السجائر الإلكترونية تغتال خلايا المخ

تلف الخلايا الجذعية العصبية يسرع الإصابة بالشيخوخة ويؤدي إلى التعرض الى أمراض خطيرة مثل الزهايمر والشلل الرعاش والخرف.

واشنطن - حذّرت دراسة أميركية حديثة من أن السجائر الإلكترونية يمكن أن تلحق ضررًا بالغًا بالخلايا الجذعية في المخ، قد يصل لحد التلف والموت، خاصة لدى الأجنة والشباب.
الدراسة أجراها باحثون بجامعة كاليفورنيا الأميركية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (iScience) العلمية.
وتعمل السجائر الإلكترونية عن طريق سخان حراري لتسخين سائل يحتوي على النيكوتين الموجود داخلها، ليتحول السائل إلى بخار النيكوتين الذي يستنشقه المدخن بدلا عن حرقة كما يتم في السجائر المعتادة.
وأوضح الباحثون أنه لم يُفهم حتى الآن الكيفية التي يمكن أن تؤثر بها المواد الكيميائية الموجودة في السجائر الإلكترونية على الخلايا الجذعية العصبية وخاصة "الميتوكوندريا" وهي الأجزاء المسؤولة عن توليد الطاقة داخل الخلايا للحفاظ عليها.
ولفهم تلك الآلية، استخدام الفريق الخلايا الجذعية العصبية المزروعة داخل الفئران، لتحديد الآلية الكامنة وراء الضرر الذي يصيب الخلايا الجذعية العصبية نتيجة تدخين السجائر الإلكترونية.

سجائر
تسبب التهابات في خلايا الرئة

واكتشف الفريق أن تلك الخلايا تصاب بفرط تلف "الميتوكوندريا" الناجم عن الإجهاد، خاصة لدى الأجنة الذين تدخن أمهاتهم السجائر الإلكترونية، على اعتبار أنها أقل ضررا من السجائر التقليدية، والأشخاص في مرحلة الشباب.
وقالت الدكتورة أتينا زاهدي قائد فريق البحث إن "التعرض ولو لفترة قصيرة لدخان السجائر الإلكترونية يمكن أن يجهد الخلايا الجذعية العصبية بطريقة قد تؤدي مع الاستخدام المتكرر إلى موت الخلايا أو مرضها".
وأضافت أن "تعرض الخلايا الجذعية العصبية في المخ للتلف يمكن أن يسرع الشيخوخة ويؤدي إلى الإصابة بالأمراض التنكسية العصبية وعلى رأسها الزهايمر والشلل الرعاش والخرف".
وأشارت زاهدي أن "تعرض الأجنة للنيكوتين أثناء فترة النمو داخل الرحم أو خلال فترة المراهقة يمكن أن يؤثر على المخ بطرق متعددة ويؤدي إلى إضعاف الذاكرة والتعلم والإدراك".
وكانت دراسة صينية سابقة كشفت أن النكهات المستخدمة في السجائر الإلكترونية تسبب أمراض التهابية وتأكسدية في خلايا الرئة، كما أن آثارها تمتد إلى الدم، فهي سامة وتتسبب في الموت المبرمج لخلايا الدم البيضاء. 
وحذرت منظمة الصحة العالمية في 2015 من أن السجائر الإلكترونية تحتوي على مواد سامة ضارة بالصحة.
ووفقًا للمنظمة، فإن التبغ يقتل ما يقرب من 6 ملايين شخص بإقليم شرق المتوسط سنويًا، بينهم أكثر من 5 ملايين متعاطين سابقين وحاليين للتبغ، وحوالي 600 ألف شخص من غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي.