الرياض تدعو لاجتماع طارئ تحسبا لتصعيد حوثي في البحر الأحمر

السعودية تكثف مساعيها لإتمام تأسيس مجلس الدول العربية والإفريقية وخليج عدن لدعم الاستقرار في المنطقة الحيوية ومواجهة تهديدات ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا.
الرياض تحرص على خفص التصعيد في المنطقة بعد مقتل سليماني
السعودية تحث جميع الأطراف على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الأخطار

الرياض - الرياض - تتهيأ السعودية لعقد قمة عاجلة للدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، فيما تتقلب المنطقة على وقع توترات ازدادت تفاقما بعد تصفية الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني الذي كان يشرف على الميليشيات الشيعية في العراق ولبنان وسوريا واليمن.

وأعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود الاثنين أن الملك سلمان بن عبدالعزيز سيدعو "قريبا" إلى قمة لقادة الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، تحسبا لأي تصعيد في المنطقة خصوصا بعد احتدام التوتر بين طهران وواشنطن بعد مقتل سليماني.

وتأتي الاستعدادات السعودية لتسريع إتمام تأسيس مجلس الدول العربية والإفريقية وخليج عدن لدعم الاستقرار في المنطقة الحيوية ولمواجهة التهديدات المتنامية من ميليشيا الحوثي في اليمن المدعومة من إيران.

وتتحسب المملكة التي دعت إلى خفض التوتر في المنطقة لتصعيد حوثي انتقاما لمقتل الجنرال سليماني، في الوقت الذي بدا فيه واضحا أن طهران تستعد لتحريك أذرعها لضرب مصالح الولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين.

وسبق للحوثيين أن استهدفوا بوارج وناقلات شحن في البحر الأحمر، بينما يتوقع أن يصعدوا هجماتهم في انتظار إيعاز إيراني.

وقال بن فرحان خلال اجتماع لوزراء خارجية الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن الذي انطلق اليوم في الرياض، أن السعودية حريصة كل الحرص على عدم حدوث أي تصعيد في المنطقة وتسعى للتعاون والتنسيق مع بقية الدول على رفع التحديات والمخاطر التي تحيط بالمنطقة والعالم.

وأضاف أن "بلاده لا ترغب في رؤية مزيد من التصعيد في التوترات بالمنطقة في لحظة بالغة الخطورة"، وذلك بعد مقتل سليماني في ضربة أميركية بطائرة مسيرة الجمعة.

جاء ذلك خلال اجتماع لوزراء خارجية الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن الذي انطلق الاثنين في الرياض، بحسب ما تضمنه مقطع فيديو للاجتماع نقلته فضائية الإخبارية السعودية الرسمية.

ووصف فرحان هذا الاجتماع بـ"الهام"، مشيرا إلى أنه سيتم اليوم إقرار ميثاق تأسيس مجلس الدول العربية والإفريقية وخليج عدن، دون تفاصيل أكثر عن الدول المشاركة.

وعبر الوزير عن أمل المملكة في أن تتخذ جميع الأطراف الخطوات الضرورية لمنع المزيد من التصعيد وأي استفزاز.


وأوضح أن "الميثاق سيرفع إلى القادة لمباركته في اجتماع قمة سيدعو له الملك سلمان قريبا"، مضيفا أن "المملكة حريصة على التنسيق والتعاون مع شقيقاتها الدول الأعضاء لمواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط بنا من كل جانب".

ولاحقا أوضحت وكالة الأنباء السعودية، أن العاهل السعودي استقبل وزراء الخارجية المشاركين بالاجتماع، وهم ممثلون من مصر والأردن واريتريا واليمن والسودان وجيبوتي والصومال بخلاف السعودية

وبحث لقاء العاهل السعودي "سبل تطوير التعاون المشترك بين الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة".

وبارك الملك سلمان تأسيس مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، والتوقيع على ميثاق المجلس دون تفاصيل أكثر.
وتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران عقب إعلان وزارة الدفاع الأميركية الجمعة عن تصفية سليماني، إضافة إلى أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي وآخرين، فيما أعلنت طهران من جهتها أنها سترد بشكل قاس على العملية.
وفي ديسمبر/كانون أول 2018 اقترحت السعودية إنشاء تجمع لدول البحر الأحمر والقرن الإفريقي لأسباب منها "منع أي قوى خارجية من لعب دور سلبي في تلك المنطقة الاستراتيجية". وحضر الاجتماع آنذاك ممثلي 7 دول هي السعودية و مصر وجيبوتي والصومال والسودان واليمن والأردن.

وفي مارس/آذار 2019 أعلنت مصر عقد اجتماع لتقييم مبادرات دولية بشأن أوضاع "البحر الأحمر وخليج عدن" بمشاركة مسؤوليين دبلوماسيين وعسكريين للدول السبع أيضا.
وكانت القاهرة استضافت الاجتماع الأول للدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن بالقاهرة خلال يومي 11 و12 ديسمبر/كانون الأول 2017، بمشاركة السعودية والأردن وجيبوتي واليمن والسودان وإريتريا.
ويشهد البحر الأحمر وخليج عدن تهديدات عديدة لاسيما من الحوثيين والإيرانيين، وفق تصريحات غربية وخليجية، فيما نفت طهران وجماعة الحوثي ذلك.