائف الدماغ، وفقدان الذاكرة.
ويتطور المرض تدريجياً لفقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية، وعلى التواصل مع المحيط، وقد تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظيفي. 
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن عدد المصابين بالخرف في 2015، بلغ 47.5 مليون، وقد يرتفع بسرعة مع زيادة متوسط العمر وعدد كبار السن.