الزبيدي يطالب الشاهد بالاستقالة لـ"تدميره الحياة السياسية"

عبدالكريم الزبيدي يرفض دعوة رئيس الحكومة للتحالف وإنقاذ العائلة الوسطية في التشريعية داعيا إياه للاعتراف بفشله.
الزبيدي لم يدعو الى دعم اي من المرشحين قيس سعيد ونبيل القروي في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية
عبدالكريم الزبيدي يدعو الى دعم كل القوى الديمقراطية والوسطية والحداثية في التشريعية

تونس - طالب وزير الدفاع والمرشح الرئاسي عبدالكريم الزيدي رئيس الحكومة يوسف الشاهد بالاستقالة وذلك ردا على دعوة للتحالف في الانتخابات التشريعية تقدم بها الشاهد لانقاذ العائلة الوسطية.

وقال الزبيدي في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك الاثنين انه يرفض التحالف مع الشاهد الذي تسبب في الازمة الاقتصادية والسياسية التي وصلت اليها البلاد.

واضاف الزبيدي "قد تابعت الدعوة التي توجه بها إلى السيد يوسف الشاهد "من أجل إنقاذ تونس" ويهمني أن أوضح أن من تسبب في تأزيم الوضع الاقتصادي وفي تدهور الوضع المعيشي للمواطنين وفي تدمير الحياة السياسية والحزبية، هو جزء من المشكل لا يمكن أن يكون جزءا من الحلّ وأن مبادئ الديمقراطية تقتضي منه أن يعترف بفشله وبمسؤوليته ويستقيل من منصبه".

ودعا الزبيدي من انتخبوه في الرئاسة الى دعم كل القوى الديمقراطية والوسطية والحداثية والقائمات المستقلة التي ساندتنا منذ بداية الحملة وأثنائها  على غرار "أفاق تونس و نداء تونس و مشروع تونس و الحزب الاشتراكي الدستوري و الحزب الوسطي الجديد والتحالف من اجل تونس و حركة الوطن الجديد وكذلك القائمات الإئتلافية والمستقلة التي ستنشر في الصفحة الرسمية".

وطالب الزبيدي باطلاق سراح المرشح نبيل القروي "وذلك في سبيل تحقيق مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين المترشحيّن بإعتبار أن انتخابات لا تضمن هذين المبدئين هي انتخابات معيبة ومطعون في مصداقيتها كما أنها تمثل إنتهاكا واضحا لمقتضيات الدستور".

ولم يدعو الزبيدي صراحة الى دعم أي مرشح رئاسي في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية داعيا انصاره الى اختيار "الشخص الذي يرون فيه الكفاءة والخصال اللازمة لمنصب رئيس الجمهورية في إطار شريف ومشرف لتونس في الداخل والخارج".

وكان الشاهد دعا في حوار بث الجمعة عبر اذاعة موزاييك منافسه في الانتخابات الرئاسية الزبيدي الى توحيد الصفوف وإنقاذ البلاد.

وقال الشاهد "هنالك محادثات مع منتمين للعائلة الوسطية لمواجهة حالة التشتت ومن هذا المنبر أدعو الزبيدي إلى توحيد الصفوف رغم التهم الموجهة ضد شخصي باستغلال اجهزة الدولة".

وتأتي دعوة الشاهد بعد الهزيمة التي مني بها مرشحوا العائلة الوسطية في الدور الاول للانتخابات الرئاسية حيث حصل الزبيدي على 10.5 بالمئة من الأصوات ليأتي في المرتبة الرابعة يليه يوسف الشاهد بنسبة 7.3 بالمئة فيما حصل رئيس الحكومة الاسبق مهدي جمعة على نسبة 1.8 بالمئة من الأصوات فقط.

وتعيش العائلة الوسطية حالة من الارتباك مع اقتراب الانتخابات التشريعية حيث تسبب تشتت العائلة السياسية الأبرز في تونس الى خسارة اهم منصب سياسي في تونس وسط مخاوف من خسارة متوقعة في التشريعية حسب كثير من المراقبين.

وتحاول عدة اطراف سياسية تجميع العائلة وتاتي دعوة الشاهد ضمن هذه الجهود لكنها اليوم تقابل بالرفض ما سيزيد من تعميق حالة التشتت والضعف داخل هذه العائلة.

ويرى مراقبون ان هنالك مساعي من العائلة الوسطية للتقارب مع المرشح نبيل القروي وذلك من خلال عقد صفقة يخرج عبرها من السجن مقابل دخول حزبه قلب تونس في تحالف مع العائلة الوسطية في الانتخابات التشريعية.

وكان الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي تمكن من توحيد العائلة الوسطية وذلك بتجميع اغلب المنتمين إليها رفي حزب نداء تونس تمكن من خلاله من الفوز بالانتخابات الرئاسية والتشريعية سنة 2014 قبل ان يتفتت الحزب وينقسم بسبب الصراع حول الزعامة.

واليوم مازالت العائلة الوسطية تبحث عن زعيم قادر على توحيد صفوفها ومواجهة الاستحقاقات السياسية المقبلة في وقت يعمل التيار الثوري على الاصطفاف وراء المرشح قيس سعيد.

وياتي الحديث عن امكانية عقد صفقة بين الشاهد والقروي تزامنا مع إعلان قادة في حركة النهضة وجود توجه رسمي لدعم المرشح قيس سعيد في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية.

ويتعرض رئيس الحكومة يوسف الشاهد لانتقادات واسعة بعد اتهامه بالتحالف مع حركة النهضة والتنكر للرئيس الراحل السبسي.

وياتي تصريح رئيس النهضة راشد الغنوشي عبر اذاعة "جوهرة" الخاصة الاثنين ليؤكد مخاوف الزبيدي ومنتقدي الشاهد من وجود علاقة قوية بين الطرفين من الممكن ان تتواصل بعد الانتخابات.

وقال الغنوشي ان الشاهد لم يكن رافضا للتحالف مع النهضة بعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية لكنه يرفض هذا التحالف قبلها وذلك حتى لا يخسر قاعدته الشعبية.